وزير يمني سابق: المهمة الأكبر للتحالف في المناطق المحررة تكمن في تنفيذ “اتفاق الرياض”
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قال وزير الخارجية اليمني الأسبق “خالد اليماني”، اليوم الأربعاء، إن «المهمة الأكبر للتحالف في المناطق المحررة»، تكمن في «تنفيذ (اتفاق الرياض) وتطوير العمل المشترك بين كل القوى المنضوية تحت مظلة الشرعية.
وأفاد في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” هناك تحدي كبير أمام التحالف بكل مكوناته تحت قيادة المملكة العربية السعودية، وهو الإبقاء على خيار السلام كخيار استراتيجي والاستمرار في إرسال الرسائل الإيجابية لجميع الأطراف في اليمن والإقليم حول النوايا البناءة للتحالف، مع الاستمرار في الحد من قدرة الحوثيين على إحداث اختراق جوهري وتقليص قدرتهم على إعادة التزود باللوجستيات الضرورية لإدامة أمد الحرب عبر التهريب الذي أشارت تقارير لجان الخبراء في مجلس الأمن إلى طرقه وأمراء الحرب المنتفعين منه على حساب دماء اليمنيين».
وأضاف: «كلنا نعرف أن الميليشيات الحوثية لا تصنع إبرة، وأنها تشتري كل احتياجاتها من التهريب ومن سوق السلاح الداخلي الذي يديره أمراء الحرب بالمال الذي تجنيه من نهب موارد الدولة وتجارة المخدرات وبيع النفط الإيراني المهرب».
وحول جهود السلام أكد اليماني أنه لا يعتقد «بوجود وصفات سحرية للحل في اليمن، إذ رهن تحقيق ذلك» باجتماع إرادة كل اليمنيين والقوى السياسية والمجتمع المدني والقوى الجديدة التي أفرزتها ظروف الحرب اليمنية الطويلة».
وأضاف: «إن لم تجتمع جميع هذه القوى على وقف دورة العنف وإنهاء الحرب فلن يكون بمقدور أحد في العالم أن يوقف هذه الحرب المجنونة». حيث لا بد أن «تصل القوى الفاعلة في الأزمة اليمنية إلى قناعة مفادها بأنها لن تفرض رؤيتها بقوة السلاح والإجراءات أحادية الجانب».
وأوضح اليماني أن «تاريخ اليمن الممتد لآلاف السنين كان وما يزال مرتبطا بالتوافقات والحلول الوسط» وأن «هذا التحليل ينطبق بشكل دقيق على التطلعات الحوثية وأمراء الحرب الذين يرون في استمرار الحرب هدفا استراتيجيا وليس في وقفها».
وبخصوص المبادرات الدولية التي تقدمت بها الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، يرى اليماني أنها «متطابقة من حيث محتوى وقف الحرب والدخول في مفاوضات الحل النهائي» وأنه «لا وجود لحزمة أكثر واقعية من تلك المعروضة الآن». إذ إنها وفق قوله «تكاد نفسها التي جاء بها إسماعيل ولد شيخ أحمد».
كما يعتقد وزير الخارجية اليمني الأسبق أن هذه المبادرات «هي ذاتها التي سيتوصل إليها أي مبعوث دولي جديد ستأتي به الأيام القادمة».
وأشار إلى أن هذا المبعوث الجديد «ربما سيقضي فترة سنتين أو أكثر من زمن تفويضه تقليباً للبدائل السياسية والتشاور مع الأطراف والقوى المعنية ليصل إلى عناصر التسوية نفسها ولو في قالب جديد، فيما ستستمر آلة الحرب في سفك المزيد من دماء اليمنيين وتدمير كل ما تبقى لهم من أمل في الحياة»، وفق قوله.
وندد اليماني بإصرار الحوثي على الحرب ورفض هذه المبادرات، وقال مستنكراً: «أفلا ينظر الحوثي فقط إلى حجم القتل خلال الشهرين الماضيين في محاولاته العدمية للسيطرة على مأرب، فالإحصائيات الأولية تشير إلى فناء أكثر من ستة آلاف عنصر حوثي»، وتساءل: «أهذا ما يريدونه… وطناً تشيّده الجماجم والدم؟!».
ويستطرد بالقول: «إذا لم تفلح جهود مجلس الأمن وتحديداً جهود الدول الخمس دائمة العضوية وبالخصوص الدور المرجو الذي أشرت إليه كثيراً في تناولاتي الإعلامية منذ بدء السيد ليندركينغ لجهوده، وهو دور روسيا الاتحادية والصين في اتساق مع الدور الأميركي والبريطاني والفرنسي في إرسال رسائل حازمة لكل الأطراف المعنية، حينها يمكن أن نقول إن جهود ليندركينغ ذهبت مذهب الرياح».
ولم يغفل اليماني في حديثه انتقاد سياسة واشنطن إزاء الملف الإيراني التي وصفها بأنها «تجربة المجرب مسبقاً»، فهي بحسب قوله: «ما زالت تعتقد بفصل المسارات بين السياسة الإيرانية التوسعية شديدة العدوانية وبين نشاطات أذرعها الإرهابية في العراق ولبنان واليمن، وهي تخطب ود طهران للعودة إلى لعبة الاتفاق النووي الذي أكد الخبراء الدوليون المستقلون أنها لن تمنع إيران من بلوغ هدفها لبناء منظومة نووية هجومية تهدد الأمن والسلم الدوليين، وتشكل تهديداً وجودياً لدول الإقليم وللدول الأوروبية».