هل سلّم الحوثيون تكنولوجيا “أسلحة مكافحة الإرهاب الأمريكية” إلى إيران؟ مركز دراسات يمني يجيب
يمن مونيتور/ قسم الأخبار:
قال مركز دراسات يمني إن الحوثيين يستخدمون أسلحة مكافحة الإرهاب الأمريكية في الهجوم على “مدينة مأرب”، مؤكداً أن الأمريكيين أبدوا غضبهم من وصول تكنولوجيا هذه الأسلحة إلى إيران.
وقال مركز أبعاد للدراسات والبحوث، في تقرير نشر يوم الأحد، إن الحوثيين يستخدمون الأسلحة الأمريكية الحديثة والمتطورة التي كانت مخصصة لمكافحة الإرهاب في الهجوم على “مدينة مأرب” وبدأ فبراير/ شباط الماضي ولم يحققوا تقدماً كبيراً منذ ذلك الحين.
ونقل مركز أبعاد للدراسات والبحوث عن مصدر عسكري قوله: إن الأمريكيين أبدوا غضبهم بسبب نقل الحوثيين تقنيات خاصة ببرنامج مكافحة الإرهاب إلى الإيرانيين.
وأكدت إيران وجود خبراء للحرس الثوري في اليمن يقدمون استشارات للحوثيين في معاركهم ضد الحكومة الشرعية، ومن شأن حصول الإيرانيين على تقنية الأسلحة الأمريكية يمكنهم توزيعها على مليشياتهم في المنطقة بما في ذلك العراق وسوريا ولبنان ما يعني إمكانية صناعة أسلحة مضادة أكثر فعالية ضدها. كما أن البيئة القبلية والعائلية والاجتماعية والاستقطاب في اليمن يجعل من وصول هذه التكنلوجيا للجماعات الإرهابية مثل “القاعدة” و”تنظيم الدولة” أمراً وارد الحدوث.
وأضاف أن الحوثيين اضطروا لاستخدام هذه الأسلحة والأسلحة الأخرى التي كانت تمتلكها قوات النخبة اليمنية مثل الحرس الجمهوري والقوات الخاصة “في محاولة مستميتة للفوز بورقة سحرية لبسط النفوذ على كامل اليمن”.
وقال “أبعاد” إن الحوثيين سيطروا بالكامل على تلك الأسلحة بعد تصفية حليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح في ديسمبر/كانون الأول2017 بعد أن حاول تبديل ولائه منهم إلى التحالف الذي تقوده السعودية.
وأَضاف أن “الحوثيين الذين أخفوا بعض الآليات الحديثة منذ 2015م، بدأوا باستخدامها في معارك مأرب الأخيرة حيث استأنفوا هجومهم في فبراير/شباط وفشلوا في تحقيق تقدم يعطيهم أفضلية في السيطرة على مدينة مارب”.
وأِشار التقرير إلى الانفجار الغامض الذي حدث في شمال صنعاء بتاريخ 26 أبريل/نيسان الماضي، إلى أن “الحوثيين نقلوا أسلحة نوعية من مخازن جنوب صنعاء كانت تابعة لصالح، إلى مخازن عدة بينها هذا المخزن”. مرجحاُ أن الانفجار الناجم عن ضربة أمريكية استهدفت الأسلحة والصواريخ الذكية الخاصة بمكافحة الإرهاب والتي زاد الحوثيون من مداها وقدرتها التفجيرية.
وأكد التقرير أن الحوثيين يعتمدون على مصادر أسلحة وذخيرة غير تلك القادمة من إيران إذ يعتمدون على تجار الأسلحة، لكنهم يواجهون صعوبات بشأن المدرعات والدبابات والمعدات الثقيلة ما دفعهم إلى “أنشاء ورش خاصة لتحويل سيارات رباعية الدفع إلى مدرعات، إضافة إلى إصلاح وتحديث الآليات المنهوبة من معسكرات الجيش اليمني للتغلب على تلك المشكلات”.
من جهة أخرى كشف تقرير مركز أبعاد للدراسات والبحوث إلى مستقبل المفاوضات الجديدة على اليمن وارتباطها بمعركة مأرب وقال حول المبادرة السعودية إن الحوثيين لم يقدموا موقفاً واضحاً مُعلناً من المبادرة السعودية لكنهم قدموا رداً عبر سلطنة عُمان حول المبادرة السعودية، تطالب السعودية بوقف إطلاق النار من ثلاث خطوات: أولاً، وقف الضربات الجوية، ثم وقف إطلاق النار على طول الحدود السعودية اليمنية، وبعد ذلك فقط وقف إطلاق النار داخل اليمن. في محاولة لوقف غارات الطيران الحرب الذي سيمنحهم أفضلية للوصول إلى مأرب.
وفي فشل مشاورات مسقط لإنهاء الحرب أشار “أبعاد” إلى ثلاثة أمور يمكن معرفتها من فشل تلك المفاوضات: أ) ضعف التأثير الذي يمكن لسلطنة عُمان وضعه على الحوثيين. ب) أزمة مكتب المبعوث الأممي: بات واضحاً مع تولي “تيم ليندركينغ” منصبه أن معظم الجهود الحالية أمريكية، وهو أمرٌ ساهم في تقويض موقف “مارتن غريفيث” إلى جانب رفض الحوثيين منذ عدة أشهر مقابلته. ج) تأثير القادة العسكريين وإيران: ظهر بشكل بارز عدم قدرة المفاوضين الحوثيين على اتخاذ خيارات، حيث وافقوا على مسودة اتفاق، ثم تراجعوا عنه بعد اتصالات متعددة مع “الجناح العسكري”، ومع المسؤولين في طهران -التابعين للحرس الثوري صاحب الكلمة العليا عن الوضع في اليمن وليس الخارجية الإيرانية-.
أما مشاورات بغداد بين السعودية وإيران، فأشار مركز أبعاد إلى أن البلدين لديهما دوافع قوية في اتجاه تهدئة التوتر بينهما في هذه المرحلة تحديدًا، كما لمّح إلى ذلك ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة تلفزيونية قائلًا إنّ بلاده “تطمح إلى علاقات إيجابية مع إيران، رغم الخلافات الكبيرة معها”. لكن ذلك مرتبط -حسب المركز- بعدة أمور من بينها من يسيطر على المناطق الحيوية في اليمن من بينها “مأرب”.
وأكد “مركز أبعاد” ارتباط “مفاوضات فيينا” بالوضع في اليمن، التي ترفض فيها إيران مناقشة نفوذها في المنطقة، لكن “أبعاد” قال إن المستقبل قد يحمل فتح المزيد من المفاوضات وفق مبدأ “المزيد من أجل المزيد”. بحيث تعود الولايات المتحدة إلى الاتفاقية وترفع العقوبات المتصلة بها، بعد ذلك، ستكون واشنطن قادرة على فرض عقوبات أمريكية إضافية على الطاولة كحوافز لمزيد من التنازلات الإيرانية. وهذا المنعطف هو الذي سيمثل فرصة لبناء إطار أمني إقليمي جديد. مشيراً إلى أن إيران عرضت على السعودية في مشاورات بغداد “وقف هجمات الحوثيين” مقابل “دعم الرياض لمشاورات فيينا” الخاصة بعودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران.
وأشار المركز إلى تصريح السيناتور كريس مورفي الذي قال إنه “يعتقد أن إجراء حوار مع الإيرانيين يأتي من خلال إعادة العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) إذ ذلك سيكون مفيدًا لدفع مسار السلام في اليمن إلى الأمام”.
ويُعد سيناريو سقوط مدينة مأرب مخيفاً بالنسبة لليمن والعالم، حيث سيختفي الحديث عن “اتفاق سلام” إلى مواجهة الحوثيين في المناطق الأخرى غير الخاضعة لسيطرتهم وسيكون ذلك صعباً مع غياب “الحكومة الشرعية”، وارتهان الأطراف وهي “المجلس الانتقالي الجنوبي” و”قوات طارق صالح” إلى دولة الإمارات. لذلك فإننا سنشهد نفوذ إقليمي لأبوظبي وإيران وغياب السعودية. وروسيا والصين كفاعلين محتملين في المستقبل على الأمد المتوسط.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.