مضى عام 2015م لكن أحداثه مازالت ممددة رجليها وأظافرها كلبوة جائعة؛ هي سنة هجمت على اليمن والوطن العربي بصورة لم يحتسبها أحد.
مضى عام 2015م لكن أحداثه مازالت ممددة رجليها وأظافرها كلبوة جائعة؛ هي سنة هجمت على اليمن والوطن العربي بصورة لم يحتسبها أحد.
بالحقيقة هي ممتدة من 2011م، أعني أنها ظهرت برأسها حينها أو تشتوا الحقيقة هي مددت (بضم الميم) في 2011م كلبوة خبيثة من زراعة الشيطان الرجيم، استطاعت الشعوب أن تصل إلى رقبتها لتذبح، وكانت قائمة على العرش العربي منذ زمن، تراكم كل الأوجاع تمتص الحياة مقابل الموت بدون ضجيج.
ما يجري هو عملية ذبح لهذه العاهرة الخبيثة منذ 2011م حتى الآن، والحاصل أن ذبحها لم يكن سهلا كما ظنت الشعوب التي نهضت لأول مرة لتقول: لا، لكل هذا العهر الشيطاني الدائم ولا للقتل بالسكتة والسم طويل الأمد.
أعتقد أن هذه السنوات هي سنوات التحرر العربي وقتل اللبوة البشرية السبعية الشيطانية المشتركة التي تحاول اليوم مقاومة التمرد والذبح مستعينة بشياطين الانس والجن وأباليس كسرى وقيصر.
عام يقتل فيها العربي من حكامه الذي كانوا يقتلوه بالفقر بالمفرد، فصاروا يقتلونه بكل الأسلحة بالمجمل، كانوا يقتلونه ليحكموا، اليوم يقتلونه لينجوا من جرائمهم والعدالة والعقاب وايقاف عجلة الحياة تحت شعار هد المعبد على الجميع.
العربي في أكثر من قطر يفقد يوميا حياته وأحبابه وداره، لكنه يتخلق من جديدة بحثا عن الكرامة والمواطنة والدولة متمسكا بأمل في نهاية النفق بعد أن كان مفقودا ومسدودا تماما.
وبهذا المقياس فعام 2011م – 2015م هو أفضل الأعوام على الاطلاق لأنه مرحلة إفاقة من المقبرة العربية ومدافن الحكم الطويلة، ولابد من دفع الأثمان.
علينا أن نخوض المرحلة مثل بقية الشعوب التي دفعت ضرائب مثلنا بأضعاف وزيادة، لكي تتخلص من طغيان الاستبداد وكهنوت العنصرية باسم الدين والسماء والأرض والماء والهواء.
عام 2015م ليس أشهرا أو عاما حتى يمضي، إنه فترة تاريخية حرجة ونتيجة أخطاء الحكام وسلبية الشعوب عبر التاريخ، نقطة مكثفة للعنة الحكم التي أصابتنا منذ القدم، لتأتي على الدنيا والدين.
إنها فترة التمحيص والمخاضات العسيرة التي لن تهدأ إلا وقد ولدت جوابا واضحا لسؤال قديم حديث: لماذا نقتل أنفسنا كشعوب، ولحساب من؟ وما هو المخرج؟
ومالم نخرج بإجابة وتشخيص للداء بحثا عن الحل والدواء كما خرجت أوروبا من العصور الوسطى ووضعت حلا لسيف الحكم، ووكلاء الرب ومالكي الأرض والإنسان، فإن طاحونة الدم لن تتوقف لأنها بدأت لتصحيح مسار التاريخ العربي الإسلامي لصالح الانسان، ولن تتوقف حتى يتصحح مسار العهر الذي جعل شاعرا مثل العراقي أحمد النعيمي يعدم لأنه صرخ بأننا شعب لا يستحي يفيض من التناقضات السافلة والمميتة، معتبراً الانتماء لهكذا وطن سبة ما بعدها سبة وفضيحة ما بعدها فضيحة.
اُعدم النعيمي من قبل السلطة الدينية والوطنية وكل الأدعياء الذين يمثلون أمة لا تستحي من اعدام شاعر يبكي شعب يذبح، وتدافع عن قاتل يقتل شعبا من أجل كرسي “ابن حرام”!، ويجد من يقاتل معه ومن يصفق له من العامة والخاصة.
كانوا يقتلون الشعراء والفلاسفة والمعارضين بتلفيق تهم الزندقة والاعتداء على الذات الالهية من أجل الحكم؛ واليوم يقتلونهم لأنهم لمزوا العمائم والأصنام الذين يذبحون شعبا كما تذبح القطيع ودون سبب، سوى الهوية والمولد ومكان التواجد.
ستظل دوامة الدم حتى نرفع من شأن الإنسان ونرمي بالحاكم المغتصب وأسلوب الحكم بالغلبة في مزبلة التاريخ، مالم سنظل كشعوب في المزبلة حتى نهاية التاريخ، ولن تتوقف لعنة الدم والحكم حتى نفيق ونتعافى أو يخسف بنا كما خسف بالأمم الغابرة.