مسؤول بنقابة المعلمين اليمنيين: 46 طالبا من مدرسة واحدة قتلوا في صفوف الحوثيين
يمن مونيتور/ خاص:
كشف المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين “يحيى اليناعي” عن تجنيد جماعة الحوثي ل 46 طالبا من مدرسة واحدة، قتلوا جميعا أثناء القتال في صفوف الجماعة المسلحة.
وقال اليناعي لـ”يمن مونيتور”، يوم الثلاثاء، إن مديراً لإحدى المدارس بإحدى قرى محافظة صنعاء (عاصمة البلاد الخاضعة لسيطرة الحوثيين) نفذ خلال العام الدراسي الماضي حملة تجنيد في صفوف طلاب المدرسة، وتمكن من دفع 46 طالباً إلى “دورات تعبوية” للحوثيين جرى نقلهم عقبها إلى ساحات القِتال.
ويُجند الحوثيون طلاب المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى تجنيد آلاف الأطفال منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول2014م. ويُقيم الحوثيون “دورات تعبوية” تستمر أياماً يُقطع فيه اتصالاتهم مع عائلاتهم، ويتلقون علوماً دينية “طائفية” قبل أن ينقلوا إلى جبهات القِتال.
وقال اليناعي إن النقابة تتحفظ على نشر اسم مدير المدرسة واسم القرية خوفاً على الأهالي الذين أبلغوا النقابة.
وأضاف اليناعي أن المصادر أبلغت النقابة: كيف لجأ مدير المدرسة لتجنيد أبنائهم عبر وعود بالحصول على امتيازات وعطايا ومنح شهادات النجاح دون الحاجة للحضور ودخول الامتحانات لكل من يقبل الانضمام للدورات الفكرية (التعبوية) للحوثيين.
وقال المسؤول النقابي إن الحوثيين “أخذوا الطلاب إلى ساحات القِتال دون معرفة أهاليهم، وأن الأهالي فشلوا في استعادتهم من جبهات القِتال قبل أن يعودوا جثثاً”، مشيراً إلى أن الأهالي أبلغوا النقابة أن “خيارات استعادتهم كانت قليلة”.
واتهم اليناعي جماعة الحوثي باستخدام الجنود الأطفال بشكل ممنهج وبأعداد متزايدة، بموجب معلومات قال إنها موثقة لدى النقابة.
وأكد المسؤول النقابي بأن تجنيد الحوثي ل 46 طالبا والتسبب في موتهم يعد واحدة من جرائم الحرب المفزعة التي لم تصل للإعلام والرأي العام الدولي.
ودعا اليناعي الأمم المتحدة ومبعوثها لليمن لتحمل مسؤوليتهم الإنسانية والأخلاقية في حماية أطفال اليمن. قائلا إن عليهم تذكر أن تجنيد الأطفال تحت سن 15 عاماً، بما في ذلك في الأدوار الداعمة، يعتبر جريمة حرب بحسب تعريف نظام روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف اليناعي: أن القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان على القوات الحكومية والجماعات المسلحة غير التابعة لدول تجنيد واستخدام الأطفال كمقاتلين أو في أدوار معاونة أخرى.
وأدرجت الأمم المتحدة مراراً جماعة الحوثي المسلحة في “قائمة العار” لانتهاكات الأطفال في اليمن، حيث تُجند الجماعة آلاف الأطفال في صفوفها، معظمهم كانوا في المدارس.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.