إندبندنت: الغليان في القدس سببه قرارات الشرطة الخاطئة ونتنياهو المشتت
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قالت بيل ترو مراسلة صحيفة “إندبندنت” إن الانفجار الأخير في القدس جاء نتاج الغليان في المدينة المقدسة منذ بداية رمضان وسياسات بنيامين نتنياهو المشتت.
وقالت إن لقطات الفيديو مدهشة، ففي لقطة انتشرت على الإنترنت، شوهدت الشرطة الإسرائيلية تطلق ما بدا أنها قنابل صوتية في داخل غرفة للمصلين داخل المسجد الأقصى، واحد من الأماكن المقدسة في الإسلام ورمز مهم في العالم العربي.
وعلى خلفية الدوي المتقطع يمكنك سماع صراخ الفلسطينيين الذين كانوا يصلون الجمعة خلال شهر رمضان، وسارعت الجموع للخروج. وفي الخارج، أظهر فيديو آخر الفلسطينيين وهم يرمون الحجارة والزجاجات على الشرطة التي أطلقت القنابل المطاطية والصوتية على الجموع. وجرح عدد كبير من الفلسطينيين بالإضافة لعناصر الشرطة الإسرائيلية في العنف الذي انتشر في المدينة المقدسة خلال الأيام القليلة الماضية.
وقالت إن المدينة تشهد غليانا طوال شهر رمضان والذي جاء بعد عام صعب. وهذا صحيح بالنسبة للقدس الشرقية المحتلة منذ 1967. وتعاني الأحياء الفلسطينية من الركود الاقتصادي وزيادة في عمليات هدم البيوت. وتم تأجيل أول انتخابات فلسطينية منذ 15 عاما بسبب رفض إسرائيل السماح لسكان القدس وأحيائها العربية المشاركة فيها، مما زاد من حنق الكثيرين. ولكن الأزمة الأخيرة جاءت بسبب قرار السلطات الإسرائيلية إغلاق بوابة دمشق التاريخية للمدينة القديمة والتي تحب العائلات الفلسطينية الاجتماع فيها أثناء الإفطار. وكانت القشة الأخيرة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للكثير من الشباب. وبعد أيام من محاولة الفلسطينيين الدخول للمنطقة فيما أطلقت عليه إسرائيل “الشغب العنيف” وتنظيم المتطرفين اليهود مسيرات في داخل القدس وهم يهتفون “الموت للعرب”، قررت الشرطة الإسرائيلية فتح البوابات وإزالة الحواجز. ولكن الغضب عاد مرة أخرى احتجاجا على إجبار أربع عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح على ترك منازلهم لكي يدخلها المستوطنون.
والقرار الذي كانت المحكمة العليا الإسرائيلية اتخذته وتم تأجيله يصل إلى حد جريمة حرب حسب الأمم المتحدة، ولكن وزير الخارجية الإسرائيلي اعتبره مجرد “خلاف عقاري خاص”. ولكن الأحداث أثارت قلق الرموز السياسية حول العالم بمن فيهم أعضاء في الكونغرس ووزارة الخارجية وما يطلق عليها الرباعية الدولية والتي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والتي عبرت عن قلقها. وفي الوقت نفسه، حث الأردن الوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس إسرائيل على وقف ما وصفها بالهجمات “البربرية” على المصلين في الأقصى وأنه سيواصل الضغط الدولي عليها
ووصفت الإمارات والبحرين اللتان وقعتا اتفاقية تطبيع مع إسرائيل الأفعال الإسرائيلية بـ “الاستفزازية”. وتقول إسرائيل إنها بحاجة لزيادة وجود الشرطة في المدينة القديمة وتحديدا الحرم الشريف لمنع اضطرابات جديدة. وزاد نتنياهو ومدير الشرطة كوبي شابتاي من التصريحات المتشددة حول النظام والقانون وقالا إن “أي اضطرابات ستواجه بالقوة ولن يتم التسامح معها”.
ومنعت الشرطة عددا من الحافلات المتجهة للقدس من مناطق الفلسطينيين داخل إسرائيل لإحياء ليلة القدر، ومشى المئات من الركاب إلى الحرم الشريف. ويرى البعض أن فشل نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلاف بعد رابع جولة انتخابية في عامين، هي سبب في عدم اتخاذ مواقف حاسمة من أحداث القدس. وتم تكليف يائير لابيد، الذي قد يشكل حكومة تطيح بنتنياهو المنشغل أيضا بالمحاكم. وقالوا إن الأوضاع في القدس والنزاع مع الفلسطينيين قد تعقد من مهمة لابيد تشكيل الحكومة، لو أراد الاعتماد على تحالف من الأحزاب العربية في الكنيست. ولكن آخرين قالوا إن عدم اهتمام نتنياهو بالمخاطر عندما يتعلق الأمر بالشؤون الأمنية، ولأنه منشغل بنهاية حكمه مما جعله مشتتا وغير مهتم بأحداث القدس.
وكتب أنشيل بيفر، الصحافي الإسرائيلي ومؤلف سيرة لنتنياهو على تويتر، أن “من وكل إليهم الأمر هم كبار ضباط الشرطة والمفوض وقائد منطقة القدس ووزير الأمن العام وكلهم متنمرون بدون تجربة”. ومهما حدث، فيوم القدس الإثنين حيث يدخل المستوطنون الأحياء العربية وقرار المحكمة العليا بشأن الشيخ جراح ستزيد من الاشتعال ولا ضوء في نهاية النفق.
ترجمة/ القدس العربي