دبلوماسي أوروبي: السلام في اليمن بحاجة إلى إرادة سياسية وقيادة شجاعة
يمن مونيتور/قسم الأخبار
حث الاتحاد الأوروبي، اليوم الأحد، الأطراف اليمنية على اتخاذ القرار الصائب الآن باختيار السلام.
جاء ذلك في مقال لسفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن “هانس جروندبرج” بمناسبة حلول يوم أوروبا 9 مايو الذي تحتفل فيه دول الإتحاد كل عام بالبداية الجديدة التي أنهت قروناً من الحروب التي دمرت القارة.
وأفاد ” جروندبرج” أن إعادة بناء أوروبا بعد الحرب، والسلام والازدهار اللاحقين، لم تكن أمرا جلياً أو سهلاً. فبالإضافة إلى الإرادة السياسية والشجاعة، تطلب ذلك ثلاثة عناصر أساسية: تقديم التنازلات والتعاون والثقة.
وأضاف: بالنظر إلى غياب الثقة المتجذر بين الأوروبيين، تم وضع نظام لتجميع ومشاركة موارد الفحم والفولاذ – وهما العنصران الأساسيان لأي حرب – بين البلدان الأوروبية على أساس إعلان شومان. كان الغرض من ذلك جعل أي حرب أخرى بين البلدان الأوروبية أمرا لا يمكن التفكير فيه أخلاقياً ومستحيل عملياً.
وتابع: منذ إنشاء الجماعة الأوروبية للفحم والفولاذ في 1950، والتي عرفت فيما بعد بالاتحاد الأوروبي، لم تخض بلدان هذا الاتحاد السياسي والاقتصادي أي حروب. وفيما تظن الأجيال الأوروبية الشابة اليوم أن هذا من الأمور المُسَّلم بها، إلا أنه يمثل إنجازا استثنائيا لقارة تتألف من بلدان خاضت تاريخيا وبشكل متكرر حروباً مكلفة بغية السيطرة على الأرض.
وقال الدبلوماسي الأوروبي: نعرف أيضا أن السلام ممكن إن كانت هناك إرادة سياسية وقيادة شجاعة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الروح الأساسية للتوافق والتعاون والثقة بين الخصوم السياسيين هي اليوم أمر شديد الإلحاح في اليمن.
وقال إنه وللأسف فإن الأصوات المنادية اليوم بالسلام في اليمن ليست هي من يمتلك المنصات الأعلى صوتا والأكثر ظهورا. لهذا السبب ندعم منظمات المجتمع المدني اليمني. ندعم هذه المنظمات الشجاعة وذات الإرادة، والتي تحمل مطالب النساء والشباب الذين ينادون دون كلل بالسلم، إلا أن العنف والمعاناة يستمران في تهميش أصواتهم.
وبين: لقد طال كثيراً انتظار المثيل اليمني لإعلان شومان – وهو الالتزام السياسي بالتعاون والتفاهم مع “الآخرين”. جرت محاولات مبهرة في الماضي كمؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في الفترة 2013 – 2014 والذي أكد ثقتنا في الرغبة اليمنية في البحث عن بداية جديدة سلمية وديمقراطية للبلاد.
وأشار على أن الاتحاد الأوروبي يواصل الإيمان بأن السلام لايزال ممكنا في اليمن وأن اليمنيين قد انتظروا بما فيه الكفاية. سنواصل تشجيع الأطراف السياسية والعسكرية في تبني السلم، وفي الأثناء سندعم اليمنيين الذين يرغبون في رؤية قادتهم يقدمون السلام والازدهار لشعبهم.
وأكد أن إمكانية السلام في اليمن ليست خيالاً بعيد المنال، إنها فرصة في الواقع، فرصة قائمة في ظل الجهود التي يرعاها المبعوث الخاص للأمم المتحدة.
وكأقرانهم الأوروبيين، يستحق الجيل القادم من اليمنيين رؤية الحرب في بلدهم على أنها شيء لا يمكن التفكير فيه.