آراء ومواقف

خطر الإشاعة

علي حزام

يعرفها كثير من المتخصصين بأنها “رواية مصطنعة عن فرد أو أفراد أو مسؤولين يتم تداولها شفهيا بأية وسيلة متعارف عليها دون الرمز لمصدرها أو ما يدل على صحتها”. يعرفها كثير من المتخصصين بأنها “رواية مصطنعة عن فرد أو أفراد أو مسؤولين يتم تداولها شفهيا بأية وسيلة متعارف عليها دون الرمز لمصدرها أو ما يدل على صحتها”.
وفي الغالب فإن دوافع الإشاعة قد تكون نفسية أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية.
وتعد الإشاعة ظاهرة اجتماعية منتشرة بقصد وبدون قصد من الذين أطلقوا لألسنتهم العنان ولأيدهم الأقلام فنقلوا كل الأخبار صحيحة أو سقيمة نافعة أو مضرة دون تثبت وتروي ولكن تبقى الإشاعة إشاعة ولو كانت صحيحة.
دعي عنك الإشاعة وادفنيها ** وكوني مثل ما قال الحكيم.
وللإشاعة آثار سيئة على الفرد والمجتمع فهي تقبح الحسن وتحسن القبيح وتبطل الحق وتحق الباطل وتقلب الحقائق وتلصق التهم بالأبرياء. قال تعالى :(ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرمي به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا).
وتايخ الإشاعة قديم فقد قال الله لنبيه:( ما يقال لك إلا ماقد قيل للرسل من قبلك) قالوا ساحر كاهن مجنون لصد الناس عنه. والإشاعة ليست وليدة الحاضر إلا أنه في زماننا تطورت أدواته وتعددت وسائله فالخبر ينتشر كلمح البصر ولذالك جاء الوعيد الشديد لمن يشيع الإشاعات ويروجها ومن ذالك ما جاء في البخاري -رأى رسول الله “صلى الله عليه وسلم” (رجلا قاعدا وآخر قائما بيده كلوب يشرشر شدقه ومنخره وعينيه ألى قفاه قال من هذا قيل له هذا الرجل يغدوا من بيته يكذب الكذبة تبلغ الآفاق).
وقد استخدم المنافقون الإشاعة لتفتيت المجتمع المسلم ولنشر الريبة والشك في أوساطهم وحادثة الإفك ليست بغريبة علينا والتي جعلت الصحابة بل رسول الله وأصهاره يعانون أشد المعاناة من تأثيرها وإلى يومنا هذا لولا أن الله فند الإشاعة بآيات أنزلت تتلى إلى يوم القيامة أجلى بهن الشبهة وأزال الشك والريبة وبين الحق للناس وبرأ جناب السيدة عائشة -رضي الله- عنها وعن جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
إذاً فالإشاعة وباء خطير إذا دبّ في مجتمع من المجتمعات أشاع فيها جوا من الخوف والقلق والتوتر وعدم الاستقرار وانهيار الروح المعنوية وإشعال نار الأحقاد والكراهية بين الخلق والوقوع في أعراضهم.
ونظرا لخطورة الإشاعة فإنه ينبغي على كل عاقل التأني والحذر من الوقوع في هذا الفخ الخطير قال الله:( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) وقال يأيها الذي آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
فهذه مسؤلية في عنق كل إنسان وبالأخص الصحفي والإعلامي والخطيب ألا ينقل الخبر إلا بعد التثبت قال نبينا الكريم:( كفى بالمرء إثما وفي لفظ كذبا أن يحدث بكل ما سمع).
ولا ننسى أن هناك مطابخ متخصصة في نشر الإشاعات لدواع متعددة فلا تشارك فيها بل كن ذلك الإيجابي الذي تجعل الإشاعة تقف عنده ولا تتعداه ويقضي عليها في مهدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى