دول عربية وأفريقية في أزمة بعد حظر الهند تصدير اللقاحات
يمن مونيتور/ دويتشة فيلة
تضررت دول عربية وأفريقية نتيجة للأزمة التي تمر بها الهند، والتي أدت إلى تراجع إمدادات برنامج كوفاكس، الذي تعتمد عليه حملات التلقيح في أفريقيا. ويعد المغرب والسعودية من أبرز الدول العربية، التي تعتمد على اللقاح الهندي.
شحنات من لقاح أسترازينيكا تم تصنيعها وتصديرها من الهند
تفاقم أزمة كورونا في الهند ووقف تصدير اللقاحات عرقلت برنامج كوفاكس وحملات التلقيح في دول عربية وأفريقية
كان المغرب قد قرر مؤخراً توسيع دائرة المستفيدين من عملية التطعيم ضد فيروس كورونا، وذلك بعد أسابيع من تراجع وتيرة التطعيم بسبب الضغط الكبير والطلب العالمي على اللقاح. ويعد المغرب من أهم الدول العربية بالإضافة إلى السعودية، التي تعتمد على اللقاح الهندي وقد حصلت على كميات كبيرة منه. لكن نتيجة التطورات الأخيرة في الأزمة الصحية بالهند وتوقف الشحنات الهندية، لجأت السلطات المغربية إلى فتح قنوات التفاوض مع عدد جديد من منتجي اللقاح في العالم، وذلك من أجل ضمان استمرار حملة التلقيح وتحقيق المناعة الجماعية.
تأمين لقاح كورونا للدول الفقيرة.. مسؤولية الدول الغنية أيضاً!
وتعتمد معظم البلدان الأفريقية على برنامج منظمة الصحة العالمية كوفاكس، الذي تم إنشاؤه لضمان حصول البلدان الفقيرة على فرص متكافئة في الحصول على اللقاحات اللازمة لمكافحة الوباء. ويُنتج المورد الرئيسي، معهد سيروم في الهند (SII) لقاح أسترازينيكا الذي يعطى على جرعتين. غير أن الطلب المحلي المتزايد على الجرعات في الهند، حيث يخرج الوباء عن نطاق السيطرة في الوقت الحالي، تم وقف الإمدادات التي يتم نقلها جواً لبرنامج كوفاكس.
ووصف أحمد أوغويل، نائب مدير المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، لقاح أسترازينيكا الذي يصنعه معهد سيروم في الهند بأنه “العمود الفقري لحملة التطعيم الجارية في إفريقيا”. وقال لـ DW: “الجزء الأول من حملات التطعيم في أفريقيا كان مرتكزاً على الجرعات القادمة من معهد سيروم في الهند”.
مساع دولية لتأمين لقاحات ضد كورونا في جميع أنحاء العالم
كما تم إخراج كوفاكس من السوق من قبل الدول الغنية التي أبرمت صفقاتها الخاصة مع الشركات المصنعة، مما أدى إلى تقدم في تحصين مواطنيها. وكانت الدول الغنية قد تنافست مع كوفاكس في البداية، إذ أبرمت اتفاقاتها الخاصة مع شركات تصنيع الأدوية واستحوذت على حصة الأسد من أكثر من 1,2 مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 التي تم ضخها في العالم. ويعلق أوغويل على ذلك بأنه “يؤثر على الدول الأفريقية التي تلقت لقاح أسترازينيكا، إذ ليس لديها إمكانية أخرى للحصول على الجرعات الثانية”. وتحتاج كوفاكس بشكل عاجل إلى 20 مليون جرعة بنهاية يونيو/ حزيران لتغطية النقص في الإمدادات، وقد ناشدت الدول الغنية للتبرع بجرعات زائدة. في حين أوقف معهد سيروم في الهند الصادرات بشكل مؤقت في آذار/ مارس.
ومن جهته، قال رافي غوبتا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة في جامعة كامبريدج: “إن الطلب العاجل على اللقاحات في الهند ينعكس بشكل سيء على بقية العالم”. فيما أعلن برنامج كوفاكس الدولي قبل أيام أنه قد تم إبرام صفقة لشراء 500 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد – 19 التي تنتجها شركة موديرنا.
في انتظار الجرعة الثانية
وقالت الدكتورة كاثرين كيوبوتونجي، المديرة التنفيذية في المركز الأفريقي لأبحاث السكان والصحة (APHRC) ، إن الأزمة تأتي مع إعطاء الجرعة الثانية من اللقاح. وصرحت لـ DW بأنه “كان على مسؤولي الصحة متابعة تعديل خطط التطعيم. ومن غير الواضح موعد تأمين الدفعة الثانية من اللقاح”. إذ أدى التأخير إلى توقف البرامج التي تهدف إلى حملات تطعيم غلى مستوى أوسع. وأضافت كيوبوتونجي: “حتى نيسان/ أبريل، توقع برنامج كوفاكس تلقي حوالي 114 مليون جرعة، ولكن حتى الآن لم نتلق سوى 24 مليون جرعة. إنه أمر محبط للغاية في الوقت الحالي”.
في حين أشار أوغويل إلى أنه على الرغم من أن اللقاحات قد تكون متاحة من مصادر أخرى، إلا أن الوصول إليها لا يزال صعباً، ويضيف “لن أسميها كارثة لأن هناك لقاحات أخرى في السوق. نعتبر الأمر بمثابة تأخير لأن اللقاحات ليست سوى جزء واحد من السيطرة على هذا الوباء.”