خبراء خليجيون ويمنيون يناقشون “التسوية السياسية في اليمن ومقاربات الحل وتأجيج الصراع”
يمن مونيتور/ قسم الأخبار:
نظم المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية الذي يتخذ من مدينة مأرب (شرقي اليمن) ندوة نقاشية، يوم الثلاثاء، بمشاركة عدد من السفراء والمسؤولين وممثلي الجهات الدولية، بعنوان مشاريع التسوية السياسية في اليمن بين مقاربات الحل وتأجيج الصراع.
وتم إدارة الندوة السياسية عبر الانترنت في تطبيق “زوم”. حيث استهل الندوة النقاشية الدكتور عمر ردمان، أمين عام المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية؛ مدير الندوة، بالترحيب بضيوف الندوة المتحدثين والضيوف الحضور مستعرضاً في كلمته، أبرز محاور الندوة، وجانباً من الخطوط العريضة والملفات التي تتعلق بالأزمة اليمنية ومراحل التصعيد الحوثي في مواجهة مشاريع السلام.
وتحدث في الورقة الأولى الباحث والسياسي السعودي سليمان العقيلي، عن “الدور السعودي في اليمن، قراءة في الأداء والنتائج”.
وقال: دائماً وأبداً نظرت المملكة إلى اليمن نظرة ملؤها الأخوة والجوار والمصير المشترك منذ الأزمنة الغابرة، ولم يكن تحالف دعم الشرعية إلا أحد دروب المساندة والنصرة للشعب الشقيق، وصوناً وحماية لأمن البلاد السعيد، ودفاعاً عن مصالح الأمن القومي العربي والخليجي في المنطقة برمتها لا سيما من الأطماع الإيرانية المتربصة بالجميع في المنطقة.
وأضاف: أن المملكة ساهمت ومنذ عقود في تقديم الدعم والمساندة للشعب اليمني في شتى المجالات سياسياً واقتصادياً وتنموياً وإنسانياً، ولن تتوانى في أي لحظة في الوقوف مع اليمن وشعب اليمن الذي يجمعه بأشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي المصير الواحد في مواجهة أي خطر في المنطقة.
من جانبه تحدث الدكتور فايز النشوان، رئيس مركز الرؤية للدراسات الاستراتيجية بدولة الكويت، في ورقته بعنوان “أداء المبعوثين إلى اليمن بين تطبيق القرارات وإدارة الحوارات”، تحدث عن الأداء الذي رافق مبعوثو مجلس الأمن منذ بداية الأزمة اليمنية، وطريقة تعاملهم المهادِنة في تلطيف الخطر الذي خلف الكارثة والانقلاب على الدولة وبسط النفوذ المليشياوي في العاصمة والمحافظات الأخرى.
وأضاف الدكتور النشوان أن إدارة الأزمات في العالم لا يمكن أن تساوي بين جماعة المتمردة وحكومة شرعية معترف بها دولياً والدخول معها في مفاوضات على قدم المساواة، وقال إن ما نلاحظه حالياً هو سعي المبعوث الأممي مارتن غريفيث لتكريس المساواة في قضية حل الأزمة اليمنية، وفق مرجعياته هو وليس المرجعيات الثلاث المدعومة دولياً.
وقال النشوان إن المبعوث الأممي يسعى لتسليم جماعة الحوثي ثلث اليمن، عبر المبادرة التي يحاول تسويقها في الأروقة الدولية، وطمس مرجعيات الحل المعروفة، وهي قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، كما أنه لا توجد أي تحركات فعلية وملموسة للمبعوث الأممي إزاء التصعيد الحوثي على مدينة مارب التي تأوي مليوني نازح.
وأشار إلى أن هناك أدوار مشبوه المبعوثين الامميين واسهموا في تنامي دور المليشيات وتعاظم قوتها على حساب استعادة الدولة التي أكدت عليها القرارات الاممية.
وفي الورقة الثالثة “المقاربات السياسية للدور الخليجي في اليمن” تحدث الصحافي والباحث العماني في الشؤون الدولية سالم الجهوري، مشيراً بأن اليمن تعد العمق الاستراتيجي لدول الجزيرة العربية كونها تمثل مرجع العرب وأصلهم وهي مرتكز العمق القبلي لدول مجلس التعاون الخليج خاصة.
وتطرق إلى الجهد الجماعي لدول المجلس الخليجي في إخماد الحريق بعد احتلال جماعة الحوثي الانقلابية لصنعاء في 2014، وجهود دول الخليج الكبيرة في معالجة الأزمة ومساندة الدولة اليمنية وشرعيتها عبر محطات التفاوض والتشاور المختلفة، لكن جماعة الحوثي نسفت كل تلك الجهود في اللحظات الأخيرة.
من جانبه استعرض أمين المشولي، رئيس فرع حزب العدالة والبناء بتعز، المبادرات الدولية للتسوية السياسية في ضوء القرارات الأممية، بورقته الرابعة، مؤكداً أن مصير تلك المبادرات ذهبت أدراج الرياح من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية التي اتخذتها سلم للتصعيد والمناورة في مختلف الجبهات ضد الشعب اليمني، وإحكام سيطرتها على المناطق بالقبضة الحديدية.
من جهته تحدث في الورقة الخامسة المستشار أحمد الشرعبي، مسؤول المنظمات الدولية بمكتب وزير الخارجية، عن السلوك السياسي للشرعية اليمنية في التعاطي مع مشاريع التسوية، مشيراً إلى جذور الأزمة وأسبابها التي بدأت بانقلاب مليشيا الحوثي الانقلابية عام 2014.
وأضاف المستشار الشرعبي بأن “الحوثيين الانقلابيين هم المسؤولون المباشرون عن الحرب التي فرضوها على الدولة والشعب اليمني، بعد أن احتلوا صنعاء وانقلابوا على مخرجات الحوار الوطني التوافقي، مؤكداً أن مصدر قوة مليشيا الحوثي في رفض السلام منذ بداية الأزمة تأتي من نزعتهم العسكرية، وتنظيمهم الشمولي السلالي، وقيادتهم الرجعية، وأيديولوجيتهم العقائدية، وعلاقاتهم بإيران والقوى الدائرة في فلكها كحزب الله اللبناني”.