مقتل رئيس تشاد إدريس ديبي “بعد إصابته في معارك على جبهة القتال”
يمن مونيتور/ بي بي سي
مات رئيس تشاد، إدريس ديبي، متأثرا بجروح أصيب بها في اشتباكات مع المتمردين بشمال البلد مطلع الأسبوع، بحسب ما قاله الجيش عبر التلفزيون الرسمي الثلاثاء.
وقال الجنرال عظيم برماندوا أغونا، المتحدث باسم الجيش، في البيان، إن ديبي “لفظ أنفاسه الأخيرة دفاعا عن دولة ذات سيادة في ساحة المعركة”.
وبالأمس، أظهرت النتائج الأولية للانتخابات التي جرت يوم 11 أبريل/ نيسان أن ديبي، البالغ من العمر 68 عاما، في طريقه للفوز بفترة رئاسة سادسة، بحصوله على 80 في المئة من الأصوات.
وأفادت تقارير بفرض الجيش التشادي حظرا للتجوال ليلا بين الساعة 18:00 والساعة 05:00. وأغلق المجال الجوي للبلاد وأغلق الحدود حتى إشعار آخر.
وكان ديبي، الذي بلغ السلطة في انتفاضة مسلحة عام 1990، من أطول الحكام بقاء في السلطة في أفريقيا.وذهب إلى الخطوط الأمامية في مطلع الأسبوع لزيارة القوات التي تقاتل المتمردين المتمركزين عبر الحدود في ليبيا.
وبدأت الاشتباكات مع الجيش يوم السبت. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن جنرال في الجيش قوله إن 300 مسلح قتلوا وأن 150 آخرين أسروا.
وأضاف أن خمسة جنود من قوات الحكومة قتلوا، وأصيب 36 آخرون. ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام على الفور.
وكان ديبي حليفا قديما لفرنسا وقوى غربية أخرى في معركتهم ضد الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل الأفريقي. ولكن كان هناك استياء متزايد من إدارة حكومته لموارد النفط في البلاد.
وخلال الانتخابات، قاد ديبي حملته على أساس برنامج لتحقيق السلام والأمن في المنطقة.
جماعة متمردة
وكان ديبي قد ذهب إلى خط الجبهة، على بعد عدة مئات من الكيلومترات شمال العاصمة نجامينا، في مطلع الأسبوع لزيارة القوات التي تقاتل المتمردين المنتمين إلى جماعة تطلق على نفسها اسم “جبهة التغيير والوفاق في تشاد”.
وقد تأسست تلك الجماعة في عام 2016 على يد ضباط سابقين في الجيش محبطين، وتتهم الجماعة الرئيس ديبي بالقمع في الفترة التي سبقت الانتخابات.
وأقام أفراد الجماعة قاعدتهم في ليبيا في جبال تيبستي، التي تمتد بشمال تشاد وفي جزء من جنوب ليبيا. وشنت الجماعة يوم الانتخابات هجوما على نقطة حدودية وتقدمت تدريجيا نحو نجامينا.
تعرضت نجامينا لهجوم شنه المتمردون، وساد الذعر المدينة الاثنين، وأخذ الآباء أطفالهم من المدارس إلى منازلهم، عندما انتشرت الدبابات على طول الطرق الرئيسية.
وأعلن الجيش التشادي أن الانتخابات ستجرى بعد 18 شهرا بعد وفاة الرئيس ديبي.وحُلت الحكومة وعُين نجل ديبي، محمد البالغ من العمر 37 عاما، وهو جنرال في الجيش، رئيسا مؤقتا.
وقال الجيش في بيانه إن محمد إدريس ديبي سيقود مجلسا عسكريا يحكم البلاد، لكن انتخابات “حرة وديمقراطية” ستجرى بمجرد انتهاء الفترة الانتقالية.
وقال محللون لبي بي سي إن هذه الخطوة غير دستورية، وإن رئيس البرلمان يجب أن يتولى المنصب عندما يتوفى الرئيس قبل تنظيم انتخابات.
وأضافوا أن الدستور ينص أيضا على أن ينظم رئيس المجلس انتخابات لا يكون مرشحا فيها.
وقد حثت بعض السفارات الأجنبية في العاصمة موظفيها على مغادرة البلاد.