السعودية وإيران تبدآن محادثات سرية حول اليمن
يمن مونيتور/ قسم الأخبار:
بدأت المملكة العربية السعودية وإيران محادثات سرية، في التاسع من ابريل/نيسان، تركزت معظمها حول اليمن.
هذه هي المشاورات المباشرة الأولى بين الدولتين منذ إغلاق المملكة العربية السعودية لسفارتها وقنصليتها في طهران قبل أربع سنوات.
أشارت صحيفة فاينانشال تايمز ووكالة رويترز لتلك المشاورات المباشرة والتي كان مصدرها مسؤولون إيرانيون ودبلوماسيون في المنطقة. وعُقد المشاورات في العراق ولم تسفر عن تحقيق أي انفراجة سريعة.
وقال المصدر الإقليمي إن الاجتماع ركز على اليمن حيث يقاتل تحالف بقيادة السعودية حركة الحوثي المتحالفة مع إيران منذ مارس/ آذار 2015.
وقال المسؤول الإيراني “كان اجتماعا على مستوى منخفض لاستكشاف ما إذا كان هناك سبيل لتخفيف التوتر القائم في المنطقة” مشيرا إلى أن الاجتماع عقد بناء على طلب من العراق.
وعقد رئيس الوزراء العراقي محادثات مع ولي العهد السعودي هذا الشهر كما زار أيضا الإمارات.
ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن مسؤول سعودي كبير نفيه إجراء أي محادثات مع إيران.
ومن المقرر إجراء مناقشات إضافية الأسبوع المقبل- حسب الصحيفة. وقالت المصادر إن المحادثات كانت إيجابية.
وقطعت السعودية العلاقات مع إيران في يناير/ كانون الثاني 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران إثر خلاف بشأن إعدام الرياض لرجل دين شيعي.
وقال دبلوماسي غربي في المنطقة لرويترز إن الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا على علم مسبق بالمحادثات السعودية الإيرانية “لكن لم يطلعا على أي نتائج”.
وبما أن المشاورات بدأت بمستوى منخفض فإن من المبكر الحديث عن نتائج حيث تأخذ مثل هذه المشاورات مراحل حتى تصل إلى اهتمامات صُناع القرار في السعودية وإيران، لكن يبدو أنه سيجري تسريع هذه المشاورات لتصل إلى صناعة قرار إن شعر الطرفان بأهميتها.
وقال مسؤول في الحكومة اليمنية لـ”يمن مونيتور” إن حكومته لم يكن لديها علم بالمشاورات السعودية أو ما إذا كانت الرياض تسعى إلى مشاورات مع إيران دون إعلام الحكومة.
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لحساسية الموقف، “نعلم أن السعودية طلبت المشاركة في فيينا بشأن تضمين الوضع الإقليمي في محاولات إحياء الاتفاق النووي”.
وتعقد واشنطن وطهران محادثات غير مباشرة في فيينا لإحياء الاتفاق النووي.
ودعت الرياض إلى إبرام اتفاق نووي بمعايير أقوى وقالت إنه لابد من انضمام دول الخليج العربية إلى أي مفاوضات بشأن الاتفاق لضمان تناوله هذه المرة لبرنامج الصواريخ الإيراني ودعم طهران لوكلائها الإقليميين.
وتأتي المحادثات المباشرة التي يجري الحديث عنها وسط جهود دبلوماسية دولية وإقليمية لإنهاء الصراع في اليمن.
قدمت المملكة العربية السعودية وإدارة بايدن مؤخرًا مقترحات منفصلة لوقف إطلاق النار. لكن الحوثيين المدعومين من إيران رفضوها.
وقدمت الرياض الشهر الماضي مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن تضمنت: وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وفتح مطار صنعاء، والسماح بدخول الوقود والسلع الأخرى إلى مناطق الحوثيين عبر مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، واستئناف المفاوضات السياسية المتوقفة لإنهاء الصراع.
وقالت إيران عقب إعلان المبادرة إنها ترحب بأي مبادرة سلام بشأن اليمن دون أن تذكر أنها المبادرة السعودية.
وترى إيران، في اليمن فرصة في دفع السعودية نحو حرب استنزاف طويلة الأمد، ولأجل ذلك تقدم الدعم العسكري والسياسي للحوثيين، وفقًا لدول عربية وغربية وخبراء من الأمم المتحدة. ولطالما نفت طهران هذه المزاعم، رغم وجود أدلة على عكس ذلك.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.