(انفراد) الحوثيون يطالبون القبائل اليمنية بإرسال المزيد من المقاتلين إلى “مأرب”
يمن مونيتور/ خاص:
طالبت جماعة الحوثي المسلحة، من القبائل اليمنية الاستمرار في إرسال المقاتلين إلى جبهات القِتال ضد الحكومة الشرعية.
وقال شيوخ قبائل وزعماء أحياء في صنعاء وعمران والمحويت لـ”يمن مونيتور”، يومي الأربعاء والخميس، إن الحوثيين فرضوا عشرات المقاتلين على الأقل خلال الأسابيع الثلاثة القادمة.
وقال أحد شيوخ المناطق الصغيرة في “طوق صنعاء” إن هذا الطلب صعب للغاية لن “يذهب أحد للقِتال في مأرب، حتى لو قال الحوثيون إن المقاتلين لن يذهبوا مأرب، فالجميع يعلم أنهم يريدون مقاتلين لتلك الجبهة المشتعلة”.
يرفض شيوخ القبائل تقديم المزيد من المقاتلين للحوثيين باعتبار الهجوم يستهدف قبائل مأرب، وستشعل ثارات تاريخية معها، فعلى عكس الجبهات الأخرى فالقِتال لا يستهدف القبائل كواحد من المكونات.
وقال شيخ في محافظة عمران إن الشيخ “حنين قطينة” أحد أبرز المشائخ الموالين للحوثيين تواصل معهم وطلب اجتماعاً قبلياً لبحث دعم جبهات القِتال بمقاتلين من القبائل.
ولا يعتقد هذا الشيخ القبلي أن يحضر كثيرون في الاجتماع الذي دعا إليه الحوثيون، وأن معظم الحاضرين سيكتفون بالحضور خشية تصنيفهم ضد الجماعة.
فيما أشار شيخ قبلي إلى أن قبائل خولان وهمدان ومعظم شيوخ قبائل حاشد رفضوا طلبات متكررة من الحوثيين للقِتال في جبهة مأرب، لكنهم لم يمنعوا أفراد قبائلهم من الذهاب بصفتهم الفردية دون العودة للقبيلة.
وفي صنعاء قال اثنين من عُقال الحارات إلى أن الحوثيين طالبوهم بحشد مقاتلين من المجالس الرمضانية التي تعقدها الجماعة، وهو طلب وجهه الحوثيون لمسؤوليهم في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.
وتحدثت المصادر لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها لاعتبارات أمنية.
ويوم الأربعاء عُقد لقاء “مهدي المشاط” رئيس المجلس السياسي الأعلى (أعلى هيئة للحوثيين توازي مؤسسة رئاسة الجمهوري) مع الشيخ “حنين قطينة” رئيس الهيئة العامة لشؤون القبائل التابعة للجماعة.
وحسب وكالة الأنباء الرسمية التابعة للحوثيين فقد تطرق “اللقاء إلى أهمية رفد الجبهات بالرجال وقوافل العطاء”. كما ناقش الرجلان “جهود حلّ قضايا الثارات لتعزيز الجبهة الداخلية ومواجهة العدوان” في إشارة إلى القوات الحكومية اليمنية.
ويواجه الحوثيون خسائر كبيرة في جبهات القِتال بمحافظة مأرب (شرقي صنعاء)، حيث يسقط بشكل يومي عشرات القتلى والجرحى، منذ بدء الجماعة المسلحة هجومها للوصول إلى مدينة مأرب الاستراتيجية آخر معاقل الحكومة الشرعية.
ويوم الأربعاء شيع الحوثيون (31) من مقاتليهم، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للجماعة في أربعة أخبار نُشرت في فترات زمنية متباعدة. وعادة لا يقدم الحوثيون أو القوات الحكومية إحصائيات لخسائرهم.
واستأنف الحوثيون مطلع فبراير/شباط تحرّكهم للسيطرة مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة صنعاء، حيث يعيش قرابة مليوني نازح. لكنهم فشلوا في تحقيق أي تقدم كبير نحو المدينة الغنية بالنفط حيث يتلقون مقاومة كبيرة من الحكومة اليمنية والمقاومة الشعبية.
فيديو حصري|
السكان والنازحون في مدينة #مأرب يوجهون رسائل للحوثيين الذين استأنفواهجوماً دموياً للسيطرة على المدينة منذ قرابة شهرين #اليمن #yemen pic.twitter.com/bXE2SGEBQF— يمن مونيتور (@YeMonitor) March 26, 2021
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.