عارضة أزياء مختطفة تسلط الضوء على “محنة النساء” في سجون الحوثيين
يمن مونيتور/ ترجمة خاصة:
يعتزم الحوثيون فتح تحقيق جنائي ضد انتصار الحمادي، عارضة الأزياء والممثلة اليمنية الشابة، التي اختطفت من أحد شوارع صنعاء يوم 20 فبراير/شباط. وتسلط القضية الضوء على محنة النساء في مناطق سيطرة الحوثيين وسجونهم.
وخطف الحوثيون عارضة الأزياء البالغة من العمر 19 عامًا مع اثنين من أصدقائها أثناء سيرهن في شارع حدة جنوب صنعاء واقتادوهن إلى السجن المركزي حيث احتجزوا لمدة أربعة أسابيع.
وقال “خالد الكمال” محامي عارضة الأزياء، يوم الأربعاء لوسائل إعلام، إن مدعيا من محكمة غرب صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون سيستجوبون “انتصار” مجدداً يوم الأحد. فيما قالت العائلة إنه جرى استجواب “انتصار” يوم الأربعاء.
وجاء خطف الحمادي ضمن سلسلة هجمات شنها الحوثيون على منشقات ونساء ليبراليات في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.
وقال الكمال لصحيفة “عرب نيوز” الصادرة بالانجليزية، “تم القبض على موكلتي دون أمر قضائي” ولم يقدم أي معلومات عن تفسير الحوثيين للاختطاف.
وقال مسؤولون يمنيون إن الممثلات الثلاث كن مسافرات لتصوير مسلسل درامي عندما أوقف الحوثيون سيارتهن في شارع حدة في صنعاء واقتادوهن إلى مكان مجهول.
وتواصلت صحيفة ” ذا ناشيونال” الإماراتية، الناطقة بالانجليزية، مع والدة الحمادي عبر الهاتف التي أكدت أن ابنتها محتجزة وسيتم استجوابها.
ولم تكشف الأم، التي بدت خائفة من الحوثيين، عن مزيد من التفاصيل حول قضية ابنتها.
وقالت الأم لصحيفة ” ذا ناشيونال “: “ابنتي في مكان آمن وسيتم استجوابها من قبل السلطات الأمنية قريباً” .
وأبلغ مصدر في صنعاء صحيفة “ذا ناشيونال” أنها لا تستطيع التحدث بحرية عن الوضع بسبب التخويف من قبل الحوثيين.
قالت الأم: “كل ما تم نشره عن ابنتي كاذب ولا أساس له”. بصوت مرتعش، انتقدت تقارير وسائل الإعلام المحلية. وأضافت أنها تأمل في أن يقوم الحوثيون بإطلاق سراحها في أسرع وقت ممكن.
ولدت الحمادي لأب يمني وأم إثيوبية وواصلت طموحها في أن تصبح عارضة أزياء رغم نشأتها في مجتمع محافظ. لفتت الفتاة البالغة من العمر 20 عامًا انتباه الجمهور لأول مرة بعد أن نشرت صورًا تعرض أزياء يمنية تقليدية وظهرت لاحقًا في برنامج تلفزيوني محلي تتحدث عن حلمها في أن تصبح عارضة أزياء عالمية.
وشاركت “الحمادي” أيضًا في مسلسل درامي يمني أنتجته قناة الشباب المحلية وبثه التلفزيون خلال شهر رمضان العام الماضي.
ولم يُقدم الحوثيون أسباباً لاعتقالها. لكن “عرب نيوز” تقول إن الحوثيين اتهموا “انتصار” والممثلات المخطوفات بانتهاك قواعد اللباس الإسلامي التقليدي.
وأثار اعتقالهم غضبًا داخل اليمن وخارجه، حيث قارن نشطاء حقوق الإنسان والمسؤولون الحكوميون قمع الحوثيين للنساء بأنشطة مماثلة من قبل المنظمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش.
قال معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، إن الحوثيين شنوا حملة “منهجية ومنظمة” على النساء اليمنيات في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
وكتبت الوزير على مواقع التواصل الاجتماعي “ندعو المجتمع الدولي ومبعوثي الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى اليمن ومنظمات حماية المرأة إلى إدانة هذه الجريمة والضغط على مليشيا الحوثي الإرهابية للإفراج الفوري عن المختطفين”.
وأضاف: “يجب وقف ابتزاز النساء وإطلاق سراح جميع المختفيات من السجون السرية دون قيد أو شرط”.
وقالت الحمادي لمحطة تلفزيونية محلية العام الماضي إنها تتمنى السفر إلى الخارج للعمل كعارضة أزياء ، مشيرة إلى المقاومة الأبوية والمجتمعية في الداخل.
وقالت: “سيكون من الرائع أن أتيحت لي فرصة خارج اليمن”.
وقالت الناشطة اليمنية هدى الصراري إن اختطاف الحمادي جزء من حملة “قذرة” من قبل الجماعة ضد النساء.
وكتبت على تويتر “تضامني مع انتصار ومع جميع المختطفين ذكورا وإناثا داخل سجون الميليشيا”.
وصرحت أمة السلام الحاج، رئيسة رابطة أمهات المختطفين، وهي منظمة جامعة للآلاف من قريبات المعتقلين، أن الحوثيين ارتكبوا جرائم بحق المعارضين والنساء وسط صمت “غير مبرر” للمنظمات الحقوقية الدولية.
وقالت إن “الحوثيين اختطفوا عارضات ونشطاء وارتكبوا انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان أمام أعين وآذان الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان”.
وقبل أسبوعين أعلن الحوثيون وفاة “سلطان زابن” مدير البحث الجنائي في صنعاء المُتهم -من قِبل الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية عديدة- باختطاف النساء وتعذيبهن.
ولا يعرف تحديداً عدد النساء المختطفات في سجون الحوثيين، الذين شنوا حملات متفرقة منذ مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح في ديسمبر/كانون الأول 2017م، وتوضح قضية “انتصار الحمادي” محنة النساء المختطفات في سجون الحوثيين.
المصادر:
Kidnapped Yemeni model highlights plight of women detained by Houthi militias
Houthis to prosecute abducted Yemeni model