تحل علينا ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ الذكرى التي نعيشها في قلوبنا وحياتنا وبعدد أنفاسنا، وكيف لنا أن ننساه وهو حاضر معنا في صلاتنا نصلي كصلاته وفي صيامنا نصوم كصيامه وفي حجنا نحج كحجه في كل شؤننا نعمل كعمله فميلاده كل يوم يتجدد وفضله علينا كل يوم يتردد. تحل علينا ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ الذكرى التي نعيشها في قلوبنا وحياتنا وبعدد أنفاسنا، وكيف لنا أن ننساه وهو حاضر معنا في صلاتنا نصلي كصلاته وفي صيامنا نصوم كصيامه وفي حجنا نحج كحجه في كل شؤننا نعمل كعمله فميلاده كل يوم يتجدد وفضله علينا كل يوم يتردد.
كان ميلاده إنقاذاً للبشرية من الانحطاط والتخلف والتفرق، فقد جاء ليخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
*الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب تخرج من يديه العلماء والفقهاء والأدباء والمفكرون
فإنك شمس والملوك كواكب ٌ إذا ظهرت لم يبد منهن كوكب
بمولده ولد النور الذي بدد الظلام وأزال الشبه والأوهام وأحيا بدعوته الأنام (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين).
ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء
الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنيا به بشراء
بمولده حرر الأمة من دنس الوثنية وعبادة الأصنام وكل ما يعبد من دون الله من حجر وشجر وبشر وشمس وكواكب؛ وبمولده تحررت الأمة من العصبية الدنيئة والجاهلية المقيتة فلا عصبية إلا للإسلام، لا عصبية للون ولا لجنس ولا لعرق ولا لحزب ولا لباطل.
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيسٍ أو تميم
بمولده حرر الأمة من التبعية الهمجية فلا تبعية إلا له، فهو قدوتنا وأسوتنا وقائدنا (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، فلسنا تبعا لحاكم أو سيد أو شيخ أو قبيلة أو جماعة (أتبعوا ما أنزل أليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء).
بمولده ولدت الأخلاق والقيم والمبادئ فهو القائل (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)؛ فمنه تعلمنا العلم والحلم والصبر والصدق والبر والعفة وحسن الجوار وطيب المعاملة وحسن المعاشرة.
إن كل من يحب نبيه محمد ويحب أن يحتفل بمولده يلتزم أخلاقه التي حفلت بها السير وسار عليها السلف وورثوها للخلف، فمنهم من تأسى بها ومنهم من اختلف.
إن أزمتنا هذه الأيام، حقيقة، أزمة أخلاق، اللهم أجعلنا من أنصار شريعتك، وأتباع نبيك، التقي النقي، فتى قريش ونجيب بني هاشم وسيد العرب وهادي العجم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم.