آراء ومواقف

وطن يتعافى وجيش يتقدم

زكريا السادة

بعد كل هذه الأشهر التي بات الجميع يعيش تفاصيلها وأثارها المدمرة على البشر والحجر ، تأتي ثمرة النضال المستمر بوجه ميليشيات عبثت بكل مقومات البلاد وباتت تلك الجماعة تنحسر في زاوية ضيقة بعد أن فتحت شهيتها تلك الأسلحة الضخمة والمقدرات الكبيرة ما جعلها تقمع كل من يقف في وجهها دون رحمة. بعد كل هذه الأشهر التي بات الجميع يعيش تفاصيلها وأثارها المدمرة على البشر والحجر ، تأتي ثمرة النضال المستمر بوجه ميليشيات عبثت بكل مقومات البلاد وباتت تلك الجماعة تنحسر في زاوية ضيقة بعد أن فتحت شهيتها تلك الأسلحة الضخمة والمقدرات الكبيرة ما جعلها تقمع كل من يقف في وجهها دون رحمة.
ومع تلك الصفقات التي رعاها الحاقد الأول المخلوع صالح فتحت تلك الميليشيات المعسكرات والألوية وباتت تعبث بحياة شعب بأكمله ، أراد المخلوع صالح تحويل اليمن الى صومال آخر كما وعد ونسي أنه المتسكع الوحيد الذي عاش هو وعائلته عشرات السنوات يأكل وينهب من خيرات بلد كان غني وبات من افقر الدول وأسوأها فساداً ، لم يتوقف حقد صالح بل دأب في تدمير الوطن وأمر بتحريك أذرعه واستخدام ترسانته العسكرية التي طالما بناها لحماية الكرسي المسروق، حكاية الرجل لم تنتهي بعد ولم تغلق فصولها فهو ينتحر ببطء وينتقم بكره ويجسد بإعماله الانتقام من أقرب الناس إليه هذا ما جعل الكثير من أقرباءه يبحثون عن مكان لهم خارج الوطن هاربون بثرواتهم الضخمة التي جنوها من قوت الشعب ، وليس ببعيد ان المخلوع صالح هو الآخر الآن يبحث عن مخرج للهرب من عدالة الوطن التي ستطاله وهذا ما سيحصل لولا وجود التحالفات التي ظهرت على واقع صنعاء وباتت تراقب تحركات المخلوع وكهذا الفعل سيتهم بالخيانة ويقع تحت تصفية حلفائه ، وكغباء جماعة الميليشيات التي استقوت على إرث المخلوع لتمتطي سدة الحكم خسرت كل ما تملك وقدمت قوافل من أرواح المغرر بهم ليكونوا وقود لمشروع ضحل يستقي إرثه من أروقة المخابرات الايرانية .
ورغم افتقار المقاومة الشعبية من قبل لعتاد المعارك واجهت كل مقدرات الدولة التي باتت بيد الميليشيات واستعادت سيطرتها على العديد من المعسكرات والمدن التى كانت الميليشيات حاولت السيطرة عليها وباتت في مراحل الهجوم والتقدم المستمر على كافة الجبهات ، ولأن الجيش الوطني الذي شكل نواة المؤسسة العسكرية بات صخرة تتحطم عليه أحلام الحكم العائلي وفلول الميليشيات وبدأت خطوط التقدم تنتقل من صحراء مأرب الى مشارف العاصمة صنعاء في مشهد يبدو جلياً بتغيير موازين القوى التي تظهر انحسار المشاريع الصغيرة مقابل جيش وطني يدافع عن الأرض ومكتسبات الشعب دون تمييز ، ولا مجال للتشكيك في قوة وصلابة الجيش الوطني بعد اتخاذ العاصمة المؤقتة عدن مقراً للقياه السياسة واستعادة اعتبار الجيش في استعراض حافل أقامته كتائب من الجيش الوطني ، يليها تعيينات مهمة في مناصب حساسة من الجيش وترتيب الصف وهذا يدلل على زيادة صلاحيات المؤسسة العسكرية والقدرة الكبيرة للتحكم في مفاصل الدولة والتعافي المتتابع للوطن وجيشه .
يبقى التلاحم الوطني هو السمة الأساسية في بناء مستقبل اليمن بعد ان أحدثت تلك الميليشيات هوة كبيرة وانقسام في النسيج الاجتماعي، ولن يعزز ذلك التلاحم إلا إرادة صادقة من جميع أبناء الوطن واستعادة الأمن في بقية المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات وبسط نفوذ الدولة كما حدث في الكثير من المدن اليمنية دون أي انتقام، ولعل حاجة الشعب اليمني الى الاستقرار بات شيء ملحاً بل وضرورياً لإنقاذ تلك الطبقات التي سحقها الفقر والتشرد والحرب والنزوح والألم حتى بات الجميع لا يشعر بأدنى مقومات الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى