من غير المنطقي الفصل بين الحلف الإسلامي الجديد بقيادة المملكة العربية السعودية وبين الأحداث في اليمن.
من غير المنطقي الفصل بين الحلف الإسلامي الجديد بقيادة المملكة وبين الأحداث في اليمن.
فكل منهما هو واضح التأثير في الآخر، فكما يمكن القول أن حرب اليمن من أهم الأسباب التي إستدعت الحلف، يمكن القول أيضا أن هذا الحلف قد يغير من معادلة التدخل العربي في اليمن لصالح الانتهاء من مسألة الحوثي في أقرب وقت، لتتفرغ الدول الإسلامية الـ٣٤ ومعهم الرياض لمكافحة الإرهاب، وأن ثمة صفقة ممكنة مع القوى الدولية بالخصوص..
فإن كان الحوثيون يراهنون على زمن الإتفاق النووي مع ايران، والذي سوق معه لاستيعاب جماعاتها الطائفية في حكم المنطقة، يمكن القول أن ذلك الزمن قد تغير لصالح الحلف الإسلامي الذي يقطع الطريق على تمدد الاتفاق لما هو أبعد من مسألة النووي، كما يقطع الطريق على جماعات ايران من أن تحكم المنطقة..
فالحلف الإسلامي لمكافحة الارهاب هو في صلب التوجهات الدولية الراهنة، وقد يكون عنوانها الأبرز في المرحلة القادمة، إذ طالما كان رغبة لدى الكثير من القوى الدولية بما فيهم الإدارة الأمريكية التي بدت متناغمة معه.. الإصرار على النظر له بمعزل عن الارادة الدولية هو قصر في النظر ليس أكثر.
وفق هذه التحولات يكون إهدار الحوثيين وحلفائهم للفرص في المفاوضات هو غباء وفشل في ادراك المتغيرات، لكن متى كانوا أذكياء أصلا أومدركون للتحولات السياسية من حولهم!