بعد سنوات من الحرب.. البرلمان الليبي ينعقد لمناقشة الحكومة الجديدة
(رويترز)
التقت الفصائل المتعارضة في البرلمان الليبي المنقسم في مدينة سرت القريبة من خطوط القتال يوم الاثنين للمرة الأولى بعد سنوات من الحرب والفوضى، وذلك لبحث حكومة وحدة مقترحة للإشراف على انتخابات عامة هذا العام بموجب خطة سلام دولية.
وتوجه أكثر من 130 نائبا بالبرلمان لحضور الجلسة في سرت التي دمرتها معارك متكررة منذ الانتفاضة التي ساندها حلف شمال الأطلسي عام 2011 ضد معمر القذافي والتي تركت ليبيا دون حكومة مركزية منذ أكثر من عشر سنوات.
وتسيطر على المدينة حاليا قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر، والتي تراجعت إلى هناك بعد فشلها في انتزاع السيطرة على طرابلس في الغرب.
وسيبحث النواب الموافقة على حكومة شكلها عبد الحميد الدبيبة، الذي اختير رئيس وزراء انتقاليا خلال عملية للأمم المتحدة في جنيف الشهر الماضي.
وستقود حكومته البلاد إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر كانون الأول، وستحل محل حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة في طرابلس وإدارة منافسة في الشرق يساندها حفتر.
ومن المتوقع أن يناقش أعضاء البرلمان تشكيل الحكومة يوم الاثنين لكن لن يصوتوا عليه قبل يوم الثلاثاء على أقرب تقدير.
وقال رئيس البرلمان عقيلة صالح، أحد المرشحين الخاسرين في محادثات جنيف لدور قيادي في الإدارة الانتقالية “نتطلع إلى تجاوز العقبات والمعوقات”.
وإذا لم يصادق البرلمان، الذي انقسم بين فصائل شرق ليبيا وغربها بعد قليل من انتخابه في 2014، على حكومة الدبيبة، فستقر عملية الأمم المتحدة الحكومة بدلا منه.
وقال الدبيبة متحدثا في مطار سرت لدى وصوله يوم الاثنين لحضور جلسة البرلمان إن تشكيل حكومة توازن بين مناطق ليبيا الجغرافية وتنوع فصائلها الفكري “كان أصعب من صعود الجبال الشاهقة”.
وتضم حكومته 35 عضوا، مما يسمح له بتوزيع الحقائب الوزارية، بفرص الرعاية التي تقدمها. لكن حجم الحكومة الكبير، إلى جانب مزاعم فساد في العملية التي اختارته، قد تقوض مشروعية الحكومة.
ويأمل الليبيون استعادة الخدمات الحكومية الأساسية التي دمرتها الحرب والفوضى السياسية على مدى سنوات.
وقال مقيم في سرت يدعى محمد صالح (40 عاما) بينما كان جالسا في مقهى بالمدينة “لا توجد بنزينة، لا يوجد غاز، لا توجد سيولة”.
غير أنه قال إن القنابل توقفت منذ توقف القتال بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي العام الماضي إلى الغرب من سرت مباشرة.
وأضاف “من ناحية الأوضاع الأمنية الحمد لله.. نتمنى من الحكومة الجديدة إنها تلتفت لفته إنسانية للمدينة. نتمنى يعطوهم الثقة لعل وعسى”.وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.