أعداد المهاجرين الأفارقة إلى اليمن تتصاعد رغم مخاطر الحرب والغرق
يمن مونيتور/قسم الأخبار
ذكرت مصادر يمنية ودولية أن المهاجرين غير الشرعيين إلى اليمن من دول القرن الإفريقي تضاعفوا خلال فترة الحرب اليمن، رغم المخاطر الكبيرة المحفوفة بذلك وانعدام الأمان للمهاجرين عند وصولهم إلى السواحل اليمنية، إثر انعدام مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الأجهزة الأمنية.
ونقلت صحيفة “القدس العربي” عن المصادر قولها، إن المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة يصلون إلى السواحل اليمنية في رحلة محفوفة بمخاطر الموت المحقق في كثير من الأحيان، والذين يتخذون من اليمن محطة ترانزيت نحو العبور إلى الأراضي السعودية عبر عصابات تهريب يمنية وسعودية، أو اجتياز الحدود اليمنية السعودية مشياً على الأقدام.
وذكرت أن عدد المهاجرين الأفارقة الذين وصلوا إلى اليمن خلال فترة الحرب اليمنية يتراوح بين 80 إلى 100 ألف مهاجر سنوياً، وشهد تصاعداً كبيراً خلال فترة الحرب؛ نظراً لاستغلالهم انشغال الأجهزة الأمنية والعسكرية اليمنية بموجات القتال، وتراخت عن حماية السواحل اليمنية.
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية الخميس الماضي، عن وفاة أكثر من 20 مهاجراً إفريقياً غرقاً قبالة السواحل اليمنية، إثر إجبار المهربين لهم بالنزول إلى مياه البحر، قبيل الوصول إلى السواحل اليمنية، هرباً من إمكانية القبض على المهربين من قبل القوات اليمنية.
وقالت المنظمة في بيان لها، إن ما لا يقل عن 20 شخصاً قتلوا غرقاً بعد أن ألقى مهربون بالعشرات من المهاجرين غير الشرعيين في عرض البحر من على مركب تهريب كان يقلهم من دولة جيبوتي إلى أراضي اليمن. وأوضحت المنظمة أن المركب كان يقل 200 مهاجر بينهم أطفال، وغادر ساحل جيبوتي في الساعة الثانية صباحاً (الأربعاء).. لكن بعد 30 دقيقة من الرحلة، رأى المهربون أن حمولة المركب تزيد عن طاقتها، فأجبروا بالقوة نحو 80 مهاجراً على النزول إلى البحر، حسبما قال ناجون من الغرق يتلقون العلاج في مركز استجابة الهجرة الدولية بمدينة أوبوك، حيث تم انتشال خمس جثث منهم.
وقالت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في جيبوتي، ستيفاني ديفيوت: «نعمل عن كثب مع السلطات في جيبوتي لمساعدة المهاجرين، لكن مأساة الأربعاء دليل آخر على أن المجرمين يواصلون استغلال الأشخاص اليائسين لتحسين حياتهم من أجل الربح بغض النظر عن العواقب».
وشدد ديفيوت على ضرورة «محاكمة المهربين والمتاجرين بالبشر على جرائمهم، وإنشاء مسارات جديدة للهجرة للسماح للناس بالسعي وراء فرص العمل في الخارج بطريقة آمنة وقانونية وكريمة».
وفي تشرين الأول/أكتوبر، أودى حادثان مشابهان بحياة أكثر من 50 مهاجراً إفريقياً في عرض البحر قبل وصولهم إلى السواحل اليمنية، حيث يتعرض المئات من المهاجرين الأفارقة كل عام للغرق، ومع ذلك لم يردع الأمر المهاجرين الجدد عن تكرار المآسي نفسها عبر هذه الرحلات البحرية المحفوفة بخطر الموت المحقق.
وذكرت المصادر اليمنية والدولية أن المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة إلى اليمن ينحدرون غالباً من دول القرن الإفريقي، وفي مقدمتها الصومال وإثيوبيا واريتريا، في رحلات خطرة عبر سفن التهريب التابعة لممتهني الاتجار بالبشر من جيبوتي إلى اليمن، على أمل محاولة العبور إلى المملكة العربية السعودية للبحث عن فرص عمل أفضل بدخل أعلى مما هو في اليمن، الذي يعتصره الحرب.
وأشارت منظمة الهجرة إلى أن عمليات الهجرة غير الشرعية من دول القرن الإفريقي إلى اليمن تراجعت خلال فترة جائحة كورونا إثر القيود التي فرضتها السلطات في اليمن والسعودية للوقاية من انتشار جائحة كورونا، وأن الآلاف من المهاجرين الأفارقة تقطعت بهم السبل في اليمن وباتوا معرضين للخطر الشديد جراء الصراع المسلح في اليمن منذ نهاية العام 2014.
ورغم أن الحرب الدائرة في اليمن تسببت في نزوح كثير من اليمنيين من بلدهم والهجرة العكسية إلى جيبوتي والصومال وإثيوبيا، إلا أن ذلك لم يقنع مواطني تلك الدول بعدم جدوى الهجرة غير الشرعية إلى اليمن الذي لم يعد آمناً لمواطنيه قبل الزائرين له أو المهاجرين إليه.
وذكر مصدر حكومي لـ»القدس العربي» أن الكثير من المهاجرين الأفارقة إلى اليمن وقعوا في فخ الاستعباد الحوثي، حيث أجبرت جماعة الحوثي الكثير من المهاجرين الأفارقة إلى القتال في صفوفها ضد القوات الحكومية اليمنية، وتأكد ذلك من خلال جثث الأفارقة التي تشهدها العديد من جبهات القتال بين الحين والآخر، خاصة في ظل النقص الحاد للمقاتلين في صفوف الحوثيين في الجبهات الساخنة، إثر مقتل أعداد كثيرة منهم، وخاصة في جبهات محافظة مأرب التي تشهد تصعيداً عسكرياً حوثياً منقطع النظير منذ مطلع الشهر المنصرم.