كيف ساهمت سياسة “بايدن” في زيادة مأساة النازحين اليمنيين بمحافظة مأرب؟!
يمن مونيتور/ وحدة التقارير:
بدأت القذائف في السقوط داخل مخيم حسين علي وحيش للاجئين بعد أيام من إنهاء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الدعم للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وإخراج الحوثيين من قائمة الإرهاب.
ويقول خبراء إن سياسة “بايدن” الجديدة شجعت الحوثيين في شن هجوم دموي على مدينة مأرب، التي يقطنها أكثر من مليوني نازح ما فاقم من معاناتهم وانتقالهم في موجة نزوح جديدة.
ووجدت مئات العائلات نفسها مشردة مجدداً من مخيم النازحين في مديرية صرواح جنوب غرب محافظة مارب.
وتشتت النازحون الذين كانوا يقيمون في مناطق القِتال الحالية مع تصعيد الحوثيين، بعضهم وصل مدينة مأرب وآخرون توزعوا بين المخيمات.
وقال وحيش، 38 عاما، وهو طبيب وأب لخمسة أطفال لصحيفة واشنطن بوست: “كنت أسمع صراخ وبكاء أطفال جيراني، بينما حاولت أنا وزوجتي تهدئة أطفالنا، أدركنا أننا لم نعد آمنين مرة أخرى.”
وأضاف “وهكذا مع اقتراب أصوات القتال، هربنا حفاظًا على حياتنا”.
قال وحيش إنهم فروا من مخيم “الزورد” مع سقوط القنابل بالملابس فقط على ظهورهم. قال إن العديد من العائلات تنام الآن في الخيام أو في العراء.
كانت عائلة وحيش محظوظة بالبقاء في منزل أحد الأصدقاء مؤقتًا. لكن العثور على ملجأهم التالي قد يكون صعبًا. لديهم القليل من المال. يسيطر الحوثيون على مناطق غرب مأرب. إلى الشرق صحراء شاسعة بقليل من الماء. العودة إلى ذمار قد تعني الموت.
شاهد| تزايد عدد النازحين في مخيم جو النسيم في #مأرب بسبب هجوم الحوثيين على صرواح (تلفزيون يورونيوز) #اليمن #yemen pic.twitter.com/kF8mAEXTTe
— يمن مونيتور (@YeMonitor) February 22, 2021
مخيم “جو النسيم”
في مخيم “جو النسيم” شرق المدينة قال نازحون إن عشرات العائلات وصلت خلال الأيام الماضية وقامت ببناء مخيمات جديدة في المخيم بعد تهجيرهم من منطقة “صرواح” حيث يحاول الحوثيون السيطرة عليها.
وقال حامد علي لـ”يمن مونيتور” إنه فرَّ إلى المخيم ولا يملك أي مدخرات مالية، “كان الهجوم مفاجئاً، بالتأكيد أن قرار بايدن رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب برر أفعالهم الجهنمية الجديدة”.
وأضاف علي (40 عاماً) وأب ل6 أطفال: لم نأخذ شيء من المخيم لقد نفذنا بجلودنا في رحلة مخيفة للوصول إلى المخيم، وقمنا ببناء خيمة إلى جانب شراء بعض الأدوات البسيطة، لقد نفذت كل مدخراتنا.
وكانت الحكومة اليمنية قد حذرت الإدارة الأمريكية من “الرسائل الخطأ” التي يرسلها قرار إزالتهم من قوائم المنظمات الإرهابية الأجنبية.
وبعد يوم واحد من إعلان “بايدن” إنهاء دعم التحالف ونيّة الخارجية الأمريكية إزالة الحوثيين من قوائم الإرهاب في وقت سابق من هذا الشهر، استأنف الحوثيون حملتهم للسيطرة على مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كيلومترًا شرق العاصمة صنعاء لكنهم يلقون مقاومة قوية من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وأثار تصعيد الحوثيين مخاوف لمئات الآلاف من المواطنين النازحين الذين لجأوا إلى المخيمات، من موجة تهجير جديدة لكنهم لا يعرفون إلى أين.
واتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين باستخدام المدنيين كدروع بشرية في هجومهم على “صرواح” بما في ذلك النازحين المقيمين في مخيم الزور في منطقة صرواح. حيث كانت توجد عائلة “وحيش”.
تهجير مستمر
وقال وحيش إن هذا هو التهجير الثالث، فعائلة فرّت من قريتهم في محافظة ذمار بعد أن اختطفه مقاتلو الحوثي وسجنوه وعذبوه بسبب حديثه ضدهم. استقروا في مدينة ذمار، عاصمة المحافظة، لكن في عام 2017، عاد الحوثيون يبحثون عنه مرة أخرى، لذلك فروا إلى مخيم الزور في ضواحي مدينة مأرب. هذا الشهر، انقلبت حياتهم مرة أخرى.
قال وحيش: “ليس لدينا مكان نذهب إليه الآن لا أعرف ما سيأتي به الغد.”
كان “حامد علي” يعمل معلماً في ذمار قبل أن يلاحقه الحوثيون بسبب انتقادات وجهها لهم في المجالس الشعبية “وصفوني بالمرتزق والخائن والعميل، لقد هربت قبل وصولوهم إلى منزلي الذي نهبوه تماماً واعتقلوا أخي الأصغر”.
وقال علي “لا أعلن أين سنذهب مجدداً إذا استمروا في ملاحقتنا”.
وقال آدم بارون المحلل السياسي المهتم بالشأن اليمني ” هجوم الحوثيين على مأرب يعتبر تطوراً يهدد بخلق أزمة إنسانية كبيرة. لقد شاهدت القتال يصل بالفعل إلى مخيمات النازحين في منطقة (صِرْواح) غرب المحافظة، وإذا تحرك القتال باتجاه مأرب فسيكون هناك نزوح جماعي كبير في أنحاء مختلفة”.