مرت عشر ساعات على دخول الهدنة المعلنة بين جماعة الحوثي وصالح، ودول التحالف والمقاومة الشعبية. مرت عشر ساعات على دخول الهدنة المعلنة بين جماعة الحوثي وصالح، ودول التحالف والمقاومة الشعبية.
الانطباع هو أن” الجماعة لا تحترم أي هدنه؛ فالتجربة التي تقول ذلك أنه بعد مضي ساعات من دخول الهدنة انسحب الحوثيون من تبة في منطقة” الأقروض “غرب جنوب مدينة “تعز” واكتشف أنها لم تنسحب إلا لتقتل”.
تقطعت جسد مواطن مسكين بفعل لغم زرعه الحوثيون في تبة كانت إلى الأمس القريب مأوى للرعاة والمواشي وندى الفجر وأصيل الغروب الآمن.. والده حاول إنقاذ فلذت كبده الممزق أمامه فتلقفته الألغام ذاتها ليلحق بولده ويقع بجانبه جثة هامدة.
الأسرة المفجوعة تبكي عجزها، والقرية كلها عاجزة عن أخذ الجثث، ويطالبون بفرق نزع الالغام دون جدوى ولا حيلة سوى الدعوات بأن يصيب الله القتلة، ومن فتح لهم باب القرية المدافع وصواريخ الكاتيوشا تعربد إلى قرى المعافر، وفي جهة المدينة تصل إلى الأحياء السكنية في شرقها وغربها، ويسقط شهداء وجرحى، ولاشي تغير في يوم الهدنة سوى غياب الطيران الذي كان يطارد المدافع والصواريخ التي تقتل المدينة وكأن جماعة الحوثي تخرج لسانها لتقول” الهدنة هي هدنة الطيران وإعطائنا فسحة أفضل للقتل ولسان حالها (زدنا عليكم ) فالكذب عندنا واجب وأخطر من ذلك إتاحة تنقل الأسلحة الثقيلة وتحشيدها بأمان من الطيران.
قيادي في جماعة الحوثي يتحدث بتشفي “الهدنة فقط في الحدود وفي إيقاف الطيران بينما تبقى الجبهات على الأرض مشتعلة “. هذه هو الالتزام بوقف إطلاق النار عند الجماعة؛ إيقاف الطيران ولا بأس بإيقاف النار في الحدود بينما يبقى المدنيون عرضة للقصف وحصار مدينة” تعز” قائم على مستوى الكيلو الطماط واسطوانة الغاز والحبة الأسبيرين، والحقيقة لا يستطيع الحوثيون إيقاف القتل والنار حتى لو أراد بعضهم طالما ولديهم القدرة على القتل ليصبح الحديث عن تنفيذ القرار 2216 والانسحاب بالحوار ضرب من الوهم.
الناس تراقب ردة فعل الأطراف المعنية وربط هذه الهدنة بتحرك جماعة الحوثي وصالح في الميدان وإلى أي مدى تستطيع هذه الجماعة استغفال بقية الأطراف خاصة الدول المعنية في التحالف.
فالحوثي سيستمر في ضرب النار حتى يفقد آخر قبيلي استجاب لندائه وأوهامه التي تقيده ولا تسمح له سوى بمزيد من القتل و(الاستراتيجيات) كما يسميها ولن يقف حتى يسقط هو وحليفه، فلا وجود للشراكة أو الحوار في أدبياتهم وعقيدتهم وهذا ما يدفعهم للانتحار الكامل وإضاعة كل الفرص الذهبية من اتفاقية السلم والشراكة إلى فرصة اليوم وما بعدها، إضافة الى أن دماء الأبرياء والجرائم المرتكبة ضد الشعب الصابر لن تدفعهم الا لمزيد من المكابرة وضرب النار والخذلان المميت ذلك لأن الله لا يصلح عمل المفسدين ففي النهاية ،الله العدل في سمائه هو وحده المتحكم بالمالآت والخذلان وإضاعة فرص النجاة ومجانبة التوفيق جزء من هذه القوة المحققة للعدالة”.