عن الموقف الأمريكي العجيب في اليمن
أن تتراجع أمريكا عن قرارها في تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية فهذا أمر طبيعي جدًا ولقد كان الغريب والعجيب أن تصنفها منظمة إرهابية في وجهة نظري؛ لأنها اليد اليمنى لها وهي الداعم الأساسي لها عن بعد، فمنذ أن صدر هذا القرار من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في لحظة مفاجئة والشعب اليمني أو العالم العربي يرى أن لذلك القرار تاريخ انتهاء وسيكون قريبًا جدا؛ لأن اليمن لم ترَ لأمريكا دورًا إيجابيًا في الحرب التي تعيشها، ولم ترَ إلا دور اللاعب المحترف الذي يحاول جاهدًا الوقع بين الأطراف المتخاصمة ليحقق له مأربًا من ذلك.
فمن يجده من هذين الطرفين يمكن الاستفادة منه مستقبليًا يتم دعمه ليكون النصر على الطرف الآخر حليفًا له ولا هم له إبادة الإنسان وقتله كما يزعمون أنهم يراعون حقوق الإنسان وأن نزف الدم اليمني كثيرًا ما يؤثر فيهم ويصيبهم بالقلق.
كثيرًا ما كان المبعوث الأممي يعبر عن قلقه إزاء ما يحدث في اليمن وما زال قلقًا إلى الآن، لكن قلقه هذا لم يجنِ منه شعب اليمن شيئًا؛ لأنه لم يكن قلقًا حقيقيًا يحمس صاحبه على فعل اللازم لإنهاء الفوضى التي تحدث في هذا البلد ولم يكن لإنقاذ بني الإنسان من الهلاك والضياع الذي وصل إليه، لم نر ذلك منه بل لم نر تحركًا يمكننا أن نصفه بأنه جاء لإنقاذ حقيقي للإنسان الهالك هنا، فما كنا نراه سابقًا وما زلنا هو أن الأمم المتحدة ومبعوثها كلما رأوا أن هناك تقدمًا يحسب لصالح الشرعية ضد مليشيات الحوثي هنا سرعان ما يأتي القلق الكبير وسرعان ما ينفعل فيهم هرمون حب الإنسانية وضرورة إنقاذها بوقف إطلاق النار والهدنة، وعندها تأتي الخطابات التي تتضمن الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المدنيين ، وكم من المدنيين الأبرياء الذين قتلتهم هذه المليشيات وهجرتهم من منازلهم واعتقلتهم لتزج بهم في سجون مظلمة لا نجاة لهم منها، وكم من المدنيين من ابتزتهم هذه المليشات ونهبت ممتلكاتهم التي لطالما عملوا وتعبوا كثيرًا للحصول عليها كل هذه الأعمال الإجرامية التي تعملها المليشات تعلمها أمريكا علمًا يقينًا لكنها إزاء ذلك لم تقم بما يجب عليها القيام به من نهي هذه المليشيات عن ذلك وإيقافها عند حدها لأجل الإنسان كما يزعمون أن الإنسان وحياته يهمهم.
سياسة أمريكا في اليمن باتت سياسة لعوب تظهر ألاعيبها في كل وقت وحين، فهي لم تحسم أمرها فيما ينفع هذا الشعب المنكوب، بل إنها تثير الحرب وتعمل على إشعالها وإطالة أمدها، تتراجع اليوم عن قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية بحجة أنها خشيت ألا تصل المساعدات الغذائية للإنسان اليمني في المناطق التي تسيطر عليها هذه المليشيات وهي تعلم جيدًا أن أغلب المساعدات التي تقدم لا تصل لمن يحتاجها في تلكم المناطق بل إنها تصل إلى أيادي المشرفين يتصرفون بها كيفما شاءوا.
همهم أمر الشعب في هذا الوقت ونسوا تمامًا أن الشعب بحاجة ماسة لإنهاء الحرب وإيقاف هذه المليشيات عما ترتكبه في حقه من جرائم وويلات، الشعب اليمني همه الوحيد في هذا الوقت هو إنهاء الحرب وعودة الحرية له داخل بلده وهذا لن يكون إلا بالتعامل الجاد مع مليشيات الحوثي والتصدي لها وليس الدعم لها.