وزير الخارجية اليمني: غياب الموقف الدولي الحازم يدفع الحوثي للتمادي في تطبيق قراراته
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قال وزير الخارجية اليمني “أحمد عوض بن مبارك”، إن التجربة المريرة للحكومة مع الحوثيين جعلتهم يضعون ثلاث ضمانات لإلزامهم بتنفيذ الاتفاقات.
وأوضح أن الضمانات التي تعتقد الحكومة اليمنية أنها قد تجبر الحوثيين على الانصياع لأي اتفاق، تتمثل أولا في الحاجة إلى موقف دولي حازم من خلال مجلس الأمن لتطبيق قراراته وعلى رأسها القرار 2216 ومعاقبة القيادات الحوثية المسؤولة عن عرقلة المسار السياسي وذلك على غرار قرار التصنيف الأميركي.
وأفاد: ثانيا الضغط على الداعم الرئيسي للحوثيين وهو النظام الإيراني لإيقاف الدعم العسكري والمالي، وثالثا دعم الحكومة الشرعية ومؤسساتها لتقوم بدورها وفرض سلطتها على ترابها الوطني”.
وفي سياق آخر أكد أن الحراك الأميركي والأممي المتزايد حول الملف اليمني يعد انعكاسا لأهمية اليمن وموقعه في سلم أولويات الإدارة الأميركية الجديدة.
ووصف في حوار أجرته معه صحيفة “العرب” اللندنية، العلاقات اليمنية – الأميركية بأنها تاريخية وإستراتيجية حتى مع تعاقب الإدارات الأميركية المختلفة التي قال إنها لم تؤثر على طبيعة هذه العلاقات ولا على التنسيق والتعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.
واعتبر بن مبارك الذي شغل منصب سفير اليمن في واشنطن قبل توليه حقيبة وزارة الخارجية في الحكومة المنبثقة عن “اتفاق الرياض”” أنه خلال العقد الماضي ومع تعاقب إدارات أميركية مختلفة “لعبت الولايات المتحدة دوراً حيوياً وفاعلاً في ضمان الانتقال السلمي للسلطة في اليمن، ورعت استكمال خطوات العملية الانتقالية التي لم يكتب لها أن تستكمل نجاحها بسبب انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على العملية السياسية وعلى مخرجات الحوار الوطني الشامل وإشعالها للحرب التي يدفع كافة أبناء شعبنا ثمنها حتى اليوم”.
وعن تصريحات المسؤولين في الإدارة الأميركية الجديدة حول الملف اليمني ومواقف الرئيس جو بايدن، قال “جاء خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن ليعكس الاهتمام الذي توليه الإدارة الجديدة لليمن، حيث ظهرت القضية اليمنية كأولوية ضمن أولويات السياسة الخارجية الأميركية للمرحلة القادمة، وهذا أمر إيجابي ويعكس متانة العلاقات اليمنية – الأميركية واهتمام الإدارة الجديدة بدعم وتعزيز هذه العلاقات. وقد جاء خطاب الرئيس بايدن متسقاً مع موقف الحكومة اليمنية الذي يؤكد على أهمية الحل السياسي في اليمن وأن هذه الحرب التي أشعلتها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران يجب أن تنتهي لينعم الشعب اليمني بالأمن والسلام والاستقرار، وهو ما سينعكس على استقرار المنطقة ككل”.
وأوضح وزير الخارجية اليمني أن “مطلب إنهاء الحرب وتحقيق السلام هو مطلب للحكومة اليمنية قبل أن يكون مطلبا لأي طرف آخر وهذا ما أثبتته الحكومة بانخراطها الجاد خلال الفترة الماضية في كافة دعوات ومفاوضات السلام، وآخر دليل على ذلك هو ترحيب الحكومة اليمنية بدعوة الرئيس بايدن لإنهاء الحرب في اليمن وأهمية الحل الدبلوماسي لتحقيق السلام.
وأضاف على ضوء هذا السلوك الإرهابي الرافض للسلام لا بد من ممارسة أقصى أنواع الضغط على هذه الميليشيات لدفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات. وعند الحديث عن التسويات، فدون شك أن الهدف الرئيسي للحكومة اليمنية هو الخروج بتسوية منصفة تلبي تطلعات وآمال الشعب اليمني بدولة ديمقراطية مزدهرة تقوم على المواطنة المتساوية والحكم الرشيد، وهو الأمر الذي لا يساورنا شك في أن الولايات المتحدة وكافة أعضاء المجتمع الدولي سيمارسون الضغوط على الميليشيات الحوثية للقبول به”.
وفي تعليقه على تزايد الاهتمام الأميركي بالملف اليمني وصف بن مبارك قرار واشنطن بتعيين مبعوث خاص لها إلى اليمن بأنه إيجابي، مؤكدا على أن الحكومة اليمنية تنظر إلى هذا القرار بإيجابية “خاصة وأن تيم ليندر كينغ دبلوماسي مخضرم وذو خبرة ومعرفة واسعة بالوضع في اليمن والإقليم”، لافتا إلى أن “الحكومة اليمنية رحبت بهذا القرار وأكدت على استعدادها للتعاون مع المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن للوصول إلى سلام شامل ومستدام مبني على المرجعيات الثلاث وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني وخاصة القرار 2216”.