تقاريرغير مصنف

اليمنيون و”جنيف2″.. أمل مشوب بالحذر (استطلاع)

يترقب اليمنيون بحذر مشوب بالقلق، ما ستفضي إليه نتائج مشاورات “جنيف2” التي من المقرر انعقادها غداً الثلاثاء، بين وفد الحكومة الشرعية ووفد الحوثيين والرئيس السابق “علي عبدالله صالح” في سويسرا، وبرعاية الأمم المتحدة. يمن مونيتور/ خاص/ وحدة الرصد
يترقب اليمنيون بحذر مشوب بالقلق، ما ستفضي إليه نتائج مشاورات “جنيف2” التي من المقرر انعقادها غداً الثلاثاء، بين وفد الحكومة الشرعية ووفد الحوثيين والرئيس السابق “علي عبدالله صالح” في سويسرا، وبرعاية الأمم المتحدة.
فبين مؤمل يرى أن “جنيف2” سيأخذ طابعاً أكثر جدية، ومتشائم يستند في رؤيته إلى جولات حوار سابقة كان الفشل حليفها، ينقسم اليمنيون اليوم، لكن ما يوحدهم هي الرغبة في ايقاف حرب أثقلت كواهلهم، وزادت حياتهم تعقيداً وفقرا وتدميراً.
فمنذ سيطرة الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق “علي عبد الله صالح” على العاصمة صنعاء، أواخر سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، باتت حياة المواطن اليمني بين نيران طائرات التحالف العربي، ولهيب مدافع الحوثي، وبينهما يبحث المواطن اليمني البسيط عما يسد رمقه، فالحياة باتت شبه متوقفة، في بلد يحتاج أكثر من عشرين مواطن فيه إلى مساعدة، حسب المنظمة الدولية للإغاثة.
وكلما اقترب موعد مؤتمر”جنيف2″، المقرر انعقاده الثلاثاء القادم 15 ديسمبر، والذي تسعى من خلاله الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف الحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية، يترقب اليمنيون بين متفائل ومتشائم بشأن ما ستفضي إليه المشاورات، فيما يخشى آخرون أن يموت “جنيف2″ قبل أن يولد.
وحدة رصد الآراء بـ”يمن مونيتور” استطلعت توقعات نخبة من الأكاديميين، والسياسيين والصحفيين اليمنيين حول “جنيف2″، وما الذي يمكن أن يخرج به المتحاورون من المشاورات المرتقبة؟
طابع الجديّة
ترى الدكتورة “ألفة الدبعي”، أستاذة علم الاجتماع بجامعة تعز الحكومية، وعضو مؤتمر الحوار ولجنة صياغة الدستور اليمني، “أن جنيف2 سوف يأخذ طابع أكثر جدية في التعاطي معه والتباحث حول مواضيعه الرئيسية، في ظل الضغط الدولي الحالي وحرص حكومة الشرعية على الوصول للسلام، وتحرير غالبية الأراضي اليمنية من المليشيات”.
وتستدرك “الدبعي” في حديث لـ”يمن مونيتور”، بالقول إن “الاستخفاف الذي تتعامل به المليشيا مع المؤتمر وعدم تقديمها لأي آليات في الميدان لإثبات الثقة وأنها جادة هذه المرة لأن تجنح للسلاح يجعلنا نشك في أن يستمر المؤتمر إلى نهايته، خاصة وأن المليشيات مصرّة على جعل النقاط السبع التي خرجت بها من لقاء “مسقط” قاعدة للتباحث والذي يحتوي على مواد فيها مخالفة صريحة للقرار الأممي 2216 الذي يعتبر الأساس الذي ستنطلق منه المفاوضات وتحديد آليات ثقته كإطلاق المعتقلين وفك الحصار عن المدن وفتح طرق الإغاثة وتسهيلها حتى تثبت انها جادة في السلام”.
وأضافت، “أتوقع حدوث تطورات كبيرة على أرض الواقع لصالح المقاومة يشارك به الحرس الجمهوري ويكون فيه تخلي واضح عن جماعة الحوثي وبما يحصرها في زاوية أن تخضع لتنفيذ القرار 2216″، لافتاً أنه “في حال بقي لدى الحوثي أدنى تفكير بالصالح العام لهذا الوطن فالأصل أن يجنب أعضاءه والشعب اليمني نتائج المواجهات وتقبل بتنفيذ القرار كاملاً وفقاً لاتفاق وآلية زمنية تُمكّن المجتمع من الوصول لاتفاق عادل ومنصف يحقق مصالحة وطنية وعدالة انتقالية تنهي مرحلة الاحتراب والدخول في مرحلة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والعودة إلى مربع التوافقات الوطنية بعيداً عن الاستعراض بقوة السلاح الذي قدمته المليشيات كنموذج لفرض خياراتها السياسية”.
ويذهب في هذا الاتجاه، المحلل السياسي اليمني، “ياسين التميمي”، الذي يرى أن “الاجراءات المتخذة من جانب الأمم المتحدة تدل على أن المشاورات سوف تكون أكثر جدية من سابقتها، ومن الواضح قبول الانقلابيين بالذهاب إلى هذه المشاورات في مقابل وفد الحكومة فهذا يعني أن الأمر بات محصورا بين السلطة الشرعية وطرف آخر متمرد”.
لكن “التميمي يعتقد في تصريح” لـ”يمن مونيتو”، أنه “لا توجد ضمانات على تحقيق تقدم إذا لا تظهر الأمم المتحدة الحزم الكافي لإنفاذ قراراتها وتنفيذ مضامين هذه القرارات”.
تفاؤل بنهاية الحرب
من جهته، يرى الكاتب “عبد الله دوبله”، أن “الحرب قد استنفدت الغرض منها، وأن لا شيء يمنع تلك الهدنة إن نجحت من التحول إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
ويضيف “دوبله”، “الحرب لم تعد بالنسبة للحوثي وصالح كما كانت لأجل فرض الانقلاب والتفرد بالسلطة وقد تحولت من الهجوم إلى الدفاع، ولذلك فإن استمرارها لا معنى له إن كان يمكنهما وقفها، وبالمثل حين يكون ممكنا للتحالف الداعم للشرعية استكمال تحقيق أهدافه من خلال المفاوضات فإن الإصرار على تحقيقها من خلال الحرب هو لا معنى له أيضا”.
يتابع لـ”يمن مونيتور”، “من تلك المعادلة أتوقع أن تؤول الهدنة المفترضة إلى وقف دائم لإطلاق النار، كأي هدنة في العادة”.
يشاطره هذا الرأي الصحفي “عبد الرقيب الهدياني”، الذي بدا متفائلا بالقول، “هناك مؤشرات كثيرة هذه المرة ترجح أن “جنيف2″ ستكون جادة، وسيذعن الطرفان من خلالها للتوصل إلى حل لأسباب كثيرة أهمها أن الحرب طالت، وقد أرهق الطرفان ولم يستطع أي منهما هزيمة الآخر”.
وتوقع الهدياني في حديث لـ”يمن مونيتور”، أن “جنيف2 سيخرج بـ” الاتفاق على أساس المرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية، وقرار مجلس الأمن والقرار الأممي 2216، وسيسحب الإنقلابيون قواتهم من تعز و”إب” كمرحلة أولى، وسيبدأ تدشين الأقاليم مع بقاء سيطرتهم على أزال وتهامة”، مضيفاً، “يبدأ تدشين الأقاليم من إقليم عدن وسيكون علم الإقليم هو علم الجنوب السابق لإرضاء النزعة الجامحة في هذه المحافظات وقد بدأ الدمج في إطار اليمن الاتحادي”.
عراقيل وعدم ثقة
لكن الدكتور “علي العمار”، استاذ الصحافة بكلية الإعلام، يقول “إن عدم الثقة بين الأطراف والتدخل الخارجي “السافر” هو من أكثر العراقيل التي قد تقف في وجه أي فرص ممكنة للسلام، وقد تتسبب في إعاقة نتائج جنيف2″.
وأضاف الأكاديمي “العمار”، في حديث مقتضب لـ”يمن_مونيتور”، “نتمنى أن تعقد محادثات جنيف2، وأن يدرك أطراف الصراع أنه لا مناص من الجلوس على طاولة الحوار لإيقاف الحرب”.
ويرى القيادي بحزب التجمع اليمني للإصلاح “عدنان العديني”، “أن مؤتمرات جنيف2 سيكشف موقف الحوثيين وصالح من السلام على المستوى الدولي، وليس فقط على مستوى اليمن”.
وأضاف، “لن يكون السلام متاحا في اليمن والحوثيون مصرون على خيار الحرب على الشعب اليمني بالأدوات المادية والعسكرية التي يسيطرون عليها عنوة”.
ومن المقرر أن تنطلق مشاورات “جنيف2” بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في الخامس عشر من ديسمبر الجاري، في العاصمة السويسرية “جنيف”، برعاية الأمم المتحدة.
وأعلن الرئيس اليمني “عبد ربه منصور هادي” عن وقف إطلاق النار 7 أيام بالتوازي مع انطلاق محادثات السلام.
وفي وقت سابق، أعلن الناطق الرسمي لجماعة الحوثي “محمد عبد السلام” أن جماعته ستوقف إطلاق النار غدٍ الاثنين، أي قبل انطلاق المشاورات بيوم واحد فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى