كتابات خاصة

عشر سنوات من مخاض ثورة فبراير

عشر سنوات من المحاولات للقضاء على فكرة الثورة من وجدان الشعب اليمني في جنوبه وشماله، ولازالت فكرة ثورة 11 فبراير تعيش، وبقوة في وجدان الشعب التواق للحرية والاستقلال.

كل ما اصابنا اليوم من بؤس وخذلان، هي نتائج طبيعية لمعركة القوى المضادة للثورة مع فبراير، معركة لازالت تستبسل اجتثاث فكرة الثورة من روح وعقل الجماهير، تستهدف القوى الحية للثورة، ونبل قيمها وسمو اهدافها، وتقدم صورة قذرة لواقع الثورة، حيث تعيد انتاج مشاهد الالم والانتهاكات، تثخن الواقع بالجراح والموت، لتعيد انعاش دور الضحية لدى بعض المرضى، وتستدعي ماضيهم السيء، تستدعي كل الصراعات السلبية، وتعيد انتاج كل الشياطين، لترسم سيناريو الخذلان، حيث يفقد الناس احلامهم وتطلعاتهم، يخذلون ويهانون، والبدء في التفكير لسطحي للوصول لفكرة سلام الله على زمان، بعد ان يفقد الموطن الامن والامان، يفقد كرامته ولقمة عيشه، والثقة بالثورة .

ثورة فبراير هي امتداد طبيعي لثورة شعب الجنوب ضد نظام طغى وبغى، واستأثر بالسلطة والثروة، واراد للأخرين ان يكونوا توابع، فخخ الوطن بعدد من المظالم، مظالم مناطق بحالها، زرع فيها روح الضحية والانتقام، كانت الثورة بقيمها فرصة لمعالجة هذه الحالة.

واستطاع النظام ان يستثمر تلك الحالة بصورة عكسية لضرب فكرة الثورة كحل لكل القضايا، قتل فكرة التغيير ودعوة ارحل كانت الهاجس الذي دفعه لتحريك ادواته لتعمل من خلال نقاط الضعف التي صنعها، وتحدث عنها كثيرا في خطاباته، وبدأ ينفذ مخططاتها في صنع تحالفات لقوى الثورة المضادة، واعادة الحقن المناطقي والطائفي، و التهديد ببنت الحرام (الحرب) ودفع بعيال الحرام لتشويه فكرة الثورة.

عيال الحرام هي كل القوى التي تخلقت في عهد النظام، تربت وترعرعت في كنفه، او بقايا المصابين من سياساته الخبيثة، حولهم جميعا لأدوات معركته مع فكرة ثورة فبراير، واستطاع دعم الانقلاب في الشمال، ودعم رفض الجنوب للثورة بمسمى فبراير باعتبارها قادمة من الشمال.

استطاع بذلك اشعال بنت الحرام (الحرب) وتحريك عيال الحرام، وتمكن من انجاح الانقلاب في الشمال، وطرد كل ما يتعلق بقوى الثورة فبراير، ولم يبقى غير النفوس التي لم تتعافى من صراعات الماضي، وعجزت على ان تتصالح مع الذات وتتسامح مع الاخر، وظلت مسكونه في شيطنة الاخر، وتحالفات مبنية على تلك الشيطنة، وجدت نفسه ضحية في وكر التطرف والغلو والارهاب الفكري والعقائدي.

وبقى الجنوب في صراع بين قوى ثورة فبراير, والمصابون بإصابات بالغة من الاذعان والخنوع للكراهية، فتصحر وجدانهم وتصحرت عقولهم، وتهيأت النفوس للشحن والتحريض على كل ما يتعلق بثورة فبراير بثقافة مناطقية عقيمة، مما سبب مخاض صراع بين فكرة الثورة، ومرض الاستحواذ والاستئثار، والاقصاء والتهميش، البيئة المثلى لعودت منظومة الاستبداد والهيمنة والفساد الفكري والثقافي والسياسي والمادي، الذي صار الجنوب مرتعه، و واقعه شاهد.

محاولة تعافي الجنوب، سيشكل قوة دافعة لانتصار ثورة فبراير، بعد تتوقف بنت الحرام، لننتصر للجمهورية، ومن ثم الدولة الضامنة للمواطنة والحريات والعدالة، الدولة التي سترسخ ارادة الجماهير، وستعطي فرصة لإرادة شعبية في الجنوب والشمال، ستحدد حق تقرير المصير وشكل الدولة والنظام، دون ارتهان وتبعية لقوى الشيطان في الاقليم والعالم، فلا نحتاج للتطبيع، ولا للارتهان والتبعية والتسول على ابواب قصور البغاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى