الحكومة اليمنية تعتبر إمكانية تراجع واشنطن عن تصنيف الحوثيين “هدية مجانية” لإيران
يمن مونيتور/ قسم الأخبار:
اعتبرت الحكومة اليمنية، يوم الأحد، إن تلويح الولايات المتحدة بإمكانية التراجع عن تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية “هدية مجانية للنظام الإيراني” ويرسل رسائل خاطئة للحوثيين- في أول تعليق للحكومة على ابلاغ الخارجية الأمريكية للكونجرس ببدء إجراءات إزالة الحوثيين من قوائم الإرهاب.
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) إن إلغاء قرار التصنيف: “يجعل السلام بعيد عن متناول اليمنيين، وسيمثل هدية مجانية لنظام طهران وتعزيز سياساته التخريبية في المنطقة وتهديد المصالح الدولية”.
التلويح بإمكانية التراجع عن تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية يرسل إشارات خاطئة للحوثيين وخلفهم إيران بمواصلة نهجها التصعيدي وجرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين، وسياسات نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وتحدي إرادة المجتمع الدولي في إنهاء الحرب وإحلال السلام العادل والشامل وفق المرجعيات الثلاث”.
ولفت الإرياني إلى أن “أطرافاً ومنظمات دولية ضغطت لوقف عمليات عسكرية لتحرير الحديدة من الحوثيين بحجة الأوضاع الإنسانية، وتجاوبت الحكومة وتم التوصل لاتفاق ستوكهولم (..) وبعد عامين لم يتحقق شيء من ذلك الاتفاق”.
وقال الإرياني إن الحوثيين لم ينفذوا الاتفاق الذي ينص على خروج الحوثيين من الحديدة وتبادل الأسرى ورفع حصار تعز “واستمروا في استهداف المدنيين والقرى والمنازل وزراعة الألغام وقنص المدنيين، وعطلوا كل مفاوضات فتح المعابر وصعدوا العمليات العسكرية”.
وأضاف “حدث الأمر ذاته مع اقتراب الجيش الوطني من العاصمة صنعاء في جبهتي نهم وصرواح، فتدخل المجتمع الدولي لوقف تقدم الجيش والتعهد بتنظيم مباحثات للوصول لحل سياسي وسلام شامل ومستدام، واتضح أن الامر كان مجرد مناورات وخديعة “حوثية، ايرانية” لكسب الوقت وترتيب صفوفهم وتصعيد عملياتهم العسكرية من جديد”.
وقال الإرياني إن حقائق ما ارتكبه الحوثيون “تؤكد أن إلغاء التصنيف سيساهم في تعقيد الأزمة اليمنية وإطالة أمد الانقلاب، ويفاقم المعاناة الانسانية الناجمة عن الحرب التي فجرها الحوثيون”.
وأضاف أن “صدور قرار إلغاء التصنيف يمثل خيبة أمل كبرى للشعب اليمني الذي تجرع الويلات ودفع ثمنا باهظا جراء انقلاب مليشيا الحوثي المدعوم من إيران، في ظل صمت يعكس تخاذل المجتمع الدولي عن الالتزام بمسئولياته المنصوص عليها في مبادئ ومواثيق الامم المتحدة وحماية حقوق الانسان وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة”.
وأعلن الرئيس الأمريكي هذا الأسبوع انتهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب اليمنية أول تحرك رئيسي للسياسة الخارجية في منصبه، وأبلغت الخارجية الأمريكية الكونجرس ببدء إجراءات إلغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية بعد أقل من شهر على ضم إدارة سلفه دونالد ترامب للحوثيين إلى القائمة.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.