شعب اليمن تواق للحرية والسلام
الشعب اليمني بمختلف أطيافه، وكياناته السياسية والثقافية وقبائله، سئموا الحرب، سأم المنهك من تداعياتها، والمكلوم من واقعها، والمرعوب من أوزارها، شعب تواق للسلام، متطلع لفرج ان تضع الحرب اوزارها، فرج ان يعم السلام في اليمن والاقليم وتعود عجلة الحياة لطبيعتها والوئام.
شعب تواق للسلام الدائم في المنطقة والاقليم، المشوب بالخوف ان الأمر لم يعد بأيديهم، في ظل سيطرة الإقليم على مفاصل الحرب وعملياتها وأدواتها.
كل هذا ويبقى الشعب اليمني متمسك بأي بارقة امل تبرز على الواقع، تحدث اتفاقيات وتحالفات سلام، تنتج سلام دائم وحقيقي ومنصف للبلد ولكل أطيافه وتوجهاته السياسية والفكرية.
اليمن العمق القومي للعرب، ولسانها العربي الناطق بلغة السلام عليكم، تنشد السلام والأمان والطمأنينة، مأساة الحرب ثبتت قناعات في عدد كبير من أبناء هذا البلد الأصيل ان دولاب الحكم لا يمكن ان يتحرك ليحق الحق والعدل إلا في ظل سلام دائم، وفي ظل وئام، وتوافق سياسي وفكري، لوطن يستوعب الجميع.
سلام دائم يجتث واقع الحرب الجاثمة على كاهل الوطن والمواطن، يفكك تراكمات عشرات السنين من الصراعات والحروب العبثية، سلام دائم يضبط إيقاع الحياة العامة، ويعيد الاعتبار للامة، وتطلعاتها في دولة ضامنة للمواطنة، دولة النظام والقانون الضابط لإيقاع الحياة والمنظم للعلاقات بين الأفراد والجماعات، في دولة ديمقراطية وتعدد سياسي وفكري وثقافي، منضبط بعقد اجتماعي متوافق عليه وملزم على الكبير قبل الصغير.
عشرات السنين من الصراعات والحروب، وما خلفته من تراكمات تبرر لاستمرار الثارات والضغائن وتغذي الحرب العبثية، حرب وقودها من اخير شباب الامة ورجالاتها، المعنيين بالمستقبل، وأصحاب المصلحة الحقيقة اليوم بالسلام، فلا علاقة لهم بالحرب، واسبابها وتداعياتها، معظمهم ولد على هذه الأرض وهي تشتعل نارا وصراعات، وجد نفسه ضحية اسلافه، مثقل بعبء الأحقاد والضغائن، مثقل يالثارات وتصفية الحسابات، مشحون بكم هائل من الكراهية ضد الآخر المختلف، مشحون عصبية وايدلوجيا، مناطقية وطائفية مقيته، شباب فاقد الامل بالحياة، يموت في جبهات حروب عبثية، قبل ان يحقق تطلعاته وطموحاته المستقبلية، يموت من اجل ان يحكم ثلة باغية كل تطلعاتها سلطة والاستئثار بالمال والثروة، و دنيا فانية، بفناء اعمدة المستقبل الواعد.
سلام دائم، يبدأ بالتصالح والتسامح، الامل الذي راود ولازال يراود كل يمني في الجنوب والشمال، لنعيد ترميم البنية الثقافية والفكري، نعيد ترتيب الأولويات الوطنية والإنسانية، لدى الفرد والجماعات في بلدي، نعيد ترميم الشروخ والتصدعات الناتجة عن الصراعات والحروب، تصالح وتسامح، والتوافق على عدالة انتقالية لتحقيق عدالة اجتماعية, لجبر الضرر وانصاف المظلومين، وتصحيح كل اعوجاج أحدثته الحرب في بنية المجتمع، ثقافيا وسياسيا، تجريم ثقافة الكراهية بكل صورها، والاقصاء والتهميش والإلغاء والاجتثاث، والاتهام والتخوين والتكفير، خارج إطار النظم والقوانين المنظمة، تصحيح مسار العمل بما يفضي لواقع افضل ينهي الحرب وتداعياتها وتراكمها على الإنسان والجماعات وما تسببه على الأرض .
التصالح والتسامح هي ثقافة الكبار، ثقافة الوعي، ترأب الصدع، وترميم الشروخ، تبني جسور الثقة، وحسن النوايا، تعيد مشاعر التعاطف الإنساني في المجتمع وبين المجتمعات، يؤسس لحالة من التوافقات السياسية، والتنازلات بمبدأ العفو عند المقدرة، تحيل واقع المعاناة لشراكة حقيقية، سياسية واجتماعية واقتصادية، بروح إيجابية نبني ما خربه الزمن.
التصالح والتسامح كمصدر للسلام الدائم، يخرجنا من مأزق الحرب العبثية وهدر طاقات الشباب وروحهم وسفك دمائهم، جيل المستقبل المعول عليه في بناء الدولة التي ينشدها الجميع، التصالح والتسامح اسمى الصفات التي أمرنا بها الله عزّ وجلّ ورسولنا الكريم، فالتسامح هو العفو عند المقدرة والتجاوز عن أخطاء الآخرين ووضع الأعذار لهم، والنظر إلى مزاياهم وحسناتهم بدلاً من التركيز على عيوبهم وأخطائهم، فالحياة قصيرة تمضي دون توقف فلا داعي لنحمل الكُره والحقد بداخلنا بل علينا أن نملأها حب وتسامح وأمل حتى نكون مطمئنين مرتاحو البال، ونحن نقترب من بعضنا بعض مشحونين حب واتوافق، لنعيد للحياة جمالها والتعايش رونقه.
الشعب اليمني في كل ربوع اليمن، ينتظر الفرص السانحة لتضع الحرب أوزارها، ويحقق السلام، وهو أكثر شغفا اليوم بالسلام، السلام الدائم ليعم المنطقة والاقليم، وليكن اليمن مصدر سلم وسلام للإقليم والعالم بحكم موقعه الاستراتيجي المهم.