محلات الصرافة وتلاعبها بقوت الناس
من المؤسف جدا على هذا الشعب المنكوب أن يعيش كل هذا البلاء الذي يعيشه اليوم من فقده للحاجة الضرورية وانعدامها عليه، ووجود تلك المعوقات و الحواجز الكبيرة التي تزرع لتثبطه عن الوصول إليها.
هنا فقط في بلدي الحبيب يحدث أن يتم افتتاح محلات كبيرة في الوقت الذي يتم فيه ارتفاع أسعار المواد، يعيش التجار حينها أوقات هوس عندما ترتفع الأسعار فلا تدري إلا ومحلات كبيرة تفتح للنافس في البيع والشراء والتحايل على المواطن المغلوب.
والآن على الرغم من ارتفاع سعر صرف العملات وذلك الانفلات الكبير في بيع العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني ذلك التدهور الكبير الذي بدأ وما أظنه سينتهي أبدًا؛ لأنه يزداد اتساعًا بين حين وآخر، تجد الكثير من محلات الصرافة تفتح أبوابها لاستقبال الوافدين إليها من الناس المتلاعبين بالعملة والناس القلائل الذين يبحثون عن مكان يمكنهم من الإرسال بعمولة أقل تجعلهم يستطيعون الإرسال من خلالها، محلات كثيرة تفتح أبوابها للاستثمار وكسب الكثير من المال الذي يأتي به المواطن المغلوب على أمره، المواطن الذي كدح كدحًا كبيرا حتى حصل على المال ليسعد به أسرته المتعبة.
في الآونة الأخيرة وجدنا اتساعًا كبيرًا في فتح محلات الصرافة، فلا يكاد يخلو شارع منها، فأنت عندما تكون ماشيًا في شوارع المدينة وأزقتها لا شك أنك تصادف مسميات عدة ولوحات كبيرة أمامك ناظريك تعلن عن أن هنا محل صرافة يتم فيه استقبال الحوالات وإرسالها وكذلك بيع وشراء العملة الأجنبية الصعبة.
ما الذي يجعل هؤلاء الناس يقومون بفتح تلك المشاريع والإقدام عليها إلا الكسب الكبير من ورائها، خصوصًا أن العمولة التي يتم أخذها مقابل الإرسال كبيرة لا شك في ذلك.
كان الناس يعيشون آمالًا كبيرة وقت عودة الحكومة الشرعية إلى عدن في أن ينتهي هذا التلاعب على الأقل وأن تعود الحياة للريال اليمني حتى يتمكن من إثبات ذاته أمام العملات الأخرى بعدما وصل لحالة يرثى لها،
والآن الحكومة تعيش في عدن تحت سمائه وعلى أرضه وما يعول عليها القيام به في بادئ الأمر هو احتواء الريال اليمني وحمايته من الانهيار الذي يعيشه، ولقد مر من الوقت الكثير والشعب في انتظار الجديد ستأتي به هذه الحكومة.
لكن وصولها وبقاءها هذه الفترة التي يعدها الشعب فترة طويلة خيب ظن الجميع إذ لم تحرك ساكنًا ولم تقم بما يجب عليها القيام به حتى الآن ، فالريال اليمني ينهار يومًا بعد آخر ومحلات والصرافة والصرافون يستغلون الوضع هذا في كسب المال الكثير في ظل هذا الصمت المطبق إزاء ذلك والمواطن هو الضحية وحده.