الحديدة اليمنية.. “عروس البحر الأحمر” لم تعد عروساً !
ضربت الحرب الدائرة في اليمن منذ أشهر، قطاع السياحة، كما هو الحال بالنسبة لنواحي الحياة الأخرى، وباتت الشواطئ والمتنزهات، خالية على عروشها، ولم تعد المدينة التي يطلق عليها الناس لقب “عروس البحر الأحمر” عروساً. يمن مونيتور/ الحديدة/ وحدة التقارير
ضربت الحرب الدائرة في اليمن منذ أشهر، قطاع السياحة، كما هو الحال بالنسبة لنواحي الحياة الأخرى، وباتت الشواطئ والمتنزهات، خالية على عروشها، ولم تعد المدينة التي يطلق عليها الناس لقب “عروس البحر الأحمر” عروساً.
تكبدت السياحة في الحديدة، غربي اليمن، خسائر فادحة تقدر بالملايين، فالمدينة الساحلية التي زارها في العام 2013، خلال اجازة عيد الاضحى المبارك أكثر من 300 ألف زائر من مختلف مناطق اليمن، لم يزرها هذا العام إلا 10 آلاف، أغلبهم من المديريات القريبة من مدينة الحديدة.
وتسببت الأوضاع الأمنية المضطربة في الحديدة إلى هجرة عكسية من المدن إلى الأرياف، خصوصاً بعد سيطرة المسلحين الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق “علي عبدالله صالح” على مركز المحافظة، مدينة الحديدة، ومينائها ومطارها، ومن ثمّ باتت عرضة لضربات طيران التحالف العربي الذي يستهدف تجمعات المسلحين في تلك المناطق.
كانت مدينة الحديدة، إلى ما قبل دخول المسلحين وما صاحب ذلك من عمليات اختطاف واخفاء قسري للخصوم، مدينة آمنة، وقبلة السياحة الداخلية وملاذ هادئ للزوار القادمين من محافظات الشمال اليمني.
تعتبر الحديدة ثاني أكبر المحافظات اليمنية من حيث التعداد السكاني بعد محافظة تعز (وسط)، وتتكون من 26 مديرية ممتدة من حدود مديرية “المخا” بمحافظة تعز جنوباً، وحتى مديرية “عبس” بمحافظة حجة (شمالاً)، ويحدها شرقاً محافظات صنعاء والمحويت وريمة.
تمتاز مدينة الحديدة بامتداد ساحلها السياحي الذي يتكون من سواحل الكثيب، الكرنيش، المنصة، والنخيلة، لكنها هذه الأيام تخلو من الزوار، بعد أن كانت تكتظ بالآلاف من الزوار القادمين من المناطق والمحافظات الأخرى، وبشكل يومي.
وخلال أيام السنة العادية، كانت سواحل المدينة تمتلئ بالزوار من ابناء مدينة الحديدة وخاصة العائلات، لكنها مؤخراً، أصبحت شبة خالية، ونادراً ما تجد عائلات على سواحل الحديدة.
مراسل “يمن مونيتور” بالمدينة استطلع المواطنين حول الأسباب التي أدت إلى انخفاض نسبة اقبال الزوار وخاصة العائلات على سواحل المدينة بشكل لافت.
يقول “”شادي المحويتي”، وهو من سكان حي “غليل” بالمدينة، إن “السبب الرئيس هو قلة عدد الاستراحات الخاصة بالمقيل، وكذا عدم وجود أماكن مخصصة للعائلات وتلاشي الاستراحات والمنتزهات التي تساعد على جذب الزوار إلى الشريط الساحلي.
لكن المصور في قناة السعيدة “خليل الظاهري”، يرى أن “السبب الرئيس في عدم اقبال الأسر على سواحل الكورنيش والكثيب وغيرها من سواحل مدينة الحديدة هو الوضع الأمني الصعب وسوء الأحوال المعيشية التي سببتها الحرب، فالذي يعيل الأسرة وخاصة سكان مدينة الحديدة كان يستطيع أن يخصص زيارة للعائلة بشكل شهري بل أسبوعي، ولكن بعد أن ازدادت الأوضاع المعيشية سوء أصبح ذلك مستحيلاً.
الحاج “خالد محمد” (60 عاماً)، أحد سكان الحي التجاري وموظف بالقطاع الخاص، قال لـ”يمن مونيتور”، “إنه كان خلال السنوات الماضية يصطحب عائلته الكبيرة التي يتجاوز عددهم 15فرداً وبشكل أسبوعي إلى ساحل الكثيب، والكورنيش والحدائق العامة، لكن وبعد أن بدأت النزاعات تشتد، لم استطع أن أخرج بعائلتي منذ أكثر من عام.
وتابع حديثه، “منذ أكثر من عام لم أستطع أن أقترب من هذا الشاطئ الا في هذا اليوم، وخرجت أنا وابنتي الحامل فقط كنزهة صحية لابنتي”، لافتاً إلى أن “أسباب عدم مقدرته على الخروج مع كامل أفراد العائلة بسبب الأوضاع الأمنية الخطيرة، واستهداف الطيران المستمر لمقرات الحوثيين القريبة من السواحل، وكذا عدم القدرة على تحمل التكلفة المالية الباهظة.
ومنذ الحادي والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي، سيطر مسلحو الحوثي على العاصمة صنعاء واحتلوا العديد من المؤسسات الحكومية والمقار الحزبية، وبدأوا يتمددون نحو مناطق الغرب والوسط بما في ذلك مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غرب البلاد.
وحول الحوثيون العديد من المناطق، بينها القلعة التاريخية إلى سجون خاصة لمناوئيهم، كما نصبوا العديد من نقاط التفتيش على مداخل المدينة وفي الشواطئ والطرقات العامة، ما جعل تلك المناطق عرضة لقصف طيران التحالف العربي الذي تواصل طائراته منذ الـ26 من مارس/ آذار الماضي، قصف كل المواقع التي يتواجد بها المسلحون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق “علي عبدالله صالح”، في عملية عسكرية تقول العواصم الخليجية إنها “جاءت بطلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لحماية اليمن وشعبه من المليشيات الحوثية”.