فيروس كورونا: مخاوف من “كارثة” في بريطانيا مع تسجيل زيادة كبيرة في الإصابات
يمن مونيتور/بي بي سي
حذر مسؤولون في بريطانيا من أن الزيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا في المملكة المتحدة تعتبر “مقلقة للغاية”، وذلك مع تسجيل عدد قياسي من الإصابات لليوم الثاني على التوالي.
ومن المتوقع أن يوضع ملايين آخرون في انجلترا تحت قيود أكثر صرامة لمواجهة الوباء وسط تصاعد أعداد المصابين بالفيروس
فقد سُجلت اليوم الثلاثاء 53,135 حالة إصابة جديدة بكوفيد-19، بالإضافة إلى 414 حالة وفاة جديدة خلال 28 يوماً من الفحص الإيجابي للإصابة بكورونا.
ولم يتم الإبلاغ عن جميع البيانات بشكل كامل خلال فترة عيد الميلاد (الكريسماس)، مما أدى إلى تأخر وصول بعض البيانات، لكن هيئة الصحة العامة في انجلترا قالت إن هذه الفترة شهدت “زيادة حقيقية”.
وقال وزير الصحة مات هانكوك إن خدمة الصحة الوطنية تواجه “ضغوطاً غير مسبوقة”.
وأضاف هانكوك، قبيل الإعلان عن أي تغييرات على مستويات القيود المفروضة في إنجلترا الأربعاء، في تغريدة له على تويتر: “علينا أن نكبح جماح هذا الفيروس لحماية خدمة الصحة الوطنية ولإنقاذ أرواح الناس إلى أن يتمكن اللقاح من إبقائنا سالمين”.
وتعالج المستشفيات في انجلترا وويلز الآن أعداداً من مرضى كوفيد-19 تفوق الأعداد التي كانت في أوج الموجة الأولى في أبريل/ نيسان الماضي.
وقالت الدكتورة سوزان هوبكنز، كبيرة المستشارين الطبيين في هيئة الصحة العامة بانجلترا: “ما زلنا نرى مستويات غير مسبوقة من الإصابة بكوفيد-19 في عموم المملكة المتحدة، وهذا أمر يثير القلق كثيراً خاصة وأن مستشفياتنا في أضعف حالاتها.”
وأضافت الدكتورة هوبكنز قائلة: “في حين يشمل عدد الحالات التي أبلغ عنها اليوم بعض الحالات من فترة الأعياد، تعتبر هذه الأرقام انعكاساً بشكل كبير لزيادة حقيقية”.
وقالت هوبكنز “من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى” أن يلتزم الناس بقواعد التباعد الاجتماعي من أجل المساعدة في تخفيض عدد الإصابات، وحماية خدمة الصحة الوطنية والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
يأتي هذا بعد يوم من الإعلان عن تسجيل أكثر من 40,000 حالة إصابة بالفيروس يومياً للمرة الأولى في المملكة المتحدة، مع أنه يُعتقد بأن معدلات الإصابة كانت أعلى في وقت سابق من العام، قبل إجراء عمليات الفحص على نطاق واسع.
في اسكتلندا، صدرت دعوة للناس بالبقاء في المنزل وعدم الاحتفال برأس السنة مع الأسر الأخرى مع تسجيل أعداد الإصابات اليومية رقماً قياسياً.
“منع كارثة”
وأكد مستشار علمي للحكومة على ضرورة اتخاذ إجراءات واسعة و”حاسمة” لمواجهة انتشار مرض كوفيد-19، وذلك لمنع حدوث “كارثة” في العام الجديد.
وقال البروفيسور أندرو هيوارد، وهو عضو في المجموعة الاستشارية التي تقدم النصح للحكومة، إن انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا يعني أن المملكة المتحدة “تدخل مرحلة جديدة من الوباء خطرة للغاية” .
وقال هيوارد إن “الزيادة بنسبة 50% في سرعة الانتقال” لدى السلالة الجديدة تعني أن “المستويات السابقة من القيود التي كانت ناجعة في السابق لن تنجح الآن، وبالتالي فإن قيود المستوى الرابع ستكون ضرورية على الأرجح – وربما تكون هناك حاجة إلى مستوى أعلى من ذلك”.
ويشمل المستوى الرابع- وهو أعلى مستوى من القيود الخاصة بفيروس كورونا في انجلترا، أمراً بـ “البقاء في المنزل” وإغلاق المتاجر والمحلات غير الضرورية.
وقال هيوارد، وهو أستاذ في علم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة “يونيفيرسيتي كوليدج لندن”: “أعتقد أننا ننظر إلى وضع ننتقل فيه إلى إغلاق شبه تام”.
وكان هيوارد يعتقد أنه سيتعين على المدارس العودة إلى الدراسة “ربما في وقت متأخر قليلاً” بعد عطلة عيد الميلاد، لكن فتح المدارس سيعني أن “علينا أن نزيد من القيود الصارمة في نواح أخرى من المجتمع”.
وقال عالم آخر في الأوبئة وعضو في المجموعة الاستشارية للحكومة وهو البروفيسور نيل فيرغسون إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا قد جعلت “بلا شك” الوضع “أكثر صعوبة بكثير”.
وقال لبرنامج عالم الظهيرة من بي بي سي راديو 4 إن السلالة الجديدة منحت للحكومة “مجالاً أقل للمناورة” في محاولة السيطرة على الفيروس مع الإبقاء على “بعض من مظاهر الحياة الطبيعية”.
وأضاف فيرغسون قائلاً: “لا توجد حلول سهلة هنا. ومصدر قلقي الحقيقي هو أنه حتى لو أخرنا عودة الدوام في الجامعات والمدارس أو لو ظلت مغلقة، فإن مدى سهولة الحفاظ على الفيروس تحت السيطرة.. غير واضحة الآن، بالنظر إلى سرعة انتشار هذه السلالة.”
وأشارت دراسة أولية نشرت نتائجها الثلاثاء إلى أن السلالة الجديدة من الفيروس لم تكن أكثر ضرراً من حيث التسبب في أعراض معينة والوفاة.
ولم يجد الباحثون فرقاً كبيراً من حيث معدل الوفيات أو التسبب بالمرض عندما قارنوا بين 1,769 شخصاً أصيبوا بالسلالة الجديدة من الفيروس و1,769 شخصاً أصيبوا بالسلالة الأصلية من كوفيد-19.
وأبلغت المستشفيات في ويلز واسكتلندا وجنوب إنجلترا عن وجود ضغط متزايد على خدماتها مع ارتفاع أعداد المرضى المصابين بمرض كوفيد، وتحذير المسؤولين من أن تصبح المستشفيات في حالة تفوق قدرتها على استيعاب المرضى.
“قلب العاصفة”
وقال المدير التنفيذي لخدمة الصحة الوطنية في إنجلترا سيمون ستيفنز إن موظفي الصحة “عادوا إلى قلب العاصفة”.
وقال البروفيسور ستيف هام، وهو كبير الممرضين في إدارة مؤسسة خدمة الصحة الوطنية لمستشفيات غلوسترشاير، إن الوضع أصبح “صعباً بشكل متزايد” وإن العاملين أصبحوا “منهكين على نحو متزايد”.
وأضاف: “شعرنا خلال أبريل/ نيسان الماضي أنه سيكون نهاية للمرض لكننا في الواقع نرى الآن ذروة موجة (جديدة)”.
“وبالتالي فإن محاولة إبقاء زملائنا وفرقنا وحملهم على مواصلة العمل في ظل هذه الظروف أمر صعب جداً”.