الحوثيون يعزفون على وتر “الإرهاب” مجدداً
منذ بداية مخططهم التوسعي استغل الحوثيون “ورقة الإرهاب” ومحاربته للتمدد في المحافظات اليمنية، وألقوا على معظم معارضيهم تهم الانتماء لـ”تنظيم القاعدة” أو “داعش” ليحكموا قبضتهم على الدولة ومقدراتها بمساندة من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. يمن مونيتور/ خاص/ وحدة التقارير
منذ بداية مخططهم التوسعي استغل الحوثيون “ورقة الإرهاب” ومحاربته للتمدد في المحافظات اليمنية، وألقوا على معظم معارضيهم تهم الانتماء لـ”تنظيم القاعدة” أو “داعش” ليحكموا قبضتهم على الدولة ومقدراتها بمساندة من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وسخر الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي “محمد عبدالسلام”، اليوم الخميس، من القوى السياسية التي تطالب جماعته بتسليم سلاحها في ظل الوضع الراهن الذي تمر به البلاد.
وأشار “عبدالسلام” في بيان نشره على حسابه الرسمي في (فيس بوك) تعليقاً على سيطرة “القاعدة” على مناطق في “أبين” جنوبي البلاد، إن ما حدث “هو تمكين القاعدة وداعش للمزيد من السيطرة وأنها الحاكم الفعلي على الأرض والبقية لفيف من المرتزقة من الداخل والخارج لا هم لهم سوى ما يقبضون من المال وتجارة الحرب”.
وقال مراقبون إن ذلك التلويح بعدم تسليم السلاح، يأتي استباقاً لمشاورات مرتقبة في العاشر من الشهر الجاري، بين الحكومة الشرعية والحوثيين برعاية أممية ترتكز على قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي يقضي بسحب مسلحي الجماعة من المدن وتسليم السلاح وعودة الحكومة الشرعية.
يقول المحامي والناشط السياسي اليمني، “فيصل المجيدي”، إنه “من الواضح أن هناك استغلالاً بشعاً للانفلات الأمني في المحافظات الجنوبية، الذي نتج عن الفراغ الذي أحدثه ما يسمى” بإعادة تموضع اللجان الشعبية”، وما يسميه بالجيش، في حين أنها هزيمة نكراء لقوات الحوثيين في الجنوب”.
وأضاف “المجيد” في حديث لـ”يمن موينيتور”، “من أعطى الحوثيين و”اللجان الشعبية” الحق كما يقول، في إن يقوموا بالتمركز في هذه المناطق؟ ومن فوضهم في إدارة الدولة، لا توجد لهم أي شرعية شعبية أو انتخابية أو دستورية، كل ما هناك أنهم فقط عاملي جذب أو ملقاط لهذه الجماعات الإرهابية.”
وتابع، “التساؤل الذي يطرح دائما، هو ما سبب تواجد هذه المجموعات الإرهابية، في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية؟، ولماذا لم تتواجد في المناطق التي تحتلها المليشيات، ألا يؤكد ذلك عن وجود ترابط او تلاعب بهذه المجموعات، ربما لوجود الممول الواحد، أو ربما لوجود علاقة للرئيس اليمني السابق “علي عبدالله صالح” مع قادة هذه المجموعات، وبالتالي يحدث التلاعب بالأمن، بالطريقة التي تؤكد، أنه كلما سيطرت هذه القوات فأنها تسيطر على الأماكن المحررة للشرعية.” حد تعبيره
وأشارا، أن “توقيت ظهور هذه المجموعات مريب جدا في” جعار” بمدينة أبين جنوبي اليمن، وفي العديد من المناطق عندما وجد الحوثيين، وجدت ضغوط المجتمع الدولي، بسبب رفض الحوثيين تنفيذ القرار 2216 بعد تشكيل الحكومة لوفدها المكون من 7 أشخاص و4 فنيين، في حين أن الحوثيين لم يقوموا بأي مبادرة لافته في هذا الشأن، سوى أنهم يريدون وضع العصي في الدولاب، والحديث أمام المجتمع الدولي أنهم يحاربون الإرهاب، عن طريق تسويق انفسهم بأنهم يقومون بهذه المهمة”، لافتاً إلى أن “تصريح القيادي الحوثي “محمد البخيتي” سابقاً، في هذا الشأن أنهم لو أردوا التحالف مع” داعش” سيفعلون ذلك، كما إن الشق السياسي اليمني، وكثير من المواطنين العاديين، لا يروّن وجود فرق بين الحوثيين والمجموعات الإرهابية، بل أن هذه المليشيات تتقدم على القاعدة وداعش في، عملياتها الإرهابية، وهناك توأمه واضحة من خلال التفجيرات التي قامت بها القاعدة يوم أمس، على ذات الشاكلة التي يقوم بها الحوثيين ضد خصومهم”.
من جانبه قال عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية “فهد سلطان”، “إن سيطرة القاعدة من جديد على محافظة” أبين” جنوب اليمن، إضافة الى تواجد لمسلحين في مناطق جنوبية أخرى منها، العاصمة المؤقتة “عدن”، يضع تساؤلات عدة، فالملاحظ بأنه وكلما زادت الضغوط على جماعة الحوثيين وقوات “علي عبدالله صالح”، تأتي القاعدة لتساهم بطريقة أو بأخرى في رفع ذلك الضغط، حيث تُكرر هذه الحوادث منذ عام 2014م”.
ووفقاً لحديث “سلطان” لـ”يمن مونيتور”، فـ”إن توقيت السيطرة يؤكد وجود تنسيق واضح وبارز بين تلك التنظيمات وعلي عبدالله صالح، الأمر الذي يضع علامات استفهام كثيرة عن أهدافها، وتقاطع مصالحها مع المليشيات.”
وتابع، “هناك جانب آخر ساهم في عودة هذه المليشيات إلى الجنوب، وزاد من قوة تواجد وصلابة الحوثيين، هو تباطؤ التحالف العربي في دعم المقاومة، والذي وصل إلى مستوى أقرب إلى الفشل، عبر تمديد الحرب واختلاق مشكلات مع فصائل في المقاومة، وتحميلها تبعات ما يجري في اليمن، وفي” تعز” كمثال واضح على ذلك التراخي”.
و”في هذه الأثناء تأتي تصريحات الناطق باسم الحوثيين” محمد عبدالسلام” لتؤكد الحقيقة ولا تنفيها، حيث أن تنظيم القاعدة وخاصة الجناح المخترق من قبل النظام السابق والرئيس اليمني السابق “علي عبدالله صالح” يؤكد أيضاً أنه ساهم باللعب بتلك الورقة، وخاصة في اللحظات الحرجة، الرسالة الأبرز التي يراد إيصالها، وهي ما تستشف عنه رسالة، ناطق الحوثيين هي رسالة للمجتمع الدولي، بأنهم حليف في محاربة الإرهاب وتحميل طرف الشرعية المسؤولية عما يحدث”. يضيف سلطان.
ويستطرد، “في اعتقادي بأن الشرعية تتحمل نتيجة لما يحدث في الجنوب بشكل أو بآخر، بمعنى أن التراخي وعدم حسم معارك “تعز” والسير نحو التحرير، خلق هذه الإشكالات، وسوف تستمر ما استمرت تلك الطريقة في إدارة البلد”.
وكانت وسائل إعلام تحدثت ما أسمتها مسودة معدلة قدمها المبعوث الدولي الخاص باليمن “إسماعيل ولد الشيخ أحمد” للحكومة الشرعية في اليمن وجماعة الحوثي، ستكون أرضية المشاورات المقبلة بين الأطراف اليمنية والمتوقع عقدها في العاشر من الشهر الجاري في جنيف بسويسرا.
وتوضح المسودة أن من بين مكوناتها ما يتعلق بالإطار العام “الاتفاق على آلية انسحاب المجموعات المسلحة والتخلي عن الأسلحة الثقيلة من قبل جميع الأطراف لصالح الدولة، وإعادة العمل بشكل كامل في جميع مؤسسات الدولة والاتفاق على الخطوات التي ستسمح باستئناف الحوار السياسي”.