جدل نشطاء مغاربة حول التطبيع
(الاناضول)
تباينت آراء مواطنين ونشطاء مغاربة حول إعلان الرباط “استئناف” الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي “في أقرب الآجال”.
ورفض نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تطبيع بلادهم علاقاتها مع إسرائيل، فيما رحب آخرون باستئناف العلاقات وباعتراف واشنطن بسيادة المغرب على إقليم الصحراء.
والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر “تويتر”، موافقة المغرب على تطبيع علاقاتها رسميا مع إسرائيل.
وقال ترامب: “إنجاز تاريخي آخر اليوم! صديقانا الرائعان إسرائيل والمملكة المغربية وافقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما”.
وبعدها بوقت قصير، أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس أنه أبلغ ترامب، في اتصال هاتفي، استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل “في أقرب الآجال”، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي.
وخلال الاتصال ذاته، وفق البيان، أخبر ترامب، العاهل المغربي، بأنه “أصدر مرسوما رئاسيا يقضي باعتراف الولايات المتحدة لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء”.
** رفض للتطبيع
الناشط المغربي محمد نبيل أعرب في تغريدة على “تويتر ” عن “رفض خطوة بلاده”، معتبرا أن ” التطبيع خيانة”.
كما نشر نشطاء مغاربة مقاطع فيديو على منصات التواصل تعبر عن “رفض التطبيع”.
وانتقدت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (مغربية غير حكومية) في بيان لها، تطبيع الرباط مع إسرائيل.
ووصف البيان الصادر في وقت متأخر من ليلة الخميس، القرار بـ”المفاجئ و غير المقبول بأي شكل من الأشكال”.
ولفت إلى أن “موقف الشعب المغربي الرافض مطلقا لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني كيفما كان مستواها وكيفما كانت طبيعتها و أيا كانت مبرراتها”.
واستنكر البيان بشدة “هذه الهرولة نحو التطبيع والذي لا يمكن القبول به بغطاء الصحراء لتسويقه”.
** ترحيب بالقرار المغربي
في المقابل، رحب نشطاء آخرون بالخطوة المغربية وباعتراف واشنطن بسيادة بلادهم على إقليم الصحراء.
ووصف عمر اللوزي، الناشط الحقوقي المغربي خطوة الرباط بـ”الأخبار السارة “.
وقال اللوزي في تدوينة له عبر “فيسبوك”، إن “بلاده أعادت العلاقات مع إسرائيل وهو ما سيتيح لنحو مليون يهودي بإسرائيل من أصل مغربي بزيارة بلاد أجدادهم”.
بدورها، قالت شامة درشول، الإعلامية المغربية في تدوينة على “فيسبوك”، “حين نتحدث عن المغرب و إسرائيل لا نتحدث عن سلام بارد كالذي بين مصر وإسرائيل أو الأردن لأنه لم تجمع البلدين حرب، ولا نتحدث عن تطبيع دافئ كالذي جمع إسرائيل بالإمارات”.
وأضافت درشول: “كذلك لا نتحدث عن اعتراف المغرب بإسرائيل لأن المغرب كان أول بلد من المنطقة يستقبل زعماء اسرائيليين”.
وأشارت إلى أن الرباط “لم تسقط الجنسية عن اليهود المغاربة الذين رحلوا لسبب قهري او اختياري إلى اسرائيل، ولم تسلبهم ممتلكاتهم، وتركتهم يتنقلون بين المغرب واسرائيل والعالم”.
وتابعت: “ما نتحدث عنه اليوم هو تطبيع إنساني بطابع ديني فرضته التطورات السياسية التي تعرفها المنطقة، وهو ما يعني رد الاعتبار للطائفة اليهودية المغربية المتواجدة بإسرائيل”.
وبعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 28 سبتمبر/أيلول 2000 أعلن المغرب إغلاق مكتب الاتصال في تل أبيب، الذي فتح عام 1994، وفي المقابل أغلق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط أبوابه.
ورغم إغلاق مكتب الاتصال، تقول وسائل إعلام عبرية، إن الإسرائيليين يزورون المغرب باستمرار للسياحة أو لحضور احتفالات دينية لليهود لكنهم يسافرون في رحلات غير مباشرة، فيما زارت عدة وفود مغربية إسرائيل خلال السنوات الأخيرة.
وبإعلان اليوم سيكون المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010، وهو ما يعتبر اختراقا إسرائيليا لافتا لمنطقة المغرب العربي.
كما سيصبح المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال العام 2020؛ بعد الإمارات والبحرين والسودان.
وفي 15 سبتمبر/أيلول الماضي، وقعت الإمارات والبحرين اتفاقيتين للتطبيع مع إسرائيل في واشنطن، فيما أعلن السودان، في 23 أكتوبر/تشرين أول الماضي، الموافقة على التطبيع تاركا مسؤولية إبرام الاتفاق إلى المجلس التشريعي المقبل (لم ينتخب بعد).
وبذلك، تنضم هذه البلدان الأربعة إلى بلدين عربيين أبرما اتفاقي سلام مع إسرائيل، وهما الأردن (1994) ومصر (1979).