مدير برنامج الغذاء العالمي: جائزة نوبل لن تمحو عار جوع “أطفال اليمن”
يمن مونيتور/ ترجمة:
قال ديفيد بيزلي مدير برنامج الغذاء العالمي الذي منحت منظمته هذا العام جائزة نوبل للسلام إن التكريم الذي منح لمنظمته بسبب توفيره الطعام للعالم لن يمحو عار جوع أطفال اليمن.
وأضاف في مقال نشره بصحيفة “الغارديان”، يوم الخميس: “أشعر بالفخر اليوم –لتكريمه بجائزة نوبل- ولكن بحس من الخجل الذي لا أستطيع على ما يبدو التخلص منه، فهناك فشل في الانتصار. فنحن نستمتع بلحظتنا الإعلامية فيما يحتدم الجوع في كل مكان”.
وقال: أعلم أن برنامج الغذاء العالمي وهو يحصل على هذه الجائزة المروقة، سيكون في قرية يمنية بلا اسم وطفل يشبه الهيكل العظمي يقف على حافة الموت، مربوط بأنبوب تغذية. ولقد شاهدتم، بدون شك صور هؤلاء الأطفال العابرة على شاشات التلفزة لديكم. ودعوني أقول لكم أن هذه الصور لا تقترب من الحقيقة.
وأضاف: لقد قابلت هؤلاء الأطفال اليمنيين الضعاف، ومعظمهم في عيادات حارة ومغبرة ويحوم فيها الذباب. وجلست الأمهات اللاتي تعبن من كش الذباب عن أبنائهن بصمت إلى جانبهم. وعندما تدخل الغرفة يصلين على أمل أنك المعجزة الغربية التي جاءت لإنقاذ أطفالهن. وتعرف أنك لست المقصود ولن تكون مرتاحا.
وتابع: في بعض الأحيان، يمسك الطفل بيدك أو إصبعك. أنت تريد حقًا أن يمسك بيدك، لكنك لاتريد ذلك في نفس الوقت لأنك تخشى أن أنبوب التغذية قد لا يؤدي مفعوله. يصعب التحكم في مشاعرك، لكن لا يمكنك ببساطة السماح لوالدة الطفل برؤية الدموع في عينيك.
ويقول إن “برنامج الغذاء العالمي يعكس أفضل ما في الإنسانية وأسوأ ما فيها. فهو موجود لأن الكثيرين منا يهتمون وهو موجود لأن الكثير منا لا يهتمون. وللأسف، فمعظم الجوع اليوم هو جرح من صنع أيدينا”.
وتابع بيزلي أن العالم يخسر المعركة ضد الجوع كما لم يحدث من قبل “نحن نخسرها في اليمن، ففي الأسبوع الماضي أصدر برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الطفولة (يونسيف) ومنظمة الغذاء والزراعة نداء آخر لليمن بعد تفاقم الأزمة من جديد “كم كان عدد الذين استجابوا؟ لم أعد قادرا على العد، ففي وسط الرعب ووباء كورونا، من الصعوبة الحصول على انتباه أحد”.
ويقول بيزلي إنه أصيب بكورونا المستجد (كوفيد-19 ) ويعرف كم أصبح المرض انشغال الجميع بل وهوسا للكثيرين. ونحن في أوقات صعبة كأكثر فترة شاهدناها في حياتنا “لكن هناك ملايين الجوعى من الأطفال في اليمن وغيرهم. وفي العام الماضي قتل الجوع وسوء التغذية أكثر مما قتل كورونا: 300 مليون طفلا”.
وأضاف أن “الجوع في اليمن معقد، فالقتال محتدم وتتراجع ثقة المانحين، في وقت ارتفعت فيه أسعار الطعام بنسبة 140%، وهناك مشكلة سيولة في اليمن، في وقت انهار فيه الريال اليمني، وهي ضربة قوية لبلد يستورد نسبة 80% من مواده الغذائية. والملايين من السكان ليس لديهم الأمن الغذائي وبعضهم يعيش ظروف المجاعة”.
وأضاف: ببساطة اليمن بلد في فوضى”.
واستدرك بالقول: “لكننا أعدنا اليمن من الهاوية قبل ذلك. بريطانيا كرئيسة مقبلة لمجموعة الدول السبع يمكن أن تساعد بتركيز انتباه المانحين”.
وأشار إلى أن بريطانيا ساعدت هذا العام بـ565 مليون جنيه استرليني بحيث زادت من تحويل الأموال إلى مليون يمني.
ولفت إلى أن “التعامل مع السياسة المرة في اليمن هي امتحان لنا. لكن لو صممنا فسننجح مرة أخرى”.
وتابع “وفي زمن كورونا لا يمكننا تجاهل الجوع وتركه يتراجع إلى خلفية الأحداث. وحلمي اليوم هو أن تختفي كل أنابيب التغذية في اليمن ويعود هؤلاء الأطفال الصغار والبسمة تعلو على وجوهم وعلى أذرع أمهاتهم”.
واختتم بالقول: ”ما يجري في اليمن هو عار ونحن نشترك فيه وعلينا وقفه معا”.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل 233 ألف يمني خلال سنوات الحرب. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
المصدر الرئيس
A Nobel prize for feeding the world can’t erase the shame of Yemen’s starving children
