كيف ستؤثر “إدارة بايدن” على الحرب في اليمن؟!
يمن مونيتور/ قسم الأخبار:
خلّص باحثون يمنيون وأجانب في ندوة لمركز “أبعاد” للدراسات والبحوث إلى أن الوضع في اليمن أكثر تعقيداً من أن تتمكن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب “جو بايدن” حلحلته.
وأوصى المشاركون في ندوة منتدى أبعاد الاستراتيجي التي عقدت تحت عنوان ” إدارة بايدن والحرب في اليمن” ضرورة أن تنطلق الحلول من الداخل اليمني.
ودعا إلى التوقف عن تعليق الآمال على الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن اليمن، مشيرين إلى أن الوضع في اليمن أكثر تعقيدا، من أن تتمكن إدارة الرئيس المنتخب بايدن حلحلته.
قالت الباحثة في شؤون اليمن والخليج ندوى الدوسري إن القضية اليمنية أقل أهمية لإدارة بايدن، مضيفة ” لن يكون هناك الكثير من التغييرات في سياسة بايدن الخارجية عندما يتعلق الأمر بالصراع اليمني لأنه يواجه تحديات ضخمة مثل كوفيد 19 ، وتركيزه على إعادة إشراك حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بعد أربع سنوات من سياسة ترامب الخارجية التي عزلت أمريكا”.
رؤية الولايات المتحدة للصراع في اليمن
وأكدت على أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستستمر في رؤية اليمن من عدسة الصراع السعودي الإيراني وقالت ” ستبقى الرياض حليف مهم للولايات المتحدة في المنطقة، وبالتالي، ستستمر إدارة بايدن في التعامل مع اليمن عبر السعوديين. علاوة على ذلك، ستعتمد إدارة بايدن على الإمارات في التعامل مع ملف مكافحة الإرهاب في اليمن لأنه لا توجد حكومة وقوات أمنية في البلاد والولايات المتحدة بحاجة إلى حلفاء لمكافحة الإرهاب”.
وأضافت الدوسري: ” قدمت إدارة ترامب دعمًا غير مشروط للسعودية والإمارات؛ ومع ذلك، سيوفر لهم بايدن الدعم المشروط، ولن تضغط إدارة بايدن على السعودية لمغادرة اليمن، وسيدفع بايدن نحو تسوية سياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين. وربما سيدعم وساطة الأمم المتحدة”.
وقالت الباحثة المتخصصة في صراعات الشرق الأوسط “الحل السياسي سيضر باليمنيين لأنه لن يعالج أسباب الحرب وجذور المشكلة ولن يحل المظالم التي نشأت خلال السنوات الأخيرة من الحرب”.
الباحثة الأمريكية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى (إيلينا ديلوزير) هي الأخرى اتفقت مع ندوى الدوسري في أن حكومة الولايات المتحدة تميل إلى رؤية اليمن من منظور الصراع السعودي الإيراني وتركز على مكافحة الإرهاب.
وقالت إيلينا ديلوزير: “هناك أمن قومي للولايات المتحدة في اليمن وهناك قضايا مهمة مثل الحرب على القاعدة وتأمين البحر الأحمر والرياض شريك مهم لواشنطن “.
وحول توقعات تصنيف واشنطن لجماعة الحوثي كمنظمة إرهابية قالت ” هناك خياران مطروحان على الطاولة تحديد الأفراد بشكل خاص أو مجموعة الحوثي بشكل عام، وإذا صنفت الولايات المتحدة الحوثيين منظمة إرهابية، فسوف يتأثر القطاع الاقتصادي في اليمن بهذا القرار”.
وحول الحل في اليمن قالت ” يمكن للقوى الإقليمية أن تلعب دورًا مهمًا وأن تدفع باتجاه حل شامل، ويمكن لليمنيين توسيع دائرة الحوار بين الأطراف اليمنية الأخرى”.
مشكلة سياسية
وقال عبد القادر الجنيد وهو باحث سياسي ومعتقل سابق لدى الحوثيين على أن الحرب في اليمن جاءت نتيجة مشكلة سياسية وليست إنسانية كما يتم الترويج لها، وقال” إن تقديم المعونة الغذائية لن يخفف من المأساة الإنسانية ولا يحل المشكلة السياسية، بل إن حل المشكلة السياسية سيحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية”.
وأضاف الجنيد أن “الإدارة الأمريكية يهمها مصالحها، وبايدن لن يستطيع حل المشكلة اليمنية ، وحرب اليمن هي حرب بايدن”
وتوقع الجنيد أن يفشل بايدن بوعوده التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية، حول تغييره للقواعد والقوانين التي تحكم السلوك الاجتماعي في السعودية، وإيقاف الحرب في اليمن ورفع العقوبات عن إيران، والعودة للتفاوض معها لتعديل الاتفاق النووي أو إقناعها بالتوقف عن التوسع في المنطقة.
وخلّص الجنيد إلى الدعوة للتوقف عن تعليق الآمال على بايدن بشأن اليمن، وقال ” الحرب في اليمن بدأت بفعل محاولة جماعة الحوثيين إنكار شرعية الدولة والدستور والقانون وإقصاء الآخر واستخدام الشعارات الرنانة للتغطية على الغرض الحقيقي للحرب وهواحتكار الموارد والسيطرة، وأن الحرب في اليمن- مثل أي حرب في أي مكان وأي زمان- تتسبب بمآسي إنسانية، التي تعلق إيران والحوثيين عليها كل ما يحصل بغرض تشتيت انتباه المجتمع الدولي وصرف نظرهم عن أنهم هم السبب الحقيقي للحرب”.
وأضاف: “الحوثيون يستغلون المساعدات الدولية والإغاثية التي ينتهي جزء كبير منها لخدمة المجهود الحربي الحوثي والآلة الحربية الإيرانية الحوثية في اليمن”.
دور إيران
وقال: “إيران، استولت على أربع دول عربية وتوسعت في كل مكان بميليشياتها بدون قنبلة نووية، وتستعمل الأبحاث النووية كأوراق في مفاوضات وصفقات مع أمريكا وأوروبا للمقايضة على قبول ملالي إيران وجمهوريتهم كبلد ودولة طبيعية في المجتمع الدولي، وقبول الغرب بالتوسعات الإيرانية في البلدان العربية”
وأضاف” الحرس الثوري الإيراني، خلق من العدم ميليشيا حزب الله في لبنان، وجيش الحشد الشعبي في العراق، وميليشيا الحوثي في اليمن، واستولى على تركيبة الأسد والميليشيا العلوية في سوريا، وهذه التركيبة، عملت منها كلها إيران شيئا مترابطا وفتاكا، انتصرت بها على كل القوى التي اعترضتها”.
وأكد الجنيد أن تركيبة إيران وميليشياتها هي من أسقط أربع عواصم عربية وهي التي ستجلب لها المزيد، وليس القنبلة النووية.
وقال: “هذه التركيبة لن تختفي بأي اتفاق سلمي لأنه جهد أكثر من أربعة عقود فهو استثمار ضخم لإيران”.
وحول حرب اليمن قال الجنيد ” لو انتصرت تركيبة إيران والميليشيات على شعب اليمن، ستتوقف الحرب لفترة- قد تقصر وقد تطول- حتى تنتفض اليمن من هذا الألم من جديد وتدخل في دورة جديدة من الصراع والفوضى والمآسي الإنسانية، أما لو انتصر شعب اليمن، وساد القانون والدستور، ستعرف كل اليمن السلام الحقيقي”.
وأكد على أن السلام في اليمن سيتحقق عندما لا يتم استعمال القوة والسلاح لاحتكار السيطرة والموارد، مع بقاء اليمن بلدا موحدا في ظل القانون والدستور مشيرا إلى أنه لا يوجد قوة أجنبية تهتم بذلك.
وكان مركز أبعاد للدراسات والبحوث أعلن عن تدشين منتدى خاص يتتبع الحالة اليمنية، اسماه “منتدى أبعاد الاستراتيجي”.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل 233 ألف يمني خلال سنوات الحرب. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.