هل سيؤدي الانفراج في أزمة قطر إلى تغيير قواعد اللعبة في الصراع اليمني؟
يمن مونيتور/ ترجمة خاصة (شينخوا):
مع إعلان الجهود الدبلوماسية “المثمرة” لإنهاء أزمة الخليج المستمرة منذ سنوات والتي تشمل قطر والسعودية وثلاث دول عربية أخرى، يعتقد بعض المراقبين السياسيين اليمنيين أن هذا سيكون له تأثير إيجابي على الوضع في اليمن، بينما قلل آخرون من أهميتها.
وأصدر وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، الجمعة، بيانا أشاد فيه بالمحادثات “المثمرة” التي أجريت مؤخرا بشأن الأزمة القطرية.
وقال “جرت مباحثات مثمرة في الآونة الأخيرة أكدت فيها كافة الأطراف حرصها على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي”.
في يونيو 2017، قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر، مما ألقى بظلاله على الوضع في اليمن.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان صحفي صدر يوم السبت، إنها “تثمن عاليا الجهود التي تبذلها الكويت والولايات المتحدة من أجل إنجاح المصالحة وتحقيق الأمن والاستقرار والوحدة الخليجية والعربية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة “.
وقال نبيل البكيري مدير المنتدى العربي للدراسات والتنمية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن قضية اليمن تأثرت إلى حد كبير بأزمة الخليج خلال السنوات الماضية.
وأوضح البكيري أنه بعد انسحاب قطر من التحالف الخليجي بسبب الأزمة الخليجية، استخدمت وسائلها الإعلامية البارزة لزيادة تأجيج الصراع بدلاً من البحث عن حلول.
وأشار إلى أن أزمة الخليج خلقت “انقسامات بين الأحزاب السياسية اليمنية وعقدت بشدة جهود التحالف العربي لمساعدة الحكومة على استعادة منشآت الدولة من قبضة الميليشيات”.
وخلص البكيري إلى أن “إنهاء الصدع الخليجي سيكون في مصلحة اليمن لأن هذا الانقسام العربي أهدر الكثير من الجهود ونفع بشكل كبير إيران وميليشياتها في المنطقة”.
اتفق ياسر اليافعي، المحلل السياسي المقيم في عدن، على أن المصالحة الخليجية سيكون لها تأثير إيجابي على الوضع في اليمن الذي مزقته الحرب.
ولفت إلى أن “أزمة الخليج كان لها أثر كبير على الوضع، خاصة في جنوب اليمن، حيث سعت قطر عمدًا إلى إجهاض نجاح التحالف في المناطق المحررة، وبدأت في دعم الجماعات على الأرض”.
حاليًا، تشهد المحافظات الجنوبية في اليمن توترًا بين الحكومة المعترف بها دوليًا والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتخذ من عدن مقراً له، والذي سيطر على عدن ومدن جنوبية رئيسية أخرى العام الماضي.
وأشار اليافعي إلى أن المصالحة الخليجية “ستزيد من الضغوط على مليشيات الحوثي وأنصار إيران”.
ومع ذلك، يرى المحلل السياسي اليمني عبد الله دوبله أن المصالحة الخليجية لا تغير قواعد اللعبة للوضع في اليمن.
وقال “لن تحدث تغييرات جوهرية في العلاقات السياسية السعودية القطرية ولن تطرأ تغييرات على سياسات البلدين فيما يتعلق باليمن”.
وأضاف دوبله “من السابق لأوانه الحديث عن تغييرات سياسية للسعودية وقطر فيما يتعلق بمواقفهما من الأزمة اليمنية”.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل 233 ألف يمني خلال سنوات الحرب- كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
المصدر الرئيس
News Analysis: Will detente in Qatar crisis be game changer for Yemen’s years-long conflict?