الحرب تنهك حياة النساء في اليمن
كان “علي إسماعيل” يعيش مع أسرته وأولاده، قبل اندلاع الحرب في اليمن، مكتفياً بما يتحصله من عمله كسائق باص، يوفر كل احتياجات الأسرة. يمن مونيتور/ صنعاء/ من خديجة ابراهيم
كان “علي إسماعيل” يعيش مع أسرته وأولاده، قبل اندلاع الحرب في اليمن، مكتفياً بما يتحصله من عمله كسائق باص، يوفر كل احتياجات الأسرة.
يحمل الرجال أثقالاً إلى أثقالهم نتيجة الحرب والصراع، لكن النساء يتحملن، أيضاً، نصيباً من هذا العناء، وتنهك الحروب حياتهن، إن فيما يتعلق بتوفير احتياجات المنزل في غياب الرجل، وفي أسوأ الحالات فقدان المعيل نتيجة الوفاة جراء الحرب.
ألقت الحرب التي لم تنطفِ حرائقها بعد، بظلالها على حياة اليمنيين، وفقد كثيرون مصادر رزقهم، ما اضطرهم للتفكير في بدائل أخرى يستطيعون من خلالها توفير حاجيات أسرهم.
وبعد سيطرة الحوثيين على بعض المدن اليمنية وانقلابهم على الشرعية في اليمن، وجد “إسماعيل” نفسه مضطراً للقبول بفكرة الاغتراب، التي لطالما حاول تجاهلها.
قرر “إسماعيل ترك الباص، والاغتراب في المملكة العربية السعودية، بطريقة غير شرعية، إلا أن رصاصة طائشة قطعت أمل أسرة “إسماعيل” في تحسين وضعها، وأخذت روح عائلها دون رحمة. حسب زوجته “نجلاء”.
وتقول نجلاء لـ” يمن مونيتور”، “أصبحت اليوم مع أبنائي بدون عائل، وقسوة الحياة اضطرتني للتنقل في بعض المنازل، والعمل فيها لتوفير لقمة العيش لي وأبنائي”.
ليست “نجلاء” وحدها التي فقدت زوجها، فقتلى الحرب بالآلاف، وكثير من الأسر أصبحت بدون عائل، لتواجه المرأة وحدها مصاعب الحياة وقسوتها في واحد من أفقر بلدان العالم حسب أرقام المنظمات الدولية.
من جهتها، تقول رقية سعيد (ربة بيت)، “ما عمرنا تخيلنا نرجع للزمن القديم، زمن الحطب والماء والتعب، لكن هذي الحرب جعلتنا نخاطر بحياتنا في البحث عن الحطب بسبب ارتفاع الاسعار وصعوبة الحصول على الحطب في أماكن بعيدة عن البيت، دون أن نأبه للأماكن التي المستهدفة من الطيران، لأن كل همنا كيف نوجد نار ننجز عليه الأكل”.
وتزداد معاناة النساء في المدينة بتحول البيت إلى سجن يصعب الخروج منه، خوفاً من قصف الطيران، أو رصاص المضادات الأرضية العائدة من الجو.
وفي أواخر أكتوبر الماضي، صدر التقرير الخاص بانتهاكات حقوق المرأة في تعز، أوضح أن نحو (698) امرأة بين قتيلة ومصابة، بسبب القصف العشوائي الذي يقوم به الحوثيون على الأحياء السكنية، فيما قتلت وأصيبت (79) أخريات بسبب قصف طيران التحالف في غارات توصف بأنها “خاطئة”.
وتشير هناء علوي (طالبة) إلى “أن الحرب جعلتها تهمل صحتها في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها في الآونة الأخيرة”.
وتضيف هناء، “رجعنا نخبز في التنور الحطب ونستخدم الموقد والذي يشعل بالفحم الحجري، الذي يسبب أمراض رئوية بسبب الأدخنة المتصاعدة منه”، مشيرة إلى أن “الظلام المتواصل داخل المنازل يضاعف معاناة المرأة بعكس الرجل الذي يستطيع أحياناً الخروج إلى الشارع فيجد بعض الراحة”.
وإضافة إلى الحالة النفسية السيئة التي تسببها أصوات الانفجارات، تتحمل النساء عبء نفسيات أطفالهن ومحاولة تخفيف معاناتهم التي تسببها الحرب.