“محمد”.. الطفل” الذي تحوّل إلى مُسعف في مدينة تعز وسط اليمن
بدا الطفل “محمد”، ذو الأربعة عشر ربيعاً، للوهلة الأولى متماسكاً، يتحدث بلغة الكبار الذين بوسعهم اسعاف جرحى الحي إلى المستشفى، لكن طفولته غلبته، فبكى. يمن مونيتور/ تعز/ من وئام عبدالملك
بدا الطفل “محمد”، ذو الأربعة عشر ربيعاً، للوهلة الأولى متماسكاً، يتحدث بلغة الكبار الذين بوسعهم اسعاف جرحى الحي إلى المستشفى، لكن طفولته غلبته، فبكى.
قابلته مراسلة “يمن مونيتور” بمستشفى “الحكمة” وسط تعز، وهو في مهمة اسعاف جارته “فاطمة” التي أصيبت برصاص قناص “حوثي” في منطقة “وادي الدحي” غرب مدينة تعز.
كان “محمد” وصديق آخر يسيطران في زقاق الحي، حينما سمعا صراخ “فاطمة” التي أصيب برصاص حي في الكتف، ما استدعى نقلها إلى المستشفى.
تخضبت بالدماء اليوم أرضية مستشفى” الحكمة” بتعز، بعد وصول 18 حالة إلى المستشفى تعرضت للقنص، في مناطق مختلفة بتعز.
يقص “محمد” حكاية الحي الذي يعيش فيه، عن الوضع الذي يعيشونه في منطقة” الدحي”، وعيناه مغرورقتان بالدموع قائلاً “الناس في منطقتنا مجبرون على أن يخرجوا من منازلهم لقضاء حاجياتهم، إلا أن القناصة التابعين للحوثيين و”صالح”، يجعلونهم هدفا لهم، نحن نشعر بالخوف، ألا يكفي أننا نتعرض للقصف، لنتعرض للقنص كل يوم”.
أجبرت الحرب محمداً على أن يصير رجلا قبل الأوان، فقد استجمع قواه هو وصديقه بعد أن شعرا بالضعف، إلا أنهما شعرا بالمسئولين تجاه” فاطمة”، فقاموا بنقلها إلى المستشفى، ورافقاها هناك، بالرغم من أنهما لم يسبق أن تعرفا عليها من قبل.
تقول “فاطمة”، “لدي ابنة شابة في منطقة” الحوبان” شرق تعز، ولا أريد إخبارها حتى لا أقلقها، وأنا في المستشفى بمفردي، وسأخضع للعملية لإخراج الرصاصة المستقرة في كتفي”.
وتضيف لـ”يمن مونيتور”، وهي تئن وتتوجع، “كانت تعز مدينة هادئة ووديعة، لا يتعرض ساكنوها لأي أذى، حتى جاءت المليشيات المسلحة وخربت الحياة، وقتلت الناس، هذا ما لم نكن نتوقعه يوماً أن يحدث هنا”.
واليوم الثلاثاء، قالت اللجنة الطبية العليا في تعز، حسب بلاغ حصل “يمن مونيتور” على نسخة منه، إن الحوثيين منعوا شحنة أدوية خاصة بنحو 500 من مرضى الكلى، بعد إغلاق جميع مراكز الغسيل، عدا مركز مستشفى الثورة، نتيجة شحة الامكانيات والاحتياجات الماسة لاستمرار عمليات غسيل الكلى”.
وتضمن البلاغ توضيحا للجنة الطبية العليا، أن الشحنة الطبية كانت محتجزة في مفرق ” الذكرة” على الرغم من حملها ترخيص عبور حصلت عليه منظمة الصحة العالمية، إلا أن الحوثيين قاموا باحتجاز الشحنة في شارع الثلاثين غربي المدينة”.
وتشهد عدة جبهات بمحافظة تعز معارك عنيفة منذ 8 أشهر بين مسلحي الحوثي والمقاومة الشعبية خلفت قتلى وجرحى من الطرفين، معظمهم حوثيون، في ظل حصار خانق تفرضه الحرب على المدينة الأكثر سكاناً في اليمن.