خمسة صحافيين يروون تفاصيل مروعة لخمسة أعوام في سجون الحوثيين
يمن مونيتور/ قسم الأخبار:
روى خمسة صحافيين يمنيين، يوم الخميس، تفاصيل مروعة لخمسة أعوام قضوها في سجون الحوثيين، وأفرج عنهم في أكتوبر/تشرين الأول في تبادل أسرى بين الحكومة الشرعية والجماعة المسلحة.
وعقدت نقابة الصحفيين والمنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى) جلسة استماع في مدينة مأرب، للصحافيين الخمسة “هشام طرموم، وحسن عناب، وعصام بلغيث، وهيثم الشهاب وهشام اليوسفي”.
وتحدث الصحافيون الخمسة “عن وحشية معاملة الميليشيات للسجناء التي انعكست آثارها على صحة وحياة الصحفيين بعد الإفراج عنهم، من خلال الانتكاسات الصحية التي يتعرضون لها بين الحين والآخر منذ الإفراج عنهم جراء التعذيب النفسي والجسدي، وعدم تلقيهم أي رعاية صحية خلال سنوات الاختطاف” –حسب ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وأستعرض الصحفيون نماذج للتعذيب التي تعرضوا لها داخل المعتقلات “بداية من الترهيب والتهديد بالقتل والتصفية، ووضعهم في مخازن الاسلحة ليكونوا ضمن أهداف قصف الطيران، وصولاً إلى الحرمان من النوم والأكل والشرب وإعطائهم بقايا الطعام والمياه الملوثة الذي تعافه الحيوانات، والحرمان من العلاج وإعطاءهم عقارات لا تناسب الأمراض التي يعانونها، تتسبب في تشنجهم وانهيارهم”.
كما روى الصحفيون صورا من “التعذيب الجسدي توزعت بين التعليق لفترات طويلة، والضرب بالعصي واللكم والركل والإهانة أثناء جلسات التحقيق التي تستمر لساعات وبشكل شبه يومي خاصة خلال السنة الأولى من الاختطاف”.
وأشاروا إلى عمليات الضرب تتركز على الرأس والعمود الفقري والكلى والقفص الصدري والبطن والمفاصل وعظام الأيدي والأرجل بهدف إعاقتهم.
وأكد الصحفيون أن جماعة الحوثيين “لم تكتف بالتعذيب الجسدي، بل مارست تعذيبا نفسيا ممنهجا جعلتهم يعيشون حالة الرعب والخوف طوال فترة الاختطاف التي وصلت قرابة ألفي يوم، تنقلوا خلالها بين 27 سجنا ومعتقلا، ومن تلك الصور السجن الانفرادي ومايعرف بـ (الضغاطة)، وتعمد الإهانة والإذلال وامتهان الكرامة، فضلا عن ممارسة التعذيب النفسي لأهاليهم من خلال نقل أخبار مزعجة لهم عن وضعهم في المعتقلات، وكذلك نقل أخبار مزعجة عن أهالي المختطفين إلى الصحفيين”.
ومن صنوف التعذيب النفسي التي رواها الصحفيون، قيام مليشيا الحوثي بوضعهم في غرف مظلمة تماما لا تصل إليها أية إضاءة لا ليلا ولا نهارا، وتركهم لأيام وأسابيع في تلك الغرف، فضلاً عن وضعهم في زنازين ضيقة لا تتسع لنصف العدد الموجود فيها، وعزلهم لفترات طويلة في بدرومات تفيض فيها مياه الصرف الصحي وتفتقر لأدنى معايير الإنسانية، وكل ذلك – وفق تأكيدهم – بهدف جعلهم نموذجا لبقية العاملين في حقل الصحافة والإعلام بأنهم سيكونوا عرضة لنفس المصير، في حال نقلوا حقيقة المليشيا الإرهابية وانتهاكاتها وجرائمها بحق الشعب اليمني.
ووجه الصحفيون خلال جلسة الاستماع مناشدة للعالم أجمع بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ حياة بقية الصحفيين والمعتقلين الذين باتت حياتهم معرضة للخطر جراء تفاقم معاناتهم وتردي وضعهم الصحي، ومنهم الصحفي توفيق المنصوري الذي بدت عليه أعراض الفشل الكلوي في ظل رفض المليشيا نقله للعلاج أو تقديم الرعاية الصحية له ولبقية الزملاء الصحفيين.
بدورهما، طالب رئيس لجنة الحقوق والحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين نبيل الأسيدي، الذي ألقى كلمة عبر تطبيق الزوم، ومدير المنظمة اليمنية للإعلاميين اليمنيين صدی يوسف حازب، الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل للإفراج عن بقية الصحفيين في معتقلات المليشيا الحوثية، وتقديم الرعاية الصحية لهم.
وتم تكريم الصحفيين المفرج عنهم بدروع الحرية من نقابة الصحفيين ومنظمة صدی، تقديرا لنضالهم الكبير وصمودهم الشجاع طيلة سنوات اختطافهم.