انطلاق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وسط إجراءات احترازية مشددة
(شينخوا)
افتتحت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، يوم (الأربعاء) الدورة الـ 42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي ستستمر فعالياته حتى 10 ديسمبر الجاري، وسط إجراءات احترازية مشددة، في ظل تصاعد منحنى الإصابات بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) في البلاد.
وحضر حفل الافتتاح كل من وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، ووزير السياحة والآثار خالد العناني، ونجوم وصناع الفن السابع في مصر، وأكثر من 200 فنان وضيف من مختلف أنحاء العالم.
وقالت إيناس عبدالدايم، في كلمة خلال الحفل، إن “مصر، بإقامة المهرجان، تنتصر لعودة الحياة ذاتها”، مشيرة إلى أن “الفنون، ومن بينها السينما، نجحت على مدار أشهر في أن تكون المتنفس للشعوب، بعد أن فرضت جائحة كورونا على العالم إقامة جبرية مفاجئة بالمنازل، وأصبحت مشاهدة الأفلام والاستماع للموسيقى ضرورة للقدرة على المواجهة والحياة”.
وأوضحت أن “هذه الدورة تأتي للاحتفاء بصناعة السينما، وقدرتها على الصمود في مواجهة العراقيل التي فرضها فيروس كورونا، حتى لا تتوقف عجلة الإنتاج”.
بدوره، أعرب رئيس المهرجان محمد حفظي، عن سعادته وفخره بإقامة المهرجان على الرغم من التحديات التي فرضها فيروس كورونا على صناعة السينما وحركة الطيران في العالم.
وأكد حفظي، أنه لم يفقد الأمل يوما بأن المهرجان سيقام بصورته المعتادة على أرض الواقع، ووعد جمهور المهرجان بتقديم برنامج متميز تم اختيار كل أفلامه بعناية شديدة.
ومن المقرر أن يشهد المهرجان عرض 84 فيلما من أحدث وأهم الأفلام التي تم إنتاجها في 2020، من بينها 20 فيلما في عروضها العالمية الأولى، و10 أفلام مصرية، بالإضافة إلى أكثر من 10 أفلام حصدت أرفع جوائز المهرجانات الكبرى خلال العام الجاري.
وفي تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، اعتبر حفظي أن إقامة مهرجان فالقاهرة في حد ذاته وبشكل آمن تحد كبير.
وأضاف أنه من بين التحديات أن “تجد أفلاما جيدة في عام تكاد تكون السينما فيه توقفت، والإنتاج (السينمائي) شبه متوقف، وكذلك المهرجانات ودور العرض”.
وأوضح أن إدارة المهرجان اضطرت إلى تقليل عدد الأفلام المقرر عرضها الى 84 فيلما مقارنة بـ 150 فيلما في العام الماضي، كما ألغت بعض البرامج والأقسام مثل اختيار إحدى الدول كضيف شرف وغيرها، قبل أن يضيف أن “هذا أنسب أمر لمواجهة التحديات”.
وأشار إلى أن إدارة المهرجان وكافة الجهات المعنية تتعاون تحت إشراف وزارة الصحة لتأمين فعاليات المهرجان بإجراءات احترازية سليمة.
وأكد رئيس المهرجان، أن “هناك إرادة قوية من الدولة المصرية لأن تعود الحياة من جديد، وأن يعود المسرح والسينما والحياة الثقافية كما كانت”.
وتابع أن “في هذا العام، تم إلغاء عدد من المهرجانات العالمية بسبب كورونا، وهذا كان التحدي لإقامة هذه الدورة الاستثنائية”، وطالب بتكاتف الجميع على مستوى العالم لمساندة صناعة السينما في ذلك الوقت.
من جهته، رأى الناقد الفني طارق الشناوي عضو اللجنة العليا الاستشارية لمهرجان القاهرة أن “إقامة المهرجان وسط هذه التحديات أمر يتعلق بالأمن القومي وباسم مصر في العالم”.
وقال الشناوي، لـ “شينخوا”، إن إقامة المهرجان ليس فقط “قرار أمن قومي بل نجاحه أيضا”.
وأشار إلى أن “كل الإرهاصات تؤكد أن المهرجان يسير في طريق النجاح، حيث أن اختيارات الأفلام جيدة، كما تم اختيار المكرمين بعناية”.
وأوضح أن “المهرجان يراهن على تقديم صورة مضيئة لمصر في العالم كله”.
بدوره، عبر الفنان المصري شريف منير عن سعادته بزيادة عدد الأفلام المصرية المعروضة في المهرجان، مشيرا إلى أن وجود عشرة أفلام مصرية ما بين روائية وتسجيلية في المهرجان أمر جيد جدا.
وقال منير إنه “من المهم أن تكون مصر موجودة دائما في المهرجان، خاصة أن مصر صاحبة المهرجان، وهي هوليوود الشرق”.
وجرى خلال حفل الافتتاح تكريم الكاتب المصري وحيد حامد بجائزة “الهرم الذهبي” لإنجاز العمر، وهي الجائزة نفسها الذي منحها المهرجان أيضا للكاتب والمخرج البريطاني كريستوفر هامبتون.
كما تم تكريم الفنانة المصرية منى زكي بجائزة “فاتن حمامة للتميز”.
وشهد افتتاح المهرجان عرض الفيلم البريطاني الفرنسي “الأب”، وذلك فى عرضه الأول بالعالم العربى وأفريقيا، وهو من بطولة آنتونى هوبكنز وأوليفيا كولمان، وإخراج فلوريان زيلر.
ويترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية بالمهرجان المخرج الروسي أليكساندر سوكوروف، بينما تضم في عضويتها كلا من المخرج البرازيلي من أصل جزائري كريم إينوز، والفنانة المصرية لبلبة، والمخرج الألماني برهان قرباني، والمنتج المصري جابي خوري، والممثلة المكسيكية نايان جونزاليز نورفيند، والمخرجة والمنتجة الفلسطينية نجوى نجار.
ويعد مهرجان القاهرة السينمائي واحد من بين 15 مهرجانا فقط تم تصنيفها ضمن الفئة “أ” من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام، وهو المهرجان الأقدم الذي تم اعتماده دوليا في المنطقة العربية وأفريقيا والشرق الأوسط.