عربي ودولي

أبيي أحمد يلتقي ممثلين عن الاتحاد الإفريقي لمناقشة النزاع في بلاده

 (أ ف ب)

التقى رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد الجمعة مندوبين عن الاتحاد الإفريقي لمناقشة النزاع في بلاده، فيما يستعد الجيش لما وصفه المسؤول الحائز على نوبل للسلام ب”آخر مرحلة” للهجوم على قوات إقليم تيغراي.

وأعلن أبيي الخميس “ثالث وآخر مرحلة” لحملته العسكرية ضد “جبهة تحرير شعب تيغراي”.

وأسفر العنف عن مقتل المئات ونزوح عشرات الآلاف وسط مخاوف حيال مصير نصف مليون مدني في ميكيلي، عاصمة الإقليم التي يقول الجيش إنه يحاصرها ويهدد بمهاجمتها.

وحذّر المجتمع الدولي من أن هجوما كهذا سيشكل خرقا لقواعد الحرب ودعا إلى وساطة عاجلة.

بدورها، رفضت أديس أبابا التفاوض مع جبهة تحرير شعب تيغراي بينما اعتبر أبيي أن الدعوات المطالبة بإجراء حوار تمثّل “تدخلا” في شؤون إثيوبيا الداخلية.

لكن رئيس الوزراء استقبل في مكتبه في أديس أبابا الجمعة ثلاثة رؤساء أفارقة سابقين هم الموزمبيقي جواكيم شيسانو والليبيرية إلين جونسون سيرليف والجنوب إفريقي كخاليما موتلانتي الذين أرسلهم الاتحاد الإفريقي هذا الأسبوع كوسطاء.

وفي بيان أعقب الاجتماع، أعرب أبيي عن تقديره “لهذه اللفتة … والالتزام الثابت الذي تمثله لمبدأ حل المشاكل الإفريقية إفريقياً”. لكنه شدد على أن حكومته “تتحمل دستوريا مسؤولية تطبيق حكم القانون في الإقليم وفي أنحاء البلاد”.

وأشار إلى عدة محاولات سابقة للتفاوض مع جبهة تحرير شعب تيغراي قبل أن تقرر حكومته الحرّك عسكريا في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

من جهتها، أفادت سلطات تيغراي أن الجيش الحكومي يقصف بلدات وقرى حيث يلحق دمارا كبيرا، لكن دون أن تذكر ميكيلي على وجه الخصوص.

وأفادت في بيان بثّه “تلفزيون تيغراي” المحلي أن “كفاحنا سيتواصل من كل الجهات إلى حين ضمان شعب تيغراي حق تقرير المصير وخروج القوات الغازية”.

كما دعا البيان “شعب تيغراي كالعادة للكفاح والدفاع عن نفسه”.

واندلع النزاع في العام نفسه الذي قرر فيه الاتحاد الإفريقي، الذي يضم 55 بلدا ويتّخذ من أديس أبابا مقرا، لعب دور أكبر في حل نزاعات القارة تحت شعار “إسكات الأسلحة”.

ودعا الاتحاد الإفريقي إلى وقف الأعمال العدائية في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر، لكن النزاع خرج بشكل أكبر عن السيطرة بينما قصفت طائرات حربية المنطقة الجبلية وسط إعلان الطرفين تحقيق تقدّم.

– أزمة إنسانية –

وقُطعت الاتصالات عن تيغراي منذ بدأ القتال، ما صعّب مهمة التحقق من الإعلانات المتضاربة بشأن الضحايا والجهات التي تسيطر على المناطق المختلفة.

ولم يتضح الجمعة إن كان الهجوم على ميكيلي بدأ أو مدى قرب القوات الحكومية من المدينة.

وذكرت هيئة البث الإثيوبية الرسمية في وقت متأخر الخميس أن الجيش الذي أعلن في الأيام الأخيرة أن دباباته تتقدّم باتّجاه ميكيلي، حدد مخابئ جبهة تحرير شعب تيغراي الرئيسية في أنحاء المدينة، وبينها قاعة ومتحف.

وأفاد أبيي الذي أمر بضرب قوات جبهة تحرير شعب تيغراي بعد انقضاء مهلة حددها لاستسلامها، أنه سيتم “بدرجة كبيرة مراعاة” حماية الأبرياء وتجنّب إحداث أي أضرار كبيرة في المدينة.

وأدى احتمال وقوع هجوم واسع النطاق إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية هذا الأسبوع لحل النزاع في وقت عقد مجلس الأمن الدولي أول اجتماع له بشأن تيغراي بينما دعا مسؤولون أميركيون وأوروبيون إلى ضبط النفس.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان-أيف لودريان الذي التقى نظيره الإثيوبي ديميكي ميكونين في باريس الخميس، إلى اتّخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين في ظل تفاقم التداعيات الإنسانية للأزمة على صعيد المنطقة.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة إن نحو 100 ألف لاجئ إريتري في تيغراي يواجهون خطر نفاد الغذاء بحلول يوم الاثنين في حال لم تصلهم الإمدادات.

وأما في شرق السودان، حيث وصل أكثر من 40 ألف لاجئ فروا من معارك تيغراي، فتحاول السلطات المحلية جاهدة توفير الاحتياجات المتزايدة للغذاء والمأوى وغير ذلك من الأساسيات.

وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة أن طائرة تقل 32 طنا من المساعدات العاجلة وصلت إلى السودان، بينما يتوقع أن تصل شحنة جوية أخرى تحمل مئة طن الاثنين.

وأكد لاجئون يعبرون الحدود أن الأشخاص الذين لا يزالون يحاولون الوصول إلى السودان يمرّون عبر الحقول لتجنّب اكتشاف أمرهم من قبل القوات الإثيوبية التي يقولون إنها أغلقت المخرج الرئيسي من تيغراي.

وأمر أبيي الجيش ببدء العملية في تيغراي بعد هجمات مفترضة يشتبه بأن قوات جبهة تحرير شعب تيغراي شنّتها على معسكرات للجيش الحكومي في المنطقة.

ويذكر أن جبهة تحرير شعب تيغراي هيمنت على الحياة السياسية في إثيوبيا وسيطرت على أجهزتها الأمنية في معظم سنوات العقود الثلاثة التي سبقت صعود أبيي إلى السلطة في 2018، في حدث شكّل نقطة انطلاق للصراع على السلطة بين الحكام السابقين لإثيوبيا ورئيس وزرائها الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى