تدرك المملكة العربية السعودية أنها إن أوقفت الحرب قبل ضمان عدم قيام الحوثيين كتهديد في المستقبل، فإن تهديداتهم لن تقتصر على الحدود كما هي الآن، وإنما ستضرب في العمق. عبدالله دوبله
تدرك المملكة العربية السعودية أنها إن أوقفت الحرب قبل ضمان عدم قيام الحوثيين كتهديد في المستقبل، فإن تهديداتهم لن تقتصر على الحدود كما هي الآن، وإنما ستضرب في العمق.
وهذا هو الهدف الأهم ـ من وجهة نظري ـ للتحالف العربي من التدخل في اليمن تحت غطاء إعادة الشرعية، وهو ما يحدد أيضاً ما إذا كان التحالف قد نجح او فشل في تحقيق أهدافه، فضمان عدم بناء الحوثيين لقدراتهم العسكرية في المستقبل، لا يقل أهمية عن القضاء على تهديداتهم الراهنة، وربما أكثر أهمية.
إلا أن هذا الأمر يتطلب القضاء على سلطة المليشيا وإحلال سلطة الدولة في العاصمة صنعاء وفي صعدة أو أي مكان آخر من اليمن على حد سواء، وهو ما لا يبدو ممكناً حتى الآن إلا من خلال الحسم العسكري.
لكن، ماذا لو كان هذا الحسم غير ممكن، أو أكثر كلفة، أو إن كان غير مرغوب لأكثر من قوى دولية قد تسعى لإعاقته؟، هل ثمة خيار آخر لتحقيق هذا الهدف؟، بمعنى أدق، هل يمكن التوصل إليه من خلال تسوية سياسية؟!. لو كنت صانع قرار في التحالف لكان التفكير في تصور مماثل أحد أهم انشغالاتي الراهنة.
لكن، أي سيناريو يحقق مثل هذا الأمر؟ أظن أن البناء على أن الهدف من هذه الحرب هو ضمان عدم قيام الحوثيين كتهديد في المستقبل هو أمر مساعد على التوصل إليه، أكثر من البناء على إعادة الشرعية كهدف، وهو أمر لا يلغيه أو يتعارض معه.
قد لا أحتاج إلى القول إن ما يحتاجه التحالف من العمل العسكري هو ما يضمن به عدم بناء المليشيا لمقدراتها العسكرية في المستقبل، وإن السيطرة على البحار والسواحل والمنافذ الأخرى قد تكون كافية للذهاب إلى تسوية سياسية يمكن من خلالها أيضاً التوصل لصيغة تضمن عدم قيام الحوثيين، أو غيرهم كتهديد في المستقبل، وإن ذلك ممكناً من خلال تثبيت مخرجات الحوار الوطني وبالذات الاقاليم.
لا أريد أن اتبنى تصوراً معيناً، اذ يمكن للتحالف تحديد تلك النقطة التي يمكن الذهاب من عندها إلى التسوية السياسية، المهم هو أن يكون لديه تصور بهذا الأمر قبل ألا يمكنه ذلك.