غير مصنف

كيف تحولت كبرى جامعات “تعز” اليمنية إلى ثكنة عسكرية؟

بسط الحوثيون والقوات الموالية لهم على عدة مناطق في مدينة تعز، وسط اليمن، سيطرتهم على عدة مؤسسات حكومية ومقار أمنية ومؤسسات تعليمية، بينها جامعة تعز (حكومية)، وكبرى الجامعات. يمن مونيتور/ تعز/ من وئام عبدالملك
بسط الحوثيون والقوات الموالية لهم على عدة مناطق في مدينة تعز، وسط اليمن، سيطرتهم على عدة مؤسسات حكومية ومقار أمنية ومؤسسات تعليمية، بينها جامعة تعز (حكومية)، وكبرى الجامعات.
سيطر المسلحون على مباني كليات الجامعة الوقاعة بحبيل سلمان غربي المدينة، وكذا الأمانة العامة للجامعة، وتم تحويلها إلى ثكنة عسكرية.
وتعرضت جامعة “تعز”، والأمانة العامة لها بمنطقة “الكمب” بمديرية صالة، للقصف الجوي عدة مرات من قبل طيران التحالف، بعد أن تمركز فيها الحوثيون وقوات موالية لـ”صالح” وحولوها إلى ثكنة عسكرية ومخازن للسلاح وموقع للمسلحين.
يقول الناشط الإعلامي والمصور “محمد القناص، “إن الحوثيين والقوات الموالية لـ”صالح”، حولت الجامعة أيضاً إلى سجن تحتجز فيه عشرات المناوئين لهم من سكان تعز”
ويضيف “القناص” لـ”يمن مونيتور”، أن “وجود مسلحي الحوثي وحلفائهم في حرم الجامعة يعرضها لخطر الاستهداف من قبل طيران التحالف، كما يجعلها عرضة للنهب، بعد أن تم نهب الأجهزة والمعدات من الأمانة العامة للجامعة”.
خطورة استهداف الجامعة
يقول “أبو أحمد”، أحد موظفي جامعة تعز، إن “الجامعة تم تحويليها إلى ثكنة عسكرية، يعني دخولها ضمن مناطق وأماكن الصراع، وهنا لا بد لأحد طرفي الصراع أن يستهدف الجامعة، ويتغير نشاط هذه المؤسسة من أكاديمي إلى عسكري، فيضطر الطرف الآخر الممثل بالتحالف العربي، بعد أن يملك الحجة والمبرر لاستهدافها”.
وأشار في حديث لمراسلة “يمن مونيتور”، “أن قصف الجامعة بالطيران سيؤدي بالتأكيد إلى تدمير بنيتها التحتية، وهذا سينتج عنه مشاكل كثيرة جدا، منها، أن المجتمع في” تعز” سيفقد ثلاث مراحل تعليمية في حياته العلمية، وهي أهم ثلاث مراحل لتحديد مستقبله (البكالوريوس والماجستير والدكتوراه).
ويضيف، “تدمير الجامعة سيؤدي إلى إتلاف جميع وثائق الطلبة، من ملفات التحاق، ونتائج، وترفيعات، وشهادات تخرج، وقد يؤدي إلى عدم القدرة على تحديد مستوياتهم الدراسية، بالنسبة للكليات التي لم تُدخل نتائجها إلكترونيا، وأكثر الكليات لم تفعل ذلك بعد، وستتعرض وثائق الطلبة للتلف، وسيستغل ذلك المزورون خارج الجامعة، من خلال تزوير وثائق التخرج، كون هذا قد تم والجامعة في أوج فاعليتها وحرصها، فما بالنا وقد انتهى كل شيء”.
وتابع أبو أحمد، “سيضطر الطلبة نتيجة لاستهداف الجامعة، للانتقال إلى محافظات أخرى لإكمال الدراسة الجامعية بكل مراحلها، وكلفة ذلك باهظة على الغالبية العظمى من المجتمع”.
وقال أحد أساتذة الجامعة، فضل عدم ذكر اسمه، إن “استهداف الجامعة تكشف انتفاء أخلاقيات الحرب عن المتحاربين، وتفتح باب الاحتمالات الواسعة أمام خروقات أخرى موقعها المدارس والمرافق والأسواق العامة والشعبية”.
ويرى في حديث لـ”يمن مونيتور”، أن “التمركز في الجامعة ولو حالة وحيدة وفي جامعة واحدة، تعطي المبرر للطرف الآخر لاستهدافها، بل تعطي الطرف الآخر المبرر والغطاء لاستهداف جامعات أخرى، بحجة أنها تحولت إلى ثكنات عسكرية، حتى وإن لم تكن كذلك، فتحويل الجامعة إلى ثكنة عسكرية، أو تسليم إحداثياتها والإبلاغ عنها، للطرف الآخر، على أنها أصبحت كذلك، قد تقف خلفها حسابات تجارية، تخدم بوجه من أوجهها تجار الجامعات الخاصة”.
عدم مراعاة حرمة المكان
وأجرت مراسلة “يمن مونيتور” عدة اتصالات بمدرسات في الجامعة، اتفقن على أن “تحويل الجامعة لثكنة عسكرية، واستهدافها بالقصف، هو خسارة فادحة لواحدة من مؤسسات العلم والتعليم، وليس من السهل تعويض ما فقد في بضعة شهور، فقد نستمر سنين طوال، لا يجد الطالب كرسي أو سبورة، أو مختبر وقاعة”.
ويرين أن استهداف جامعة تعز هو “تدمير طموحات كل طالب علم وتدمير للعلم والتعليم، الذي سعى كل وطني غيور وكل متعلم طموح، وكل معلم وعالم متفاني، لجعله الهدف الأسمى في البلاد، رغم كل الظروف والمعوقات”.
وتابعن، “قصف الجامعات قصف لا أخلاقي، للقيم الإنسانية والعلمية والتعليمية، وإيقاف رسالتها التي أنشئت من أجلها”.
أبو أحمد الموظف بجامعة تعز أضاف بأن:”تحويل الجامعات والمدارس إلى ثكنات عسكرية، لم يقتصر على طرف من طرفي النزاع، كلاهما ارتكب هذا الجرم، وهذا يعد جريمة وانتهاك لحقوق الإنسان، وأشد جرما من القتل والتشريد، كما أن انتهاك الحرم الجامعي وتكديسه بالأسلحة، أمر أفقد الحرم مضمونه وهيبته الأكاديمية، التي عادة ما يوقرها المجتمع بكل فئاته”.
غالبية من استطلعنا آراءهم يرون أنه “من الضروري تحييد المؤسسات التعليمية وعدم وضعها كطرف في الصراع لأن هذا يعرضها للتدمير، بما تتضمنه من منشآت ومعامل وسيؤدي هذا، إلى تأخر عودة التعليم أو نموه بالشكل الطبيعي، وستحتاج إعادة الإعمار إلى مبالغ ضخمة، في الوقت الذي يعاني البلد من إمكاناته المحدودة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى