في 14 أكتوبر.. شعب مكافح على مدى التأريخ
وأنت تقرأ في تأريخ اليمن الحبيب، هذه الدولة العظيمة منذ الأزل، التي تزداد عظمةً عامًا بعد عامٍ على الرغم من كيد الكائدين وحقد الحاقدين الناقمين عليها.
عندما تقرأ حياة هذا الشعب المكافح على مدى تاريخه ترى عجب العجاب، شعب خاض ثورات عديدة، أعداؤه كثر سواء كانوا أعداءً من داخل اليمن أم أعداءً من خارجها.
تأمل تاريخ اليمن الحبيب جيدًا وقف أمام التأريخ السياسي مليا لتقرأ عن الثورات الجسام التي خاضها هذا الشعب الأبي ضد الظلم والظلمة المتربصين به أرضًا وإنسانا.
تعمق كثيرًا في الحديث الذي يتناول الثورات اليمنية الخالدة، كيف كانت ومتى بدأ انطلاقها؟، ثم كم من الزمن استغرقت هذه الثورات؟، كيف كانت ولادتها وكيف نمت وترعرعت حتى وصلت إلى النصر الأكيد المتمثل بدحر العدو إلى حيث لا رجعة؟
لتأخذ مثالًا لذلك ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد، هذه الثورة التي قامت ضد الاحتلال البريطاني الذي استمر 128 عامًا يجرع الشعب الويلات والنكبات المستمرة المتمثلة بالمجاعة التي عانى منها شعب الجنوب وذلك الاستبداد والظلم الذي عاناه الشعب خلال فترة الاحتلال.
حينما تقرأ ذلك لا شك أنه ينتابك حزن عظيم، كيف لا وأنت من أبناء هذا الشعب تحمل حبه في قلبك وتجري الغيرة عليه في عروقك كما يجري الدم تمامًا.
لكن على الرغم من ذلك تجد أن النصر دائمًا ما يكون حليفًا لهذا الشعب المناضل الجسور حتى وإن تأخر، حتى وإن كثر المتآمرون عليه وعملوا جهدهم على خذلانه، ففي النهاية ما يصح إلا الصحيح كما يقال وإرادة الله والشعب لا بد ماتعلوا على كل إرداة ولا بد منها طال الزمن أو قصر، حتى يتفاجأ العالم بسماع مكبر النصر الأكيد، إعلان ميلاد حياة جديدة خالية من الظلم والجبروت، خالية من الطغات والظلمة.
هكذا هي سنة الله في الكون يترك الفرصة للمتكبر المتعالي ثم يخسف به ويجعل نهايته متوجة بالخيبات والخوف، والنتيجة عادة ما تكون الهروب والفرار، وأما أصحاب الحق الذين يدافعون عن وطن وعرض وعقيدة لا شك هم ثابتون ثبوت الجبال لايخيفهم في الله لومة لائم وإن حشد العدو وطغى وتجبر.
لقد دحر الشعب في عام1962م الإمامة التي جرعت الشعب الويلات ثم بعد عام واحد دحرت الاحتلال ولقد كان الـ30 من نوفمبر تطهيرًا للبلاد وبه أحق الله الحق وأزهق الباطل.
لذا على الشعب الحبيب الذي تجرع المرارة خلال سنوات الحرب هذه، عليه ألا يقنط من رحمة الله وألا ييأس فالنصر لا شك سيقع ومن يريد بالبلاد سوءًا لا شك سيكون مصيره كمصير من سبقه وهو الهلاك الحتمي ثم رميهم في مزبلة التأريخ، فاللهم عجل بنصرك وثبت الضعفاء حتى يأتي ذلك اليوم الذي يعز الله فيه من يشاء.