احتدام القتال غربي اليمن في أعنف المعارك منذ شهور
يمن مونيتور/ خاص:
احتدم القِتال غربي اليمن، في أكبر المعارك منذ عدة شهور، بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وجماعة الحوثي المسلحة.
وقال مسؤولون إن الاشتباكات المستمرة منذ أيام تعتبر الأكبر منذ توقيع اتفاق ستوكهولم بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي المسلحة في 2018م.
وسقط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين إضافة إلى مقتل مدنيين في تلك الاشتباكات التي اندلعت جنوب مدينة الحديدة غربي البلاد على ساحل البحر الأحمر. ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن مسؤولين من الطرفين إن 54 قتيلاً وأكثر من 70 جريحاً، بينهم عشرات المدنيين.
وقال مسؤول عسكري تابع للحكومة إن الاشتباكات اندلعت في بلدتي حيس والدريهمي، حيث يحاول الحوثيون تأمين المدينة الساحلية من الحكومة الشرعية.
وأضاف المسؤول أن الحوثيين يريدون “استعادة المواقع العسكرية التي خسروها قبل عامين مستغلين الهدنة ووقف إطلاق النار بموجب اتفاق الحديدة”.
وأشار إلى أن “القوات المشتركة تمكنت من التصدي لعدة هجمات للحوثيين على البلدتين، ولم يتمكن الحوثيين من تحقيق تقدم، وخسروا عشرات المقاتلين”.
وقال مسؤول عسكري آخر لـ”يمن مونيتور” إن القوات المشتركة تمكنت من اسقاط طائرة مسيرة للحوثيين قرب مدينة المخا، حيث توجد قيادة تلك القوات.
والقوات المشتركة يقودها طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي بدّل تحالفه من الحوثيين إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية بعد أن قتل الحوثيون عمه في ديسمبر/كانون الأول 2017م. ولا تخضع هذه القوات لهيئة الأركان اليمنية وتتلقى دعمها من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويحاول الحوثيون فرض وجودهم في مدينة مديرية الدريهمي التي تخضع لسيطرة فعلية من قِبل القوات الحكومية وتفرض حصاراً على مناطق تواجد الحوثيين.
ويوم الاثنين أعربت بعثة الأمم المتحدة إلى اليمن الخاصة بتنفيذ اتفاق الحديدة، عن قلقها من تصاعد العنف في الساحل الغربي للبلاد، ودعت الطرفين إلى وقف إطلاق النار فوراً، والعمل مع الآليات المشتركة حتى لا يتعرض السكان للخطر.
وتدور الاشتباكات على بُعد أميال من ميناء الحديدة الاستراتيجي المسؤول عن دخول 75% من احتياجات اليمن الأساسية.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.