“الطريق المرعب” الذي يوصل إلى تعز مهدد بالانهيار
يمن مونيتور/ تقرير خاص:
يثير الطريق الوعر جنوب محافظة تعز وسط اليمن، مخاوف قيادة الشاحنات المحملة بحاجة المدينة المحاصرة من الحوثيين من الحوادث وانقلابها من الجبال.
و”طريقة هيجة العبد” يعتبر الطريق الوحيد المتبقى الذي لا يخضع للسيطرة الحوثيين وتعبر فيه الشاحنات والسيارات على الرغم من الطريق السيئة وانقلاب الشاحنات. ويغلق الحوثيون ثلاثة منافذ للمدينة المحاصرة من الجماعة منذ 2016م.
وقال محمد الصلوي سائق شاحنة لـ”يمن مونيتور”: إن الطريق بطول سبعة كيلو مترات لكن مرورها يحتاج إلى ساعات طويلة، وإذا انقلبت شاحنة بسبب وعورة الطريق يبقى الطريق مغلقاً لأيام.
ويشير الصلوي إلى أنهم “يمشون ببطء شديد خوفاً من الانقلاب، والطريق يزداد سوءً بشكل يومي، مهددا حياة المئات من سائقي الشاحنات وأطنان من البضائع”.
وأضاف الصلوي: الطريق ضيق جداً للشاحنات وتوجد الأتربة في المنعطفات التي تؤدي إلى وقوع الانقلابات.
وقال سائق آخر على الطريق الوعرلـ”يمن مونيتور”: إنه أخطر الطرقات التي يقود شاحنته عبرها في البلاد. مضيفاً: الخوف يمتلك السائق طول الطريق حتى الوصول إلى المدينة من المستحيل الاستمرار في القيادة بهذا الشكل وتحت هذا الضغط.
ويوصل السائقون البضائع من مدينة عدن عاصمة اليمن المؤقتة، الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
وقال مسؤول محلي في “هيجة العبد” إنهم تقدموا بمشاريع صيانة للطريق للسلطات المحلية لكن دون رد.
وأضاف لـ”يمن مونيتور” مشترطاً عدم كشف هويته لحساسية الموضوع: أن منظمات وعدت بصيانته لكن دون أي تحرك، ويقولون إن سبب تأخر المشروع يعود للسلطة المحلية.
تقرير عن طريق #هيجة_العبد للوكالة الفرنسية@AFPar
وتصوير بكاميرا درون يوضح صعوبة الطريق
ويظهره بشكل مرعب .الطريق التي كانت مخصصة للسيارات الصغيرة وبسبب الحصار على تعز وتوقف الطريق الرئيسية عبر خط الباهظة
تحولت هيجة العبد إلى الطريق الوحيد لمرور الشاحنات القاطرات. pic.twitter.com/oyGVrN8s2G— طه صالح (@taha_saleh_taiz) September 24, 2020
ويعتمد أكثر من 600 ألف شخص يعيشون في مدينة تعز على هذا الطريق للحصول على المواد الغذائية بشكل يومي. وتأثرت المدينة بشكل كبير بالحرب حيث دُمرت معظم البنية التحتية.
وقال محمد علي وهو ناشط في مدينة تعز لـ”يمن مونيتور”: إذا توقف الطريق فإن كارثة إنسانية ستحدث في المدينة، هذا الطريق شريان حياة المدينة.
وأضاف “علي”: على السلطة المحلية والمسؤولين والمنظمات عدم الانتظار حتى توقف الطريق والتحرك عاجلاً من أجل إصلاحه.
وأشار علي إلى أن “الحكومة اليمنية الشرعية تتجاهل مطالب تعز بشكل دائم، لكن الآن يفترض أن تكون أكثر اهتماماً للأصوات لأن كارثة إنسانية على الأبواب”.
ودعا “علي” المواطنين والنشطاء إلى تكثيف الضغط على الحكومة حتى الاستجابة لمطالبهم.
ويوم الأربعاء تظاهر عشرات المواطنين على “نقيل هجية العبد” للمطالبة بإصلاح الطريق، ونددوا بالحكومة الشرعية والسلطات المحلية وحملوا لافتات تطالب “بإنقاذ شريان تعز”.
وطالب المحتجون من المجتمع الدولي الضغط على الحوثيين لفك الحصار عن المدينة.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.