كتابات خاصة

ما تحتاجه عدن

أقدم محافظ عدن احمد حامد الأملس، على تغييرات لقيادات المجالس المحلية، وتفاءل الناس خيرا بالرجل، وهي قرارات في الطريق الصحيح لإعادة الاعتبار للكادر والكفاءة والمهنية والاستقلالية في بعض الاختيارات، يعيبها عدم المفاضلة، ويخفف من هذا العيب اعادة الاعتبار نسبيا لكوادر عدن في ادارة شئون عدن.

ويبقى السؤال: هل هي مجرد تغيير للأدوات، واعادة تموضع طرف سياسي على حساب الاطراف الاخرى، دون أي تغيير حقيقي في المنظومة السياسية والاستراتيجية .

المنظومة السياسية التي فرضتها الحرب، وتعتمد على العنف في السيطرة والتمكين، متجاوزة كل المعايير والنظم والأدبيات، بالفوضى والعبث جاثمة على صدر عدن، قوى النخير والنفير المتسلطة على عباد الله، تفرز نعرات بنفس جهوي و أيدلوجي واحيانا سلالي، تستأثر بالسلطة وتعبث بالإيرادات، بخطاب اتهام وتخوين وازدراء من الاخر، يبدد مبدأ الشراكة والتعايش والديمقراطية .

وصفت بقرارات شجاعة، بشجاعة اليد التي تمتد لجحر الثعابين، وتهدد مصالح قوى العنف والسيطرة والتمكين، والشجاعة الحقيقية هي في نقد الواقع، والاعتراف بالحقائق، وتحديد مكامن الخلل، ومصادر الاعوجاج، شجاعة إغلاق منابع الفوضى، وايقاف ادوات العبث، وتفعيل النظم والقوانين، والرقابة والمحاسبة، والقضاء والنيابة، لتأخذ العدالة مجراها .

ما أمسنا اليوم لشجاعة مواجهة المشكلة، دون مبررات وحجج واهية، دون الاستمرار في وهم الشيطان المرسوم في ذهنية السياسة، بمكر الإبقاء على الصراع، ومبرر الانتهاكات، وحالة التخوين والتكفير، بإرهاب الاخر وافساد الواقع، بعناوين براقه وشعارات في ظاهرها تعبر عن تطلعات وآمال الناس، وباطنها تعطي الحق للعنف ليمارس شهواته في انتهاك الآخر وحياة الناس.

وما امسنا اليوم لتحرير عدن من قبضة الطامعين فيها، قوى اقليمية ودولية، وموظفيها في الداخل، الذين تحولوا لأدوات عبث و وفوضى، لغرض تحييد عدن عن المنافسة كمركز تجاري واقتصادي متفوق الإمكانات والكادر على دول الجوار، وبالتالي القدرة على استثمار عدن بشكل افضل ينهض بها اقليميا ودوليا،بتفعيل دور مؤسساتها الحيوية والاقتصادية، لتحسين مستوى الدخل القومي، وضبط استخلاص الايرادات وتحريرها من الناهبين والفاسدين، لتكن شريان حياة لعدن يصب لميزانية عدن، لتحسين المستوى المعيشي والحياتي للناس، وتحرير عدن من التسول، والدعم الغير مجدي لدول تبتز عدن وتقيدها بهدف التجويع والتشوية والتفوق عليها .

تحتاج عدن لقرار سيادي شجاع، يطبع فيها الحياة العامة، ويعيد لها القها، بقرار يوقف العبث بخدماتها، وإنقاذ ما يمكن انقاذه، وتقديم مشاريع حقيقية لبنية تحتية، دون تبديد أموال في مشاريع متهالكة وفاشله، تخدم الفساد والفاسدين، من الشركات الكبرى والنافذين، الذين صاروا عبء حقيقي على تنمية ونهضة عدن والوطن كان جنوبا وشمالا، شجاعة الوقوف في مواجهة لوبي الفساد والافساد المدعوم بهدف نفس التعطيل والتدمير لعدن .

قرارات بثت روح التفاؤل، لن يكتب لها النجاح في ظل منظومة فاسدة ومتهالكة وعابثة، وتعيش وهم السيطرة والتمكين، وعلى البقية ان يكونوا مجرد توابع، ينتظروا التوجيهات والدعم حتى يكتب الله لهم نهاية قد ترضي الناس وقد لا ترضيهم، المهم هو رضاء المخرج، وفق السيناريو المرسوم والاجندات، نصفق لها دون ان نسأل عن مآلاتها على المستقبل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى