وفاة صحفي فلسطيني في صنعاء بعد إيقاف الحوثيين لجميع مصادر دخله
يمن مونيتور/ صنعاء / خاص
قالت مصادر محلية، إن صحفيا فلسطينيا يقيم في العاصمة صنعاء، توفي اليوم الأحد، إثر أزمة مالية أدت إلى تدهور صحته وجعلته فريسه للمرض والموت معا.
وقال مراسلنا في صنعاء، إن “الكاتب والصحفي الفلسطيني حسين جمال البكري وارى الثرى ظهر الأحد بعد أزمة مالية أدت إلى تدهور صحته، وجعلته فريسة للمرض الذي هد قواه وتسبب بوفاته، بعد قطع جماعة الحوثي كافة مصادر دخله المالية وعدم الاكتراث لوضع المعيشي الصعب”.
وأضاف “الكاتب الفلسطيني البكري توقف عن استلام كافة حقوقه من صحيفة الثورة (الجريدة الرسمية في اليمن) التي كان ملتزماً بكتابه عمود صحفي، وبعد سيطرة الحوثيين عليها وإيقاف جميع مستحقاته المالية، لجأ البكري إلى مهنة التدريس ليتم إيقاف مرتبه فيما بعد بسبب انقطاع المرتبات، ثم فتح محلاً تجارياً لبيع الالعاب ليعلن عن افلاسه بعد ذلك”.
ولم يتمكن البكري من استئجار منزلاً أو شقة تأويه بل قام باستئجار دكان (محلا تجاريا) لا يتجاوز طوله 3 أمتار بدون أي توابع لها، معرضاً للهواء والريال والبرد بلا أنيس ولا رفيق”.
وصباح الأحد، جد “جيران الصحفي الفلسطيني حسين البكري ميتاً في دكانه الواقع جوار مؤسسة الثورة للصحافة وحيداً دون لأن يلفت إليه أي مسئول باستثناء زيارات متقطعة من بعض أصدقاءه وزملاء المهنة”.
يأتي رحيل الكاتب والمناضل الفلسطيني البكري بعد حياة حافلة بالعطاء والابداع والدفاع عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وسيادته ومهجري الشتات من خلال كتابات الوطنية والقومية والانسانية ومقارعة الكيان الصهيوني المحتل.
وساهم الفقيد البكري بكتاباته وأراءه ومواقفه الصلبة والانسانية في لفت أنظار العالم والمجتمع الدولي حول مجازر الإبادة والقمع والتنكيل الذي يتعرض لها الشعب الفلسطيني تحت نيران وجبروت الاحتلال الاسرائيلي الذي قتل مع سبق الإصرار والترصد.
وقضى المعلم والكاتب الفلسطيني حسين البكري حياته في أحد أزقة شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، واختار ابن قطاع غزة المسن، الذي يعيش نهاية عقده السابع، الاستقرار في العاصمة اليمنية صنعاء منذ مطلع الثمانينيات، حيث تنقل في عدد من المدارس معلما متميزاً وكاتباً في الجريدة الرسمية بصحيفة الثورة وناقدا ثقافيا.
ولدى البكري “فقط ابنه وحيدة تزوجت من فلسطيني، لكنها لم تعد بجانبه، فقد عاش وحيداً مقعداً وانتقل إلى غرفة في إحدى حارات الجراف ليسكن فيها وليقضي فيها بقية العمر”.
وفي ظل غياب الرعاية الصحية وإصابته بالعديد من الأمراض لم تمكنه من الوقوف مجدداً، فكان ينام على فرشه المتهالك من الإسفنج على البلاط في غرفه بطول ثلاثة أمتار تقطع نصفها.. ستارة من القماش تواري فرشه المتهالك عن كرسيه الذي لا يعينه على الحركة، حيث لا يستطيع رفع جسمه من على الكرسي، أو يعدل رجليه كونه غير قادر على تحريكهما”.
وبهذه الحالة غادر الصحفي “البكري” الحياة في العاصمة صنعاء، الواقعة تحت سلطات الحوثيين، واهباً كل حياته في خدمة أبنائها وبدون كلام أو حركة، وحيداً بطقوس خاصة وغير لائقة بصحفي وأديب لطالما فضل الحياة في صنعاء اليمن عن غيرها من المُدن”.