حالة طوارئ في صنعاء… التظاهرات تؤرق الحوثيين (تقرير خاص)
- *الحوثيون أعلنوا حالة الطوارئ في العاصمة صنعاء.
يمن مونيتور/ تقرير خاص:
أصبحت العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حالة طوارئ فرضتها الجماعة المسلحة خشية خروج تظاهرات جديدة للمطالبة بالعدالة من قَتلة “عبدالله الأغبري” العامل اليمني الذي تم تعذيبه من قِبل أرباب عمله حتى الموت.
وقال مسؤول أمني حوثي بارز في صنعاء لـ”يمن مونيتور”: صنعاء في حالة طوارئ حتى إشعار أخر لن “نسمح بالتظاهرات” مطلقاً.
ويعتقد المسؤول الأمني أن “الحكومة الشرعية” وراء خروج تلك التظاهرة الكبيرة التي شهدتها صنعاء هذا الأسبوع للمطالبة بالعدالة من قَتلة “الأغبري”.
وأشار المسؤول “الخروج الكبير يوم السبت، تم بموافقة أمريكا وإسرائيل والخليج لخلق أزمة في محور المقاومة” في إشارة إلى محور المقاومة الذي تدعمه إيران.
وقال المسؤول إن “التظاهر محظور، نحن في حالة حرب ومن يحاول إقلاق السكينة العامة سيواجه بالحديد”.
وأضاف أن “طلاب الجامعة هم المسؤولون في البداية عن هذا التشديد الأمني في صنعاء”.
من جهته قال مسؤول عسكري في صنعاء مطلع على تحركات الحوثيين لـ”يمن مونيتور”: تم تفعيل قانون الطوارئ بشكل مستمر وانتشار للعناصر الأمنية في شوارع صنعاء وإغلاق عدد منها ليلاً، وتحذير جميع المنظمين للمظاهرات والوقفات الاحتجاجية من أي خروج أو اقامة أي فعاليات وتصنيفها عمل عدائي للحكومة (حكومة الانقاذ غير المعترف بها دولياً).
وأضاف: تم إلغاء جميع المظاهرات والوقفات الاحتجاجية – الحقوقية – وإبلاغ الجميع بأنه تم دخول البلاد في حالة طوارئ ومنع خروج مظاهرة تطالب بالقصاص من دم الشاب عبدالله الأغبري أمام وزارة العدل، ومظاهرات أمام مكتب النائب العام الخاصة بالشركات الوهمية.
كما تم حظر “وقفة احتجاجية أمام مكتب النائب العام ومكتب رئاسة الجمهورية لأهالي ساكني مدينة الرئاسة السكنية بسعوان بعد تحويل القيادي في جماعة الحوثي أبوحيدر جحاف مدينتهم إلى “منطقة عسكرية يمنع فيها البيع والشراء” .
مؤكداً بأنه تم التعميم على جميع المديريات والحارات بمنع وتجريم أي تظاهرة أو مسيرة احتجاجية أو وقفة احتجاجية.
وانتشر مقطع فيديو لتعذيب “الأغبري” في شبكات التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي ما أثار غضب معظم اليمنيين، وعلى إثر ذلك دعاء طلاب الجامعات والسكان في صنعاء للتظاهر مطلع الأسبوع الحالي ما أثار غضب ومخاوف الجماعة المسلحة، إذ تعتبر من أكبر التظاهرات في صنعاء منذ سيطرة الحوثيين عليها.
واعتقل الحوثيون العشرات خرجوا للتظاهر الأسبوع الحالي، وما يزالون في السجون منذ أيام. وتوعد الحوثيون باعتقال المسؤول عن تسريب مقطع الفيديو واتهموه بالتخابر مع الحكومة الشرعية.
وقال محام عن أربعة أشخاص يبحث عنهم في أقسام الشرطة إن “الحوثيين أبلغوه أن القضية أمن قومي وتخابر مع العدوان ومن الأفضل الابتعاد عنهم”.
وأضاف المحام لـ”يمن مونيتور”: الأوضاع في صنعاء مكهربة (متوترة) وقد يبدأ الحوثيون حملة اعتقالات لمئات المشاركين في تلك التظاهرات.
ولفت إلى أن الحوثيين يعتقدون أن “خروج التظاهرات قد تؤدي إلى إسقاط وجودهم في صنعاء، بنفس الطريقة التي سيطروا فيها على صنعاء في سبتمبر/أيلول2014”.
وأشار المحام إلى أنه وبدلاً من قيام الحوثيين باعتقال “المواطنين يجب أن يفهموا أن الجميع لا يؤمن بوجود قضاء عادل تحت إشرافهم ويخشون العبث بقضاياهم، لا أحد يريد جماعة مسلحة أن تحكمه بدلاً من مؤسسات الدولة”.
وفي الأسابيع السابقة لسقوط صنعاء في يد الحوثيين، كانت الجماعة تتظاهر للمطالبة بتغيير الحكومة، وإجبارها على التراجع عن رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
وقال سكان في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن مئات الحوثيين انتشروا في شوارع صنعاء خاصة حيّ الجامعة الجديدة والدائري وشارع العدل مع زيادة عدد النقاط الأمنية وتفتيشها للهويات، وتفتيش الهواتف الذكية لمن يشتبهون به.
وقال حمود الذماري إن الحوثيين انتشروا في حي سعوان خلال اليومين الماضيين، حيث يعيش وقاموا بتفتيش عدد من المنازل قالوا إنها لبعض المتظاهرين.
وأشار الذماري إلى أن المشرفين الحوثيين حذروا السكان مراراً خلال الأيام الماضية من التظاهر واستغلال قضية الأغبري للتظاهر زاعمين أن “القضاء يأخذ مجراه”.
وتحدثت المصادر لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها.
ويُدير الحوثيون العاصمة صنعاء بقبضة حديدية منذ سيطرتهم عليها في سبتمبر/أيلول إلى جانب معظم محافظات الشمال. واعتقل الحوثيون آلاف المعارضين لسلطتهم، بينهم 9 صحافيين حُكم على أربعة منهم بالإعدام.
دخلت اليمن في حالة حرب منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.