إفتخار عبده /يمن مونيتور
هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة داعيًا لله سبحانه وتعالى.
لأجل الدين هاجر من مكة.. تركها وأهلها وهو يحبها حبًا عظيما، ودعها وهو يقول:( واللهِ إنّك لأحَبّ البِقاع إليَّ ، ولولا أن أهلَك أخرَجوني منكِ ما خَرجت) ترك مكة لأن أهلها كانوا له من الرافضين، رفضوه؛ لأنه جاء ليبدل دينهم حسب اعتقاداتهم الخاطئة.
كيف كان رد الرسول عليه الصلاة والسلام لهذا الرفض الذي يراه؟ هل حكمهم بالحديد والنار؟! وأخبرهم أنه يجب عليهم اتباعه قبل أن تكون العواقب وخيمة وقبل أن يريهم غضبه؟
أم بقي فيها رغمًا عنهم، بالتأكيد لا فهذا النبي الأعظم حامل الرسالة السماوية يرى أهل مكة يتربصون به بكل مكان، ويلفقون عليه التهم والأكاذيب، فمنهم من يصفه بالساحر المجنون ومنهم من يحذر الناس منه ومن السماع له.
وهو في ذاته لا هم له سوى الدعوة إلى الله سبحانه ونشر الدين والحفاظ على أهله وأصحابه وجميع المسلمين.
فحفاظًا على الدين وأهله غادر أحب البقاع إلى قلبه.
اااه يارسول الله ما ألطفك وما أعظم تضحيتك لأجل الدين والإنسان كم أنت عظيم أيها النبي الكريم، لم يخطر لك أن تجبر الناس على اتباعك أو أن تبقى رغما عنهم.
هذه هي القيادة الصحيحة التي ينبغي الامتثال لها واتباعها، وهذه هي التضحية المثلى التي ينبغي علينا أن نسلك سبلها.
لأجل الدين يهون كلُّ شيء، يهون التعب والعناء، لأجل الإسلام والمسلمين يعمل الأنقياء.
الهجرة النبوية درسٌ عظيم فيه من الآيات الجسام التي لاحصر لها؛ فهجرته صلى الله عليه وسلم تعلمنا أن الدين أهم من كل شيء وأن التضحية لأجل الدين ينبغي أن تكون بأي زمان ومكان، فهو أهم من المال والأهل والأحباب، أهم من المناصب والمرتبات التي أفنت الكثير من الناس وأذلت الكثير إزاءها.
ااااه لو تعلم يارسول الله أن من أمتك اليوم من يبيع دينه ووطنه مرضاة لليهود ومن يطبع معهم لمطامع ذاتية خبيثة.
قُلبت القاعدة يارسول الله فبدلًا من أن يكون الدين هو الأول والأَولى أصبحت المطامع والمكاسب هي الأولى وهي كل شيء وأهم من ذلك كله.
إن من أمتك اليوم من يبيع ذاته ودينه لأجل المال والمنصب، فالقدس التي لم يعرفها التاريخ إلا عربية أصيلة هي اليوم محط بيع من قبل البعض.. يتم التطبيع مع الاحتلال بكل وقاحة، مع نسيان كفاح ونضال الملايين الذين تشردوا من منازلهم بسبب الاحتلال الغاصب الذي لا أمان له ولا ثقة.
تطبيع مع اليهود لا مبرر له ولا سبب، هجرة إلى اليهود لا هجرة منهم، وبيع للدين لاشراء له.
يوجعنا الوضع، ويزعجنا كثيرًا أن نرى من العرب موالين لليهود كل الولاء وعلى مرأى من العالم دون أي خجل أو حياء.. دون تفكير بعواقب تجاوز الثوابت والمسلمات التي تمسكنا بها مذ عرفنا أنفسنا.