الحوثيون يحشدون المقاتلين من ثلاث محافظات يمنية للقِتال في مأرب
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
قالت مصادر في محافظات أمانة العاصمة (صنعاء)، وحجة (شمال)، وذمار إن جماعة الحوثي تحشد مقاتليها للتوجه نحو محافظة مأرب (شرق) حيث تدور معارك منذ أيام مع القوات الحكومية اليمنية.
وقال مصدر في وزارة الداخلية في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن الحوثيين اشترطوا على “جنود الأمن الذهاب للقِتال في محافظة مأرب للحصول على رواتب، وطلب المشرفون الحوثيون من الجنود في طوابير الصباح تسجيل أسمائهم للالتحاق بالجبهات”.
وأضاف المصدر أن “جنوداً سجلوا أسمائهم لكن كُثر فضلوا عدم الذهاب للقِتال”.
وأشار المصدر إلى أن عشرات المجندين الجُدد تلقوا تدريبات لأسابيع في معسكرات تابعة للداخلية في أمانة العاصمة، وفي معسكرات خاصة في القرى المحيطة بصنعاء وفي محافظة ذمار.
فيما قال ثلاثة من المسؤولين المحليين – من يسمون “عُقال الحارات”- في أمانة العاصمة لـ”يمن مونيتورر” إن الحوثيين طلبوا توفير عشرات المقاتلين من “المربعات السكانية” في الأحياء حيث يتواجدون، ويتم التركيز على “الجنود السابقين، أو الأشخاص المنحدرين من القبائل المعروفة بقِتالها”.
وقال واحد من الثلاثة المسؤولين “إن معظم من ينضم هم المراهقين تحت (18 عام)، أو العاطلين الذين تدفعهم حاجة الحصول على مواد غذائية ومال للقتال، أو حوثيين سبق أن قاتلوا وهم في فترة استراحة بعد عودتهم من القِتال”.
وحسب المسؤولين المحليين الثلاثة فإن الحوثيين وعدوا بتدريبهم لكنهم يشككون في ذلك إذ أن “مراهقين عادوا قتلى بعد أقل من 10 أيام على تسليمهم للحوثيين”.
وتحدثت المصادر لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها خشية انتقام الحوثيين.
في محافظة حجة (شمالي اليمن) قال مسؤول محلي في مديرية المحابشة لـ”يمن مونيتور” إن الحوثيين دعوا المقاتلين للتوجه نحو جبهات القِتال.
وفرض الحوثيون على عدد من القرى إرسال من 10 إلى 20 مقاتلاً-حسب المسؤول المحلي.
ولفت المسؤول إلى أن الحوثيين “وعدوهم بالتسليح، والرواتب، والمساعدات الغذائية لعائلاتهم”.
وعادة ما يستخدم الحوثيون تقديم المساعدات الغذائية -التي تأتي معظمها من الأمم المتحدة- كوسيلة إغراء للمقاتلين.
أما في محافظة ذمار (جنوب صنعاء) فقال سكان في مديريتي “جبل الشرق، وعنس” إن عشرات المقاتلين الحوثيين توجهوا -يومي الخميس والجمعة- نحو صنعاء والبيضاء استعداداً للقِتال في محافظة مأرب.
ولفتوا إلى أن “الحوثيين كانوا يقيمون معسكرات تدريب في المديريتين الجبليتين، لمجندين من محافظات ذمار وريمة والبيضاء”.
ويحاول الحوثيون الوصول إلى مدينة مأرب من محافظة صنعاء في جبهة نهم، وقانية في محافظة البيضاء، ومنطقة “صرواح” جنوب مدينة مأرب. لكنهم يلقون مقاومة شديدة من القوات الحكومية والقبائل.
وعبر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث عن قلقه “البالغ من أن يؤدي الهجوم المكثف على مأرب إلى تعريض السكان للخطر، وبينهم كثير من النازحين»، فضلاً عن تعريض المفاوضات إلى «خطر شديد»، داعياً أعضاء المجلس إلى «ممارسة الضغط لوقف هذا الهجوم الطائش».
ودخلت اليمن في حالة حرب منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.