يعسوب سقطرى الأزرق: أجمل الحشرات
يمن مونيتور/حلم أخضر
تعد حشرة اليعسوب من الحشرات الأكبر حجماً، والأكثر روعة في العالم. وهي حشرات تطير في النهار، وتعد بمثابة مؤشر جيد للمياه غير الملوثة. ووفقاً للدكتور ريتشارد بورتر فقد تم تسجيل 18 نوعاً فقط من حشرات اليعسوب في جزيرة سقطرى، منها نوع واحد فقط مستوطن في الجزيرة.
ويمكن القول إن اليعسوب الأزرق السقطري المتوطن في جزيرة سقطرى، هو الأجمل من بين خمسة أنواع هامة من اليعاسيب الموجودة في سقطرى، وهو مدرج حالياً تحت التهديد (شنايدر وآخرون، 2013). ويتواجد هذا النوع بشكل أساسي في جبال حجهر في أرخبيل سقطرى.
يعتبر اليعسوب السقطري الأزرق، وأسمه العلمي: Azuragrion granti، من الأنواع المُهددة، وقد ُصنّف اليعسوب السقطري على القائمة الحمراء تحت التهديد للأنواع المهددة بالانقراض لحيوانات المياه العذبة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة في سقطرى.
ويعد اليعسوب الأزرق السقطري، النوع الوحيد المتوطن من بين أنواع اليعاسيب في سقطرى، فهو يوجد بالجزيرة ولا يوجد في أي مكان آخر في العالم. ويتميز هذا النوع من مقترنات الأجنحة باللون الأزرق الجميل، وهو يوجد بأعداد وفيرة في الجداول على الجبال والوديان المتصلة بوادي حجهر، وهو يفضل المياه النظيفة، وكمثيلات مقترنات الأجنحة فإنه يصطاد الحشرات الصغيرة بالقرب من الماء، وخاصة البعوض.
يتغذى هذا النوع على البعوض وهو من الأنواع الرئيسية التي تعيش في الجداول المائية في الجبال والأهوار. ويمكن التعرف عليه بسهولة من خلال الجسم الطويل لليعسوب، وهو أطول من الأجنحة ولون الجسد الأسود أكثر من الأزرق، وتجد في الذكور وجود اللون الأزرق في النهاية، أما الإناث فلها جسد ذهبي مائل إلى بني.
تعد اليعاسيب أحد المؤشرات الجيدة الدالة على أن المياه التي تتواجد حولها هي مياه غير ملوثة، وهي أحد المستهلكين الرئيسيين ليرقات البعوض عندما تكون يرقات مائية وتسمى “الحوريات” لليعاسيب، وعندما تكون حشرات اليعاسيب بالغة، فإنها تصطاد البعوض وتقضي عليها بمجرد ظهورها فقط.
إن حماية اليعسوب سيكون لها تأثير كبير للحد من البعوض، تماماً كما لو استخدمت المبيدات الحشرية! لقد ارتفعت حالة التهديد لهذا النوع من مرتبة أقل تهديداً في العام 2006، إلى مرتبة تحت التهديد في العام 2018، بعد إعادة تقييم البيانات حول التوزيع والمهددات الرئيسية.
إن التهديدات المدرجة لهذا النوع هي تهديدات عامة لبيئات المياه العذبة حيث تعتمد هذه الأنواع عليها في دورة حياتها، ولعل العوامل المؤثرة على البيئة البرية تؤثر أيضاً على البيئة المائية من خلال الجريان السطحي: مثل الضغوط المتزايدة من الرعي وزوال الغابات، وتهديدات أخرى مرتبطة بعملية تطوير البنى التحتية التي تؤدي إلى تدمير مباشر للموائل.
بالإضافة إلى عوامل استخراج المياه الجوفية والتلوث والجفاف. وفي العام 2013 اقترح البرفسور شنايدر وآخرون، مجموعة من الإجراءات لصون هذا النوع: يعسوب سقطرى، وذلك عن طريق “مراقبة وحماية جودة المياه، وحفظ الأعداد للنوع وربطها بالأبحاث والحماية القانونية.
وبالتالي يعتبر اليعسوب الأزرق السقطري نوع رئيسي خصوصاً للجداول في الجبال والأهوار والمناطق الرطبة التي تزود المياه العذبة لمعظم الناس في المناطق المنخفضة، لذلك تعتبر حماية هذه المياه أمر هام جداً.
المصدر:
– الدكتور كاي فان دام، دراسة حول: “القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض لحيوانات المياه العذبة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة في سقطرى”، معهد سنكنبرغ للبحوث ومتحف التاريخ الطبيعي. TAYF/ FOS. العدد 16، ديسمبر 2019.